عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: بيقة المصطلحات الصوفيه الجزء 2 الخميس فبراير 26, 2009 3:05 pm | |
| 36- الهـــــــــــيبة الهيبة في اللغة: المخافة والتَّقيَّة كالمهابة , وهي ضد الأنس .
وفي اصطلاح القوم: هي أثر القبض في القلب الناشئ من الخوف من الله ومعرفة تقصير العبد في حقه تعالى, والأنس: البسط في القلب الناشئ من الرجاء . وقيل: هي أثر مشاهدة جلال الله في القلب , وقالوا إن الهيبة درجة العارفين والأنس درجة المريدين .
وجاء في حزب السيف (جُد لي بهيبة يستنير بها لبي)
37- الهوت واللاهوت والملكوت والجبروت والعظموت ترد صيغة فعلوت في اللغة للمبالغة, والهوت مبالغةٌ من هاء يهؤ هوءاً أي: العلو والإرتفاع والهمة والرأي الماضي, والهوتةُ: الأرض المنخفضة والجو بين السماء والأرض. واللاهوت في اللغة: الألوهة, وأصله (لاهٌ) بمعنى إله زيدت فيه الواو والتاء مبالغة,كما زيدت في رحموت ورغبوت ورهبوت, وعلم اللاهوت: هو علم يبحث عن العقائد المتعلقة بالله تعالى , وقيل هو لفظ سرياني . والملكوت في اللغة: الملك العظيم والعز والسلطان . والجبروت بمعنى: القدرة والسلطة والعظمة . والعظموت : بمعنى الكِبْر والنخوة والزهو .
والهوت في إصطلاح أهل الحق: هي الهمة، وهي ثلاثة: همّة مُنية وهي تحرك القلب للمُنى، وهمه إرادة وهي أول صدق المريد، وهمة حقيقية التصور عن ملاحظة ذروة هذا الامر والجهل، والهمة: توجهُ القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره، وقال الإمام عبد الكريم الجيلي: (هي أعزُّ شيءٍ وضعه الله في الإنسان، وذلك أن الله تعالى لما خلق الأنوار أوقفها بين يديه فرأى كلاً منها مشتغلاً بنفسه ورأى الهمة مشتغلة بالله، فقال لها:"وعزتي وجلالي لأجعلنّك أرفع الأنوار ولا يحظى بكِ من خلقي إلا أشراف الأبرار"). وقال صلى الله عليه وسلم (من كانت همته الثريا فسينالها). وقال الإمام علي كرم الله وجهه (رُبَّ همّةٍ أحيت أمّة).
وهمه الإفاقة هي أول درجات الهمة، وهي الباعثة على طلب الباقي وترك الفاني، وهمة الألفة هي الدرجة الثانية، وهي التي تورث صاحبها الأنفة من طلب الأجر على العمل حتى يأنف قلبه أن يشتغل بتوقع ما وعده الله من الثواب على العمل، فلا يفرغ من التوجه إلى مشاهدة الحق، بل يعبد الله على الإحسان، ولا يفرغ من التوجه إلى الحق طلباً للقرب منه إلى طلب ما سواه، وهمة أرباب الهمم العالية هي الدرجة الثالثة وهي لا تتعلق إلا بالحق ولا تلتفت إلى غيره، فهي أعلى الهمم حيث لا ترضى بالأحوال والمقامات ولا بالوقوف مع الأسماء والصفات، ولا تقصد إلا عين الذات.
واللاهوت في اصطلاح أهل الحقيقة: هي الحياة السارية في الأشياء, والناسوت هو المحل القائم به, وذلك الروح . وقيل اللاهوت: الخالق , والناسوت: المخلوق. وربما يُطلق الأول على الروح والثاني على البدن, وربما يطلق الأول على العالم العلوي, والثاني على العالم السفلي, وعلى السبب والمسبب, وعلى الجن والإنس .
والملكوت: عالم الغيب المختص بالأرواح والنفوس . وقيل هو حقيقة المجرّدة اللطيفة غير المقيدة بقيودٍ كثيفة شجيّة جسمانية, ويقابله الملْكُ بمعنى المادة الكثيفة بالقيود . والملك عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية كالعرش والكرسي, وكل جسم يتميّز بتصرف الخيال المنفصل من مجموعة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة .
والجبروت: هو عالم العَظَمَة يعني عالم الأسماء والصفات الإلهية, وقيل: هو عالم الوسط وهو البرزخ المحيط بالأمريات الجمّة, وقي قيل: هو عبارة عن الذات القديمة، وتفرد الله سبحانه بالجبروت لأنه يجري الأمور مجاري أحكامه, ويجبر الخلق على مقتضيات إلزامه, أو لأنه يستعلي عن دَرَكِ العقول .
جاء في الدرة الشريفة: (كيف لا وهو الجوهرة المنطوية على كنوز الدقائق اللاهوتية). (وببديع قدرتك العظموتية). وجاء في حزب السيف (أن تجعل لي نوراً من أنوار لاهوتك , ومهابةً من سلطان جلال جبروتك). وجاء أيضاً (وافتح لنا باب خزنة أسرارك العظموتية، لنشاهد العجائب الملكية والملكوتية).
38- الـــــــــــــــــوارد وهو في اللغة: الشجاع الجريء والطريق وكل طويل, وخلاف الصدور عن الماء , وفي اصطلاح القوم: هو كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية من غير تعمّد أو تعمّل من العبد , وقيل ما يرد من كل اسمٍ على القلب , ويستغرق القلب بعد أن يبدو على القلب حال من الحق , وقد يكون الوارد من الحق أو من العلم, كما يكون وارد سرورٍ أو حزنٍ أو قبضٍ أو بسط وغير ذلك من المعاني. والواردات أعمَّ من الخواطر . قال ذو النون رحمه الله:"واردُ حقّ، جاء يُزعج القلوب"أي جاء يحرّكها إلى الله تعالى بتأثير الوعظ والسماع والوجد .
جاء في كتاب (الأنوار القدسية في بيان قواعد الصوفية) للشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس الله سره:"ومن شأن المريد أن يلازم ما أمره به شيخه, ولا يتقيد بأفعال شيخه كلّها, إلا إذا كان أمره بذلك, فإن مشاهدة الأشياخ لا يدركها المريد, فليحذر المريد من عدم خروجه لصلاة الجماعة أو مجلس الذكر, إذا لم يخرج الشيخ لذلك, فربما كان ذلك من الشيخ لثقل وارد ورد عليه, فمنعه من القدرة على الخروج والمشي, بخلاف المريد, فربما كان ذلك منه نفاقاً وكسلاً, ووالله إني لأتكلّف الخروج لصلاة الصبح حتى أخرج أجر رجلي جراً من ثقل واردات الليل, ولا اتخلّف خوفاً على أحد من الإخوان أن يقتدي بي في ذلك, فيهلك ولا يشعر بذلك".
قال الشيخ عبد الرحمن الشريف قدس الله سرّه في نصائحه الرحمانية: (فقم في محراب الأذكار, وتهيأ لقبول الواردات الأبكار).
39- وحـــــــــــــــدة الأسماء الاسم في اللغة: هو اللفظ الموضوع على الجوهر والعَرَضْ للتمييز , وقيل: هو ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة, وهو اسم عين يدل على معنى يقوم بذاته كزيد وعمرو, واسم معنى وهو ما لا يقوم بذاته سواء كان معناه وجودياً كالعلم أو عدمياً كالجهل .
والاسم عند أهل الحقيقة: ليس هو اللفظ بل هو ذات المسمّى باعتبار صفاته , وقيل ما يُعين المسمّى في الفهم , ويصوره في الخيال, ويحضره في الوهم, ويدبره في الفكر, ويحفظه في الذكر, ويوجده في العقل سواءً كان المسمّى موجوداً أو معدوماً, حاضراً أو غائباً, كذلك الحق سبحانه وتعالى لا سبيل إلى معرفته إلا من طريق أسمائه وصفاته .
ووحدة الأسماء ما ركب الله في فطرة الإنسان من كل اسم من أسمائه من اللطائف وهيأه بها للتحقق بكل الأسماء الجلالية والجمالية, قال تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}, ولكل مخلوق سوى الإنسان حظ من بعض الأسماء دون الكلّ, كحظ الملائكة من أسم السبّوح والقدُّوس, ولذا قالوا {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لسيدنا محمد صلى الله علية وسلم} , وحظ الشيطان من اسم الجبار والمتكبّر, ولذلك عصى واستكبر, واختصَّ الإنسان بالحظ من جميعها, ولذلك أطاع تارة وعصى أخرى . قال الشبلي رحمه الله:"أريد من قال الإسم وهو يتحقق ما يقول"، وقال أيضاً:"تاهت الخليقة في العلم, وتاه العلم في الإسم, وتاه الإسم في الذات" .[right] | |
|