عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: تعريف اهم المصطلحات الصوفيه الجزء الاول الخميس فبراير 26, 2009 3:09 pm | |
| 31- المحو والإثبات المحو في اللغة: إذهاب الأثر , والإثبات: عدم المفارقة والتأكيد بالبينة , والمعرفة.
المحو: هو إزالة أوصاف العادة, ويكون على ثلاث طرق: محو الذّلّةِ عن الظواهر, والغفلة عن الضمائر, والعلّة عن السرائر , وقيل إزالة أوصاف النفوس أو محوِ رسوم الأعمال بنظر الفناء إلى نفسه ومأمنه , وقيل المحو ذهاب الشيء إذا لم يبقَ له أثر, وإذا بقي له أثر فيكون طمساً , وقيل ماستره الحق ونفاه . والإثبات: إثبات سلطان الحقيقة وما يقتضي المثبت , وقيل إثبات النفْس بما أنشأ الحق لها من الوجوديّة , وقيل ما أظهره الحق وأبداه .
والمحو والإثبات: رفع أوصاف العادة وإقامة أحكام العبادة , فمن نفى عن أحواله الخصال الذميمة وأُتي بدلها بالأفعال والأحوال الحميدة فهو صاحب محو وإثبات, والمحو والإثبات صادران عن القدرة ومقصوران على المشيئة , قال تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} , قيل يمحو عن قلوب العارفين ذكر غيره تعالى, ويثبت على ألسِنةِ المريدين ذكره سبحانه , ومن محاه الحق عن إثباته به, ردّهُ إلى شهود الأغيار وأثبته في أودية التفرقة . وأيضاً تبدل الأحوال و المقامات أثناء السلوك مابين محو وإثبات لأن قلب العبد بين أُصبعين من أصابع الحق يقلبه كيف يشاء, ولذلك كان دعاؤه صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
قال العارف بالله الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر يناجي الله سبحانه وتعالى: (وأمح من ديوان الأشقياء شقيّنا واكتبه عندك في ديوان الأخيار)، أكتبه بمعنى أثبته , قال تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} .
32- المـــــــــــــــقام المقام في اللغة: موضع القدمين , والمنزلة, وهو ما يتوصل إليه العبد بنوعِ تصرّفٍ، ويتحقق به بضربِ طلبٍ ومقاساةِ تكلفٍ , فمقام كل واحدٍ موضع إقامته عند ذلك, وشرطه أن لا يرتقي من مقام إلى آخر مالم يستوفِ أحكام المقام السابق , ولكل واحدٍ من مريدي الحق مقامٌ يستقر فيه تبعاً لجبلّته لا لمسلكه, قال تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ}. ومقام آدم: التوبة, ونوح: الزهد, وإبراهيم: التسليم, وموسى: الإنابة, وداوود: الحزن, وعيسى: الرجاء, ويحي: الخوف, ومحمد : الذكر, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
وقيل هو الوصف الذي يثبت على السالك ويقيم , فإن لم يثبت سمّي حالاً .
33- النَّــــــــــــفَس النَّفَس لغةً: واحد الأنفاس والسّعة والفسحة في الأمر، والجَرعَةُ والريُّ والطويل من الكلام والفرج والنصرة . وفي اصطلاح أهل الحق: روحٌ يسلطه الله على نار القلب ليطفىء شرّها شررها . وهي أيضاً نَفَس العبد, قال الجنيد رحمه الله:"أُخِذَ على العبد حفظُ أنفاسه على ممر أوقاته" . وقيل هي ترويح القلوب بلطائف الغيوب, وصاحب الأنفاس أرقُّ وأصفى من صاحب الأحوال, فصاحب الوقت مبتديء وصاحب الأنفاس منتهي, وصاحب الأحوال بينهما , فالأوقات لأصحاب القلوب, والأحوال لأرباب الأرواح, والأنفاس لأهل السرائر, وقالوا: (أفضل العبادات عدُّ الأنفاس مع الله سبحانه وتعالى) .
34- النَّــــــــــــفْسُ النفس في اللغة: الروح, ويقال: خرجت نفسه أي روحه, والجسد والعين كقولك: نفسته بنفس, أي أصبته بعين, والعِندُ كقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} ، أي ما عندي وما عندك, أو حقيقتي وحقيقتك. وتعني أيضاً العظمة والعزة والعقوبة, ومنه قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} .
والنفس: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية وسماها الحكيم الروح الحيوانية, فهي جوهرٌ مشرقٌ للبدن, وتعلقها بالبدن على ثلاثة أضرب: الأول: إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن, ظاهره وباطنه, فهو اليقظة, وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه فهو نوم , أو بالكلية فهو الموت.
والنفس في الإصطلاح: ما كان معلوماً من أوصاف العبد, ومذموماً من أخلاقه وأفعاله, وأشدُّ أحكامها: توهمُ حُسنها أو استحقاقها لقدْر. وقيل حقيقة النفس الروح. وهي على ضروب عدة: نباتية, وحيوانية, وإنسانية, وناطقة, أو أمارة ولوامة وملهمة ومطمئنة وراضية ومرضية وقدسية أو كاملة .
والنفس الإنسانية هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الكليات والجزئيات ويتحرك بالإرادة ويفعل الأفعال الفكرية , والأمارة: هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية وتأمر باللذات والشهوات الحسّية وتجذب القلب إلى الجهة السفلية, فهي مأوى الشرور ومنبع الأخلاق الذميمة والأفعال السيئة , مع عدم المبالاة بالأوامر والنواهي , واللوامة : وهي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن سِنَة الغفلة, مترددة بين جهتي الربوبية والخلقية, فكلما صدرت منها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية تداركها نور التنبيه الإلهي فأخذت تلوم نفسها وتستغفر راجعة إلي الله . والملهمة: لإعتبار ما يلهمها الله من الخير، فكل ما تفعله من الخير هو بالإلهام الإلهي , وكل ما تفعله من الشر هو بالاقتضاء الطبيعي. والمطمئنة: وهي التي تمّ تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة وتخلقت بالأخلاق الحميدة, متابعةٌ القلب في الترقي ومواظبةٌ على الطاعات ، ساكنةٌ إلى الحق مطمئنة به .
جاء في النصائح الرحمانية: (جردتُ من نفسي شخصاً يسامرني، وشبحاً بوقائع الحالة الجارية يخاطبني). وجاء أيضاً: (كوني أنسب نفسي لآبائي في الطريق}. وجاء أيضاً: (إن استحوذت عليك النفس فجعلت القضية بالعكس فأنت غارق في بحر التيه) وجاء أيضاًتضرع بالصبر وجاهد النفس) (فر فرارك من الأسد من النفس) وما ورد في تحفة الإخلاص من عتاب النفس وقمع هواها لتخليصها من آفاتها وعيوبها يعد من أشمل ما نُظم في هذا الباب شعراً. [right] | |
|