عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: تعريف اهم المصطلحات الصوفيه الجزء الثانى الخميس فبراير 26, 2009 3:11 pm | |
| 27- القــــــرب والبــــــعد القرب لغةً الدنو, وهو خلاف البُعد , والبعد التنحي والموت واللّعن وهو خلاف القرب .
والقرب عند الصوفية: القيام بالطاعة , والانقطاع عما دون الله , وأن ترى صنائعه ومننه عليك وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك , والإتصاف في دوام الأوقات بعبادته . والقرب في الدنيا يكون إما قرب فرائض, وهو فناء العبد بالكلية في الله تعالى فلا يشعر بجميع الموجودات حتى نفسه، ولا يبقى في نظره إلا وجود الحق سبحانه وهو ثمرة الفرائض, أو قرب نوافل وهو زوال الصفات البشرية وظهور صفاته تعالى عليه وهو فناء الصفات في صفات الله تعالى وهو ثمرة النوافل . القرب في الدنيا من قرب ايمان وتصديق إلى قرب إحسان وتحقيق وقرب الحق في الدنيا من العرفان, وفي الآخرة شهود وعيان .
والبعد هو التدنس بمخالفة الله سبحانه والتجافي عن طاعته , فأوله بعد عن التوفيق ثم عن التحقيق . ومما قيل في القرب قوله عز وجل: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} , ومما قيل في القرب قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً عن الحق سبحانه: (وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليّ مما افترضت عليه , وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه...) الحديث ومما قيل في البُعد قـوله تعـالى: {أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} .
28- القــــــــهرموتية وهو في اصطلاحات أهل الحقيقة يجمع بين القهر والموت وينسب إليهما, والقهر في اصطلاح القوم (تأييد الحق بإفناء المرادات, ومنع النفْس عن الرغبات, من غير أن يكون لهم في ذلك مراد) . والموت في اصطلاح القوم قمعُ هوى النفس , ومنه الموت الأبيض وهو الجوع , والأحمر وهو مخالفة النفس , والأخضر وهو لبس المرقّع من الخرق الملقاة التي لا قيمة لها , والأسود وهو احتمال أذى الخلق. وبالجمع بين الإصطلاحين تكون القهرموتية هي أن يَرُدَّ الحقُ تعالى العبد عن مراد نفسه إلى مراده , ويُقهره بغير مراده, ويُميتُ نفسه عن هواها بقمعه, فينصرف القلب بالطبع والمحبة الأصليّة إلى عالم القدس والنور والحياة الذاتية التي لا تقبل الموت أصلاً, قال صلى الله عليه وسلم: (المجاهدُ من جاهد نفسه, فمن مات عن هواه, فقد حَييَ بهداه من الضلالة, وبمعرفته عن الجهالة) . وقال تعالى: {أفمن كان ميتاً فأحييناه} . وقد تكون القهرموتية من القهرمة, وهي فعل القهرمان وهي لفظة أعجمية استعملتها العرب بمعنى الوكيل. جاء في الدرة الشريفة: (وبجلال صولة عنايتك القهرموتية).
29- اللوائح والطوالع واللوامع اللوائح في اللغة: ما يلوح, أي يبدو، وللبرق ومضُه , والطوالع: ما يظهر, والأهلّة والفجر الكاذب, والأسهم تقع وراء الهدف , واللوامع: ما يضيء ويبرق .
واللوائح في اصطلاح القوم: هي ما يلوح من الأسرار الظاهرة الصافية من السمو من حالةٍ الي حالةٍ أتمَّ منها, والإرتقاء من درجةٍ إلى ما هو أعلى منها , وهي من مبادىء الحال ومقدماته , وهي من صفات أصحاب البدايات الصاعدين في الترقي بالقلب , وقد تطلق على ما يلوح للحسّ من عالم المثل , كحال ساريةٍ لعمر رضي الله عنه . قال الجنيد رحمه الله:"لقد فاز قومٌ دلّهم وليّهم على مختصر الطريق" .
والطوالع: هي أنوار التوحيد يَطلُع على قلوب أهل المعرفة شعاعها فيطمسُ سلطانُ نورها الألوان كما أنّ نور الشمس يمحو أنوار الكواكب , وهي أول ما يبدو من تجليات الأسماء الإلهية على باطن العبد, فيحسِّن أخلاقه وصفاته بتنوير باطنه , وهي موقوفةٌ على خطر الأفول .
واللوامع أنوارٌ ساطعةٌ تلمع لأهل البدايات من أرباب النفوس الضعيفة الطاهرة فتنعكس من الخيال الى الحس فتصير مشاهدة بالحواس الظاهرة فيتراءى لهم أنوارٌ كأنوار الشهب والقمر والشمس , فتضيء ما حولهم, فهي إما من غلبة أنوار القهر والوعيد على النفس فتضرُبُ إلى الحمرة, وإما من غلبة أنوار اللطف والوعد فتضرُب إلى الخضرة , وهي أظهر من اللوائح وليس زوالها بنفس السرعة , ويوردها الله تعالى في صفاء الأوهام كمثل لوامع البرق بعضها في أثر بعض . ومجمل القول أن هذه الألفاظ متقارنة المعنى وهي من صفات أصحاب البدايات الصاعدين في الترقي بالقلب, فتكون أولاً لوائح ثم لوامع ثم طوالع .
30- المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة المحاضرة في اللغة: المطالبة والاجابة بما حضر من الجواب والخطاب, والمكاشفة: الإظهار والإطلاع والمجاهرة , والمشاهدة: المعاينة . المحاضرة: حضور القلب مع الحق , وعلامتها دوام الفكر في شواهد الآيات, واستيلاء سلطان الذكر . المكاشفة: وهي حضورٌ لا ينعت بالبيان , وتطلق على تحير السرّ في خطر العيان، وعلامتها دوام التحيّر في كُنه العظمة , وصاحب المكاشفة مبسوط بصفاته المشاهدة: وتطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد, ورؤية قدرة الحق في الأشياء , ومشاهدة الحق هي حقيقة اليقين بلا إرتياب .
المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة: المحاضرة في شواهد الآيات، والمشاهدة والمكاشفة تتقاربان في المعنى وهما: إلتماس القلب دوام المحاضرة لما وارته الغيوب , والمكاشفة لأهل العين بين المحاضرة والمشاهدة إلى أن تستقر .
قال الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر: (إلهي طهّر سريرتي من كل شيء يبعدني عن حضراتك)، وقال أيضاً: (اللهم رقّق حجاب بشريتي بلطائف إسعافٍ من عندك لأشهد ما انطوت عليه من عجائب قدسك). وقال أيضاً: (ولهيب قلوبنا إلى مشاهدة جمالك لا يطفى). وقال أيضاً: (فكيف لو كشفت لهم عن بديع جمالك ورفيع جلالك).[right] | |
|