أبو الحسين بن هند الفارسى ؛ وهو على بن هند الفارسى القرشى. من كبار مشايخ الفرس وعلمائهم.
صحب جعفرا الحذَّاء، ومن فوقه من المشايخ بفارس. وصحب أيضا الجنيد وعمرا المكى، ومن فى طبقتهم. وكان له الأحوال العالية، والمقامات الزكية.
ومن اقواله رضي الله عنه
((ليس حكم ماوصفنا حكم ما نازلنا)).
((المتمسك بكتاب الله هو الملاحظ للحق على دوام الأوقات. والمتمسك بكتاب الله لايخفى عليه شيىء من أمور دينه ودنياه، بل يجرى - فى أوقاته - على المشاهدة، لا على الغفلة؛ يأخذ الأشياء من معدنها، ويضعها فى معدنها)).
((استرح مع الله، ولاتسترح عن الله. فلإن من استراح مع الله نجا، ومن استراح عن الله هلك. والاستراحة مع الله تروح القلب بذكره؛ والاستراحة عن الله مداومة الغفلة)).
((أصول الخيرات أربعة: السخاء، والتواضع، والنسك، وحسن الخلق)).
(( أصل كل خير ملازمة الأدب فى جميع الأحوال والأفعال)).
(( عمارة القلب فى أربعة أشياء: فى العلم، والتقوى، والطاعة، وذكرالله . وخرابه من أربعة أشياء: من الجهل، والمعصية، والاعتزاز، وطول الغفلة)).
((دم على الصفاء إن كنت تطمع فى الوفاء)).
((من آواه الله إلى قربه، أرضاه بمجارى المقدور عليه؛ فإنه ليس على بساط القربة تسخط)).
((الاستقامة تقوم العبيد فى احوالهم، لا الأحوال تقومهم)).
((من عظم قدر الخلق كلهم عنده، فذاك لعلمه بتخصيص خلقهم من بين الحيوانات؛ وذلك من تعظيم الله فى قلبه أن يعظم ما خصصه الله عز وجل)).
((حسن الخلق على معادن ثلاثة: مع الله بترك الشكوى، ومع اوامره بالقيام إليها بنشاط وطيب نفس، ومع الخلق بالبر والحلم)).
(( القلوب أوعية وظروف. وكل وعاء وظرف يصلح لنوع من المحمولات فقلوب الأولياء أوعية المعرفة، وقلوب العارفين أوعية المحبة، وقلوب المحبين أوعية الشوق، وقلوب المشتاقين أوعية الأنس. ولكل من الأحوال آداب، من لم يستعملها فى أوقاتها هلك من حيث يرجو النجاة)).
(( اجهد ألا تفارق باب سيدك بحال، فإنه ملجأ الكل؛ فمن فارق تلك السدة لايرى - بعدها - لقدميه قرارا ولامقاما)).