وكان يقول:
كل من تحجبه أعماله وأقواله عن درك ما شاء فهو محجوب عن مقام التوحيد ومقام التفريد، ولا يزف الولي إلى ربه حتى يترك الوقوف مع سواه من مقام أو درجة.وكان يقول: إن أردت أن تجتمع على ربك فطهر باطنك وضميرك من الخبث والنية الردية والإضمار بالسوء حد من خلق الله عز وجل.
وكان يقول:
إياك يا ولدي أن تقبل فتوى ابليس لك في الرخص فتعمل بها بعد عملك بالعزائم فإنه إنما يأمرك بالغي والبغي في حجة رخصة الشرع لا سيما إن أوقعك في محظور، ثم قال لك هذا مقدور ايش كنت أنت فإنك تهلك بالكلية.
واعلم يا ولدي
أن الله تعالى ما أمرك إلا باتباع نبيه r، وقد نهاك عن كل شيء يؤذيك في الدنيا والآخرة.
فما بالك تخالفه.
وإن كنت يا ولدي تقنع بورقة تزعم أنها إجازة، فإنما إجازتك حسن سيرتك وإخلاص سريرتك.
وشرط المجاز أن يكون أبعد الناس عن الآثام، كثير القيام والصيام مواظباً على ذكر الله تعالى على الدوام، فإن العبد كلما خدم قدمه سيده على بقية العبيد فهذه هي الإجازة الحقيقية وأما إذا ادعيت المشيخة وعصيت ربك قال لك أف لك أما تستحي، أين دعواك القرب منا، أين غسلك أثوابك المدنسة لمجالستنا.
كم توعي في بطنك من الحرام، وكم تنقل أقدامك إلى الآثام، كم تنام وأحبابي قد صفوا الأقدام، أنت مدع كذاب والسلام.
وكان t يقول: الله خصم كل من شهر نفسه بطريقتنا ولم يقم بحقها واستهزأ بنا.
وكان يقول:
من خان لا كان، ومن لم يتعظ بكلامنا فلا يمشى في ركابنا ولا يلم بنا ولا نحب من أولادنا إلا الشاطر المليح الشمائل وذلك يصلح لوضع السر فيه.
فيا أولادي
ناشدتكم الله تعالى لا تسوءوا طريقي ولا تلعبوا في تحقيقي ولا تدلسوا ولاتلبسوا وأخلصوا تتخلصوا فكلما أحببناكم واخترناكم فلا تكدروا علينا، ولا ترموا طريقنا بالكلام، وكما وفينا لكم حقكم في التربية والنصح، فوفوا لنا بالاستماع والاتعاظ، وإنما أمرتكم بما أمركم به ربكم فهو أمر الله لا أمري. فإن نقضتم العهد فإنما هو عهد الله، وإن كنتم لا تأخذون منا إلا أوراقاً فلا حاجة لنا بكم
وكان يقول:
بايعت الله تعالى على أني لا ألتمس أموالكم ولا آخذ تراثكم ولا أدنس خرقني بما في أيديكم، فاسمعوا وأطيعوا وعلى أموالكم الأمان مني، ومن جماعتي الذين أخلصوا معي، وأسال الله تعالى أن يلحق بقية أولادي بمن خلص معي، ويجعلهم مثلهم فيشفقون علي إخوانهم وينصحونهم مع تجنب أموالهم..
وكان t يقول: من لم يزعم أن هلكته في طاعته فهو هالك، فإن طاعتنا من جملة فضله وما لنا في الوسط شيء.
وكان يقول: يا ولدي احذر أن تقول أنا فإن الله يعجز المدعين، ولو كنت على عمل الثقلين هبطت، أو صاحب منزلة سقطت.
وكان يقول:
والله لو وجدنا إلى الخلوة سبيلاً أو وجدنا إلى الانقطاع عن أعين الناس من سبيل لفعلنا فإن القلب في هذا الزمان متعوب، والكبد كل وقت يذوب، فأين الملجأ وأين المفر من أهل هذا الزمان، زمان كثر فيه القال والقيل، ولكن الذي بلانا بأهله يدبرنا ويعيننا بحوله وقوته.وكان يقول: من غفل عن مناقشة نفسه تلف، وإن لم يسارع إلى المناقشة كشف.. وكان يقول: ما ابتلى الله عز وجل الفقير بأمر إلا وهو يريد أن يرقيه إلى منازل الرجال، فإن صبر وكظم الغيظ وحلم وعفي وتكرم رقاه إلى الدرجات وإلا أوقفه وطرده،