عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: من مواعظ وحكم سيدى عبد القادر الجيلانى الجزء السادس الخميس سبتمبر 03, 2009 10:03 am | |
| وكان t يقول لا تختر جلب النعماء ولا دفع البلوى فإن النعماء واصلة إليك بالقسمة استحليتها أم كرهتها. والبلوى حالة بك ولو كرهتها ودفعتها فسلم لله تعالى في الكل، يفعل ما يشاء. فإن جاءتك النعماء فاشتغل بالذكر والشكر، وإن جاءك البلوى فاشتغل بالصبر والموافقة، والرضا والتنعم بها، والعدم والفناء عنها، على قدر ما تعطي من الحالات، وتنتقل فيها حتى تصل إلى الرفيق الأعلى، وتقام في مقام من تقدم ومضى من الصديقين والشهداء. فلا تجزع من البلوى. ولا تقف بدعائك في وجهها وقربها فليس نارها أعظم من نار جهنم. وفي الخبر: (أن نار جهنم تقول للمؤمن جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي) وليس نور المؤمن الذي أطفأ لهب النار إلا الذي صحبه في دار الدنيا وتميز به عمن عصي فليطفئ بهذا النور لهب البلوى. فإن البلية لم تأت العبد لتهلكه وإنما تأتيه لتختبره. وكان t يقول لا تشكون لأحد ما نزل بك من ضر كائنا ما كان. صديقا أو قريبا. ولا تتهمن ربك قط فيما فعل فيك ونزل بك من إرادته بل أظهر الخير والشكر ولا تسكن إلى أحد من الخلق ولا تستأنس به ولا تطلع أحدا على ما أنت فيه. لا فاعل سوى ربك، {وكل شئ عنده بمقدار}. {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} واحذر أن تشكو الله وأنت معافى وعندك نعمة ما طلباً للزيادة، وتعاميا لما له عندك من النعمة والعافية ازدراء بها. فربما غضب عليك وأزالها عنك وحقق شكواك وضاعف بلاءك. وشدد عليك العقوبة. ومقتك وأسقطك من عينه. وأكثر ما ينزل بابن آدم من البلايا لشكواه من ربه عز وجل. وكان t يقول لا يصلح لمجالسة الملوك إلا المطهر من رجس الزلات والمخالفات ولا تقبل أبوابه تعالى إلا طيبا من الدعاوى والهوسات. وأنت يا أخي غارق ليلاً ونهاراً في المعاصي والقاذورات. ولذلك ورد (حمى يوم كفارة سنة)، فالأمراض والشدائد جعلها الله تعالى مطهرات لك لتصلح لقربه ومجالسته لا غير. وقد ورد أيضا(أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل)، ودوام البلاء خاص بأهل الولاية الكبرى. وذلك ليكونوا أبدا في الحضرة ويمتنعوا من الميل إلى غير الله تعالى. ثم إذا دام البلاء بالعبد قوي قلبه وضعف هواه. وكان t يقول ارض بالدون ولا تنازع ربك في قضائه فيقصمك، ولا تغفل عنه فيسلبك. ولا تقل في دينه بهواك فيرديك. ولا تسكن إلى نفسك فتبلى بها وبمن هو شر منها. ولا تظلم أحداً ولو بسوء ظنك به وحملك له على محامل السوء، فإنه لا يجاوز بك ظلم ظالم. وكان t يقول إذا وجدت في قلبك بغض شخص أو حبه فأعرض أفعاله على الكتاب والسنة، فإن كانت محبوبة فيهما فَاَحِبَّهْ، وإن كانت مكروهة، فاكرهه لئلا تحبه بهواك وتبغضه بهواك. قال تعالى {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله } ولا تهجر أحداً إلا لله وذلك إذا رأيته مرتكباً كبيرة أو مصراً على صغيرة قلت ومعنى رأيته مرتكباً كبيرة العلم بذلك ولو ببينة فلا يشترط في جواز الهجر رؤية الهاجر لذلك العاصي ببصره ولذلك قال سيدي على الخواص t شرط جواز الهجر علم الهاجر بوقوع المهجور فيما هجر لأجله يقينا لا ظنا وتخمينا فلا يجوز لك الهجر من غير تحقق وتثبت وهذا الباب هلك فيه خلق كثير، ولم يموتوا حتى ابتلاهم الله تعالى بما رموا به الناس والله أعلم. | |
|