وكان يقول:
يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه إن كان جسمه حاضرا، وإن كان غائبا يستأذنه بالقلب وذلك حتى يترقى إلى الوصول إلى هذا المقام في حق ربه عز وجل.
فإن الشيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب وأسقاه من ماء التربية ولاحظه بالسر المعنوي الإلهي. فيا سعادة من أحسن الأدب مع مربيه، ويا شقاوة من أساء.
وكان يقول:
من عامل الله تعالى بالسرائر جعله على الأسرة والحضائر.
ومن خلص نظره من الاعتكاس سلم من الالتباس.
وكان يقول:
من غاب بقلبه في حضرة ربه لا يكلف في غيبته، فإذا خرج إلى عالم الشهادة قضى ما فاته، وهذا حال المبتدئين، أما حال الكمال فلا يجري عليهم هذا الحكم، بل يردون لأداء فرضهم وسننهم
وكان t يقول:
من لم يكن متشرعا متحققا نظيفا عفيفا شريفا فليس من أولادي ولو كان ابني لصلبي.
وكل من كان من المريدين ملازما للشريعة والحقيقة والطريقة والديانة والصيانة والزهد والورع وقلة الطمع فهو ولدي وإن كان من أقصى البلاد. وقيل له مرة ما تريد فقال أريد ما أراد الله عز وجل.
وكان يقول:
ما كل من وقف يعرف لذة الوقوف، ولاكل من خدم يعرف آداب الخدمة. ولذلك قطع بكثير من الناس مع شدة اجتهادهم.
وكان t يقول:
سألتكم بالله يا أولادي أن تكونوا خائفين من الله تعالى فإنكم غنم السكين وكباش الفناء، وخرفان العلف، يا من تنور شواهم قد أوهج، ويا من السكين لهم تحد وتجذب {قوا أنفسهم وأهليكم نارا}.
وكان يقول:
لا يكمل الفقير حى يكون محبا لجميع الناس، مشفقا عليهم، ساترا لعوراتهم، فإن ادعى الكمال وهو على خلاف ما ذكرناه فهو كاذب.
وكان يقول
لا تنكروا على فقير حاله، ولا لباسه، ولا طعامه، ولا على أي حال كان، ولا على أي ثوب يلبس، ولا إنكار على أحد إلا إن ارتكب محظوراً لم تصرح به الشريعة.
وذلك أن الإنكار يورث الوحشة، والوحشة سبب لانقطاع العبد عن ربه عز وجل.
فإن الناس خاص وخاص الخاص، ومبتدي ومنته، ومتشبه ومتحقق، ويرحم الله تعالى البعض بالبعض. والقوي من يقدر أن يمشي مع الضعيف وعكسه والفقراء غيث وهو سيف فإذا ضحك الفقير في وجه أحدكم فاحذروه ولا تخالطوه إلا بالأدب.
وكان t يقول: الشريعة أصل، والحقيقة فرع، فالشريعة جامعة لكل علم مشروع، والحقيقة جامعة لكل علم خفي.
وجميع المقامات مندرجة فيهما.
وكان يقول:
يجب على المريد أن يأخذ من العلم ما يجب عليه في تأديته ونفله ولا يشتغل بالفصاحة والبلاغة فإن ذلك شغل له عن مراده.فرضه بل يفحص عن آثار الصالحين في العمل، ويواظب على الذكر.
وكان يقول:
الرجال منهم رجل، ونصف رجل، وربع رجل، ورجل كامل، وبالغ ومدرك، وواصل.
وكان t يقول:
توبة الخواص، محو لكل ما سوى الله تعالى. ولا يتطلعون إلى عمل ولا قول، يتوبون عن أن يختلج في أسرارهم (أن لي) أو يتوهمون (أن عندي). ويخشون من قول (أنا)، فهم يراعون الخطرات وكان يقول: يا مريدي اجمع همة العزم وقوة شدة الحزم، لتعرف الطريق بالإدراك لا بالوصف فأي مقام وقفت فيه حجبك، بل ارفض كل ما يحجبك عن مولاك، فإن كل مادون الله تعالى باطل.