عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: مواعظ وحكم واقوال لم يصل اليها الكثيرون لسيدى ابراهيم الدسو قى القرشى الجزء الخا مس الخميس سبتمبر 03, 2009 12:46 pm | |
| وكان يقول: يا ولد قلبي اجمع همة العزم لتعرف معنى الطريق بالادراك لا بالوصف، وكل مقام وقفت فيه حجبك عن مولاك، وكل ما دون الله تعالى ورسوله r والصحابة والتابعين وكتابه العزيز باطل. وذلك لأن الأغراض تورث الإعراض، وكان يقول: يا ولد قلبي تجرد من قالبك إلى قلبك، والزم الصمت عن الاشتغال بما لا فائدة لك فيه، من الجدال والنقل وزخرف القول، وصمم العزم واركب جواد الطريق، واحتم حمية قبل الشربة، تكون باطناً، ولا تشرب إلا شراباً يكون فيه محو وسكر آه آه ما أحلى هذا الطريق، ما أسناها، ما أمرها، ما أقتلها، ما أجلاها، ما أحياها، ما أصعبها، ما أكبدها، ماأكثر مصايدها، ما أصعب مواردها، ما أعجب واردها، ما أعمق بحرها، ما أكثر أسدها، ما أكثر مددها، ماأكثر عقاربها وحياتها، فبالله يا أولادي لا تتفرقوا واجتمعوا يحميكم الله تعالى من الآفات ببركة أستاذكم. وكان يقول: كيف تطلب ليلى وأنت ليلاً ونهاراً مع عذالها ولوامها والمنكرين على أهل حضرتها، والمعترضين عليهم والخائنين لعهودهم، إنما تبرز ليلى لمن تهتك فيها، ولكم يقبل عذل عُذالها، ولم يسمع لكلام المنكرين على أهل حضرتها، وليلى لا تحب من يحب سواها، أو يخطر في سره محبة لسواها، إنما تحب من كان بشرابها ثملان ولهان ذهلان غرقان نشوان هيمان حتى لو اجتمع الثقلان على أن يلووا قلبه عنها، وأن يحلوا عقدة عهدها معه ما استطاعوا، فانظر حالك يا ولدي. وكان يقول: يا أولاد قلبي لا تجالسوا أرباب المحال، وزخرف الأقوال ولقلقة اللسان، وجالسوا من هو مقبل على ربه، حتى أخذت منه الطريق، ودقَّهُ التمزيق، وتفرق عنه كل صديق، حتى عاد كالخلال، وذاب جسمه من تجرع شراب سموم الطريق، وصار نومه أفضل من عبادة غيره، لأنه في نومه في حضرة ربه، وربما كان العابد في عبادته مع نفسه. وكانt يقول: عليكم بتصديق القوم في كل ما يدعون فقد أفلح المصدقون وخاب المستهزئون فإن الله تعالى يقذف في سر خواص عباده مالا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا بدل ولا صديق ولا ولي. ما أنا قلت هذا من عندي إنما هو كلام أهل العلم بالله تعالى. فما للعاقل إلا التسليم وإلا فاتوه وفاتهم وحرم فوائدهم وخسر الدارين. وكان يقول: علامة المريد الصادق أن يكون سائرا في الطريق ليلا ونهارا غدوا وإبكارا لا مقيل له ولا هدو، وجواده قد فرغ من اللحم وامتلأ من الشجاعة والهم، قد شف مطيته السرى وأسقمها البري، لا يُقيِّد همتَه مُقيِّد، ولا يهوله مُهِلْكٌ، ولا توجعه ضربات الصوارم، ولا يشغله شيطان غوي، ولا مارد جني كل من خاصمه في محبوبه عاد مخصوما لا يهدأ ولا ينام ولا يصحو بل الدهر كله له سري، حتى يدخل خيام ليلى ويضعَ خدَّهُ على أطناب الخيام فإذا سمع الخطاب بالترحيب من الأحباب انتعش وطاب، وسمع الخطاب بالترحيب من قاب قوسين هناك استراح، يا طالما قطعتَ براري وقفارا وجبالا وبحارا وظلاما ونارا، يا طول ما تعبتَ وتعنيتَ، ويا طول ما رجع غيركُ من الطريق، وجئتَ فأكرم الله تعالى مثواك، ولا خيب مسعاك، أنت اليوم ضعيفٌ عندنا، ويومنا لا انقضاء له أبد الآبدين ودهر الداهرين. | |
|