عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: من مواعظ وحكم الولى الصالح سيدى عبد القادر الجيلانى الجزء الخا مس الخميس سبتمبر 03, 2009 10:06 am | |
| وكان t يقول إفن عن الخلق بحكم الله تعالى. وعن هواك بأمر الله، وكان t يقول إشراك الخواص أن يشركوا إرادتهم بإرادة الحق على وجه السهو والنسيان وغلبة الحال والدهشة، فيتداركهم الله باليقظة والتذكير فيرجعوا عن ذلك، ويستغفروا ربهم، إذ لا معصوم من هذه الإرادة إلا الملائكة. كما عصم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبقية الخلق من الجن والإنس المكلفين لم يعصموا منها غير أنا الأولياء يحفظون عن الهوى والأبدال عن الإرادة، وكان t يقول اخرج عن نفسك وتنح عنها، وانعزل عن ملكك وسلم الكل إلى مولاك وكن بوابه على باب قلبك فأدخل ما يأمرك بإدخاله وأخرج ما يأمرك بإخراجه، ولا تدخل الهوى قلبك فتهلك. وكان t يقول احذر ولا تركن وخف ولا تأمن وفتش ولا تغفل فتطمئن ولا تضف إلى نفسك حالاً ولا مقالا ولا تدع شيئا من ذلك ولا تخبر أحدا به. فإن الله تعالى {كل يوم هو في شأن} في تغيير وتبديل يحول بين المرء وقلبه فيزلك عما أخبرت به ويعزلك عما تخليت ثباته فتخجل عند من أخبرته بذلك. بل احفظ ذلك ولا تعده إلى غيرك فإن كان الثبات والبقاء فتعلم أنه موهبة فتشكر واسأل الله التوفيق، وإن كان غير ذلك ان فيه زيادة علم ومعرفة ونور وتيقظ وتأديب. قال الله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} وكان t يقول إذا أقامك الله تعالى في حالة فلا تختر غيرها أعلى منها أو أدنى منها، قلت أما طلب الأدنى فظاهر لاستبداله الأدنى بالذي هو خير منه. وأما في الأعلى فلما يطرق الطالب للعلو من الهوى والإدلال. فالنهي في كلام الشيخ t لمن لم يخرج عن هوى نفسه. أما من خرج عن ذلك فله السؤال في مراتب الترقي عبودية محضة والله أعلم. وكان t يقول إن كنت تريد دخول دار الملك فلا تختر الدخول إلى الدار بالهوى حتى يدخلك إليها، جبرا أعني بالجبر أمرا عنيفا متكررا ولا تقنع بمجرد الأمر بالدخول لجواز أن يكون ذلك بمكر أو خديعة. لكن اصبر حتى تجبر على الدخول فتدخل الدار جبرا محضا وفضلا من الملك. فحينئذ لا يعاقبك الملك على فعلةٍ وإنما تتطرق إليك العقوبة من شؤم شرك وقلة صبرك وسوء أدبك. وترك الرضا بحالتك التي أقامك الحق فيها. ثم إذا دخلت الدار فكن مطرقا غاضا بصرك، متأدبا محافظا لما تؤمر به من الخدمة. غير طالب للترقي إلى الطبقة الوسطي ولا إلى الذروة العليا. قال تعالى لمحمد r {ولا تمدن عينيك} الآية. م | |
|