حاتم الأصم
حاتمُ الأصمُ، أبو عبد الرحمن، من مشايخ خُراسان. صحب شفيقَ أبن ابرهيم البلخيمات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
ومن أقواله رحمه الله
" الزم خدمة مولاك، تأتك الدنيا راغمةً، والأخري راغبةً " .
" نعهد نفسك في ثلاثة مواضع: إذا عملت فأذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت فأذكر سمع الله إليك، وإذا سكتَ فأذكر علمَ الله فيك " .
" من ادعي ثلاثاً بغير ثلاث فهو كذاب: من أدعي حُبَ اللهِ من غير وَرَع من محارمه؛ ومن ادعي حبَ الجنةِ غير أنفاق ماله؛ ومن ادعي محبةَ الرسول من غير محبة الفقراء "
وقال له رجل: " ماتشتهي؟ " ، فقال: " أشتهي عافيةَ يوم إلي الليل! " فقيل له: " أليست الأيامُ كلها عافيةَ؟! " ، فقال: " أن عافيةَ يومي ألا أعصي اللهَ فيه! " .
وسُئِل: " علام بنيتَ أمرسيدنا محمد صلى الله علية وسلم هذا في التوكل علي الله؟ " ، قال: " علي خصالِ أربع: علمتُ أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمتُ أن عملي لا يعملهُ غيري، فأنا مشغول به، وعلمتُ أن الموت يأتيني بغتةً، فأنا أبادره، وعلمتُ أني لا أخلو من عين الله حيث كنتُ، فأنا مستحٍ منه " .
وقال: " ما من صباح إلا والشيطانُ يقول لي: " ماتأكلُ، وماتلبسُ؟ وأين تسكنُ؟ " . فأقول: " أّكل الموتَ، وألبس الكفنَ، وأسكن القبرَ " .
وقيل له: " من أين تأكل؟ " ، فقال: " ولله خزائنُ السمواتِ والأرض ولكن المنافقين لا يعلمونَ.
وقال: " لقينا التُرك، وكان بيننا جولة، فرماني تركي، فقلبني وقعد علي صدري، وأخذ بلحيتي، وأخرج من خفهِ سكيناً ليذبحني، فوحق سيدي ما كان قلبي عنده، ولا عند سكينه، إنما كان قلبي عند سيدي، لأنظر ماذا ينزل منه بي، فقلت: قضيت سيدي ذلك؟! فعلي الرأس والعين! إنما أنا ملكك! فبينا أنا أخاطب سيدي، وهو قاعد علي صدري، آخذ بلحيتي ليذبحني، إذا رماه المسلمين بسهم، فما اخطأ حلقه، فسقط عني، فقمت أنا أليه، وأخذتها من يده، وذبحته بها. ماأن تكون قلوبكم عند السيد، حتى تروا من عجائب لطفه ما لم تروا من الآباء والأمهات " .