السيدة نفيسة ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن ابن الإمام علي بن أبي طالب . ولدت في مكة المكرمة سنة 145هـ في الحادي عشر من ربيع الأول، فرحت بها أمها زينب بنت الحسن واستبشر بها أبوها ، و يقال ان ابوها كان يأخذها وهى صغير لزياره جدهم المصطفى(ص) ويقول انى راضى على ابنتى نفيسه فجاءه الرسول في المنام وقال له انى راضى على ابنتك نفيسه برضائك عليها وان الله راض عنها برضائها على.
نشأت في مكة ، حتى صحبها أبوها مع أمها إلى المدينة المنورة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب ( نفيسة العلم) قبل أن تصل لسن الزواج،ً حتى بلغت مبالغ النساء. وعاشت في المدينة لا تفارق الحرم النبوي، قارئة ذاكرة وحجت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية.
منها ما حكى الأزهري في الكواكب السيارة (كتاب) من غريب مناقب السيدة نفيسة بنت الحسن، أن امرأة عجوز لها أربعة أولاد بنات كن يتقوّتن من غزلهن (يغزلن الصوف) من الجمعة إلى الجمعة . فأخذت أمهن الغزل لتبيعه وتشتري بنصفه كتاناً ونصفه الآخر ما يتقوّتن به على جري العادة، ولفت الغزل في قطعة حمراء ومضت إلى نحو السوق، فلما كانت في بعض الطريق إذا بطائر انقض عليها وخطف منها الرزمة، الغزل ثم ارتفع في الهواء .
كانت من أفضل النساء في رعاية زوجها وبيتها وأسرتها، ومن أحسنهنَّ اتقاناً لفنِّ إدارة المنزل الذي كانت تعمره بالعبادة والذكر والتربية الحسنة، وحسن التعامل مع زوجها الذي كان يسعد بها كلَّ السعادة ويصرِّح لها بجمال ما أودع الله فيها من صفات حسنة شكلاً ومضموناً، فما تردُّ عليه إلا بوجهٍ بشوش، وكلماتٍ راقيةٍ تدل على أدبها الجم.
وكانت صاحباتها يجدن من الأنس بمجلسها ما لا يجدنه عند غيرها، وتجد صدورهنَّ من الانشراح، وقلوبهنَّ من الارتياح ما يجعلهن ينظرن إليها نظر التلميذ بشيخه،
وكانت تغمر من يجلس إليها بالمودة، وتُفيض عليهن من التوجيه والعلم.
ومن كرامتها ومناقبها :
(هو ارتفع وهي علي ضغطها) فلما رأت العجوز ذلك وقعت مغشياً عليها (مؤكد هذا لأنه ليس عندها مال تقتات منه غير ذلك الغزل) فلما أفاقت من غشيتها هذه قالت : كيف أصنع بأيتامي (شوفوا الحنان، ما قالت عن نفسها ماذا أفعل بنفسي الشفقة والحنان قدر الأم على أولادها، فالمطلوب من الأولاد أن يديروا بالهم على أمهم، ففي الحديث ورد :"أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك"، الواحد منا يقول لأمه يصرخ في وجهها قومي اكوي لي الثياب، شو هي خادمة عندك لا ليست مجبورة الأم تكوي لابنتها كذلك الأخت يضربها ويصرخ فيها قومي هلىء اكوي لي البنطلون كأنها عبدة عنده لا ليست مجبورة أن تكوي له البنطلون هو يكويه، يقول لها قومي حضري لي الأكلات ويضربها كف كفين، هو يقم بخدمة نفسه بنفسه هو يحضر الطعام ليست مجبورة أخته أن تفعل له هذا إنما من باب الإحسان تفعل له هذا الواحد مطلوب أن تكون أخلاقه عالية كل ما كان الشخص تقي وأخلاقه حسنة كل ما كان قريب من الرسول الأعظم .
قال : "أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا" وين ما كان بالصين بالهند بالسند بلبنان بسوريا بتركيا ما دام هو تقي على حسب تقواه يكون قريب من الرسول الأعظم . فلما فاقت قالت كيف أصنع بأيتامي قد أهلكهم الفقر والجوع فبكت فاجتمعغ الناس عليها وسألوها عن شأنها فأخبرتهم بالقصة فدلوها على السيدة نفيسة وقالوا لها اسأليها الدعء فإن الله سبحانه وتعالى يزيل ما بك، فلما جاءت إلى باب السيدة نفيسة أخبرتها بما جرى لها مع الطائر وسألتها الدعاء فرحمتها السيدة نفيسة، دعت لها دعاءً أن ييسر لها أمرها فقعدت المرأة تنتظر الفرج وفي قلبها من جوع أولادها حرج (شدة وضيق) فلما كان بعد ساعة يسيرة إذا بجماعة قد أقبلوا وسألوا عن السيدة نفيسة وقالوا إن لنا أمراً عجيباً ، نحن قوم مسافرون لنا مدة في البحر ونحن بحمد الله سالمون فلما وصلنا إلى قرب بلادكم انفتحت المركب التي نحن فيها ودخل فيها الماء وأشرفنا على الغرق وجعلنا نسد الخرق الذي انفتح فلم نقدر على سده، وإذا بطائر ألقى علينا سرة حمراء فيها غزل فسدت الفتحة بإذن الله، وقد جئنا بخمسمائة دينار شكراً على السلامة . فعد ذلك بكت السيدة نفيسة وقالت : إلهي وسيدي ومولاي ما أرحمك وألطفك بعبادك، ثم طلبت العجوز صاحبة الغزل وقالت لها بكم تبيعين غزلك فقالت بعشرين درهماً فناولتها الخمسمائة دينار فأخذتها وجاءت إلى بناتها فأخبرتهن بما جرى فتركن الغزل وجئن إلى بيت السيدة نفيسة وقبلن يدها وتبركن بها . (الأم وبناتها من الطيبات أبوهم ميت) ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، من صبر ظفر فله الأجر ومن اعترض على الله كفر .
قال المناوي ولدت رضي الله عنها بمكة سنة 145هـ صار لها أكثر من 1200 سنة ميتة ونشأت في المدينة في العبادة والزهادة، تصوم النهار وتقوم الليل وتزوجت اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق، هي حسنية من ذرية الحسن، تزوجت واحداً من ذرية الحسين ثم قدمت مصر وماتت فيها سنة 208 ، ولها الشهرة التامة في الولاية والكرامات ولما احتضرت وهي صائمة ألحوا عليها بالفطر فقالت : واعجبا لي منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن ألقاه وأنا صائمة ، أُفطر الآن .
ثم قرأت سورة الأنعام فلما وصلت إلى قوله تعالى : لهم دار السلام عند ربهم " ماتت . وكانت قد حفرت قبرها وصارت تنزل فيه وتصلي وقرأت فيه 6 آلاف ختمة قرآن، (الآن أكثر النساء يحضروا مسرحيات يشوفوا مسلسلات ) . فلما ماتت اجتمع الناس من القرى والبلدان وأوقدوا الشموع تلك الليلة وسمع البكاء من كل دار في مصر وعظم الأسف عليها وصلى عليها في مشهد حافل لم يرَ مثله بحيث امتلأت الفلوات ، ثم دفنت في قبرها التي حفرته في بيتها بدرب السباع .
ومن كراماتها أن جاريتها جوهرة خرجت في ليلة ذات مطر كثير لتأتيها بماء للوضوء ففاضت ماء المطر فلم يبتل قدمها، وقبرها معروف بإجابة الدعاء، عليه مهابة ونور، مقصود للزيارة من كل جهة .