عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: مواعظ وحكم واقوال لم يصل اليها الكثيرون لسيدى ابراهيم الدسو قى القرشى الجزء الثا من الخميس سبتمبر 03, 2009 12:39 pm | |
| وكان يقول: يا أولادي طوبى لمن وصل إلى حال تقرب العباد من الله تعالى ثم وقف يدعوهم إليها. فكونوا داعين إلى الله تعالى بإذن الله. وكان يقول: رأس مال المريد المحبة والتسليم وإلقاء عصا المعاندة والمخالفة والسكون تحت مراد شيخه وأمره. فإذا كان المريد كل يوم في زيادة محبة وتسليم سلم من القطع فإن عوارض الطريق وعقبات الإلتفاتات والإرادات هي التي تقطع عن الإمداد، وتحجب عن الوصول. وكان يقول: يا أولادي إذا لم يحسن أحدكم أن يعامل مولاه فلا يقع في أحوال لا يدريها. فإن القوم تارة يتكلمون بلسان التمزيق، وتارة بلسان التحقيق، بحسب الحضرات التي يدخلونها، وأنت يا ولدي لم تذق حالهم ولا تمزقت ولا دخلت حضراتهم فمن أين لك أنهم على الضلال أفتعوم يا ولدي البحر ولست بعوام؟ ثم إذا غرقت فقد متَّ ميتة جاهلية لأنك ألقيت نفسك للمهلك،والحق قد حرم عليك ذلك، بل الواجب عليك يا ولدي أن تطلب دعاء القوم وتلتمس بركاتهم، هذا إذا لم تجد قدرة على عملهم، فإن وجدت قدرة على ذلك سعدت أبد الآبدين، واعلم يا ولدي أن ألسن القوم إذا دخلوا الحضرات مختلفة وفي إشاراتهم وكلماتهم ما يفهم ومنها ما لا يفهم وكذلك من أحوالهم ما يعبر عنه ومنها ما لا يعبر، وكذلك في أسرارهم ما لا يصل إليه مؤول ولا معبر، ولا مطلع ولا مفسر، لأن أسراراهم موضع سر الله تعالى،وقد عجز القوم عن معرفة أسرار الله تعالى في أنفسهم، فكيف في غيرهم فيجب عليك يا ولدي التسليم لله في أمر القوم، وحسن الظن بهم لا غير، فإني ناصح لك يا ولدي. وإذا رميت من يحبه الله تعالى بالبهتان والزور وتجرأت على من قربه الله تعالى أبغضك الله تعالى ومقتك فلا تفلح بعد ذلك أبدا ولو كنت على عبادة الثقلين. وكان يقول: من قام في الأسحار ولزم فيها الاستغفار كشف الله له عن الأنوار، وأسقي من دنِّ الدنو من خمار الخمار، وأطلعت في قلبه شموس المعاني والأقمار، فيا ولد قلبي اعمل بما قلته لك تكن من المفلحين، وكان يقول كم من يتلو الاسم الأعظم ولا يدريه وما فهم معناه وما لمس الأولياء الشجرة فأثمرت إلا به، ولا سال الماء من صخرة إلا به، ولا سخرت الوحوش لولي إلا به، ولا سأل ولي القطر فنزل إلا به ولا أحيا الموتي إلا به. وكان يقول: لا يكون الرجل غواصا في الطريق حتى يفر من قلبه وسره وعمله وهمه وفكره وكل ما يخطر بباله غير ربه. فآه آه لو كشف الحجاب عن الأثواب، وأبصر الأعمى الحرف الذي ليس بحرف ولا ظرف، وفك ما خفي من الغمض، وفتح قفل القفل، وفك أزرار المزرور، فوا شوقاه لصاحب تلك الحضرات، مع أن الشوق لا يكون إلا للبعيد. | |
|