موضوع: سين جيم التصوف الإسلامي والشباب الإثنين مارس 09, 2009 4:23 am
سين جيم التصوف الإسلامي والشباب
سين جيم التصوف الإسلامي والشباب في تحقيق مُوجزٍ عن ( التصوف الإسلامي، وعلاقة الشباب به )، طرح الطالب الصحفي ضياء عبد العال أسئلة على خادم الحق الشيخ طارق بن محمد السعدي - حفظه الله -، كوَّن منها موضوعاً نُشر في ( جريدة السّفير ) اللبنانية بتاريخ ( 17/1/2002) تحت عنوان ( على هذه الأرض يتم التكفير عن كل خطيئة / شباب متصوفون يعبدون الله كأنهم يرونه )، فرأينا نحن بالمقابل: أن نضع الأسئلة والأجوبة بتمامها كما جرت في موقعنا المبارك هذا؛ لتعم المنفعة، واستدراكاً لما صاغه الكاتب هناك بأسلوبه: 1/ السؤال: ما هو التصوف باختصار؟ الجواب: الحمد لله تعالى وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، سيما سيدنا رسول الله محمد المصطفى ، وآله وخلفائه وورثته أهل الصفا. ( التصوف ) باختصار: هو ما أسماه الشرع بـ( الإحسان )، وهو: أن تعبد الله تعالى كأنك تراه. ومعلوم أن هذا التحقق لا يتم للمرء حتى يُجاهد نفسه في سبيل الله ، كما قال الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لَنَهدينّهم سُبُلَنا. فلما وضع أعلام هذا العلم الأمورَ التي ينبغي التزامها، والضوابط اللازمة لهذا السلوك، سَمُّوا هذا العلم بالـ( تصوف ). 2/ السؤال: ما معنى كلمة ( تصوف ) ..؟ الجواب: من ( المُصافات ) اصطلاحاً لا اشتقاقاً؛ فإن العبد إذا صفى قلبُه لله عز وجل، فإنما هو بتصفية الله تعالى له، لذلك قالوا: أنه ( صُوفِي )، وليس ( صافَى )، ثم جعلوا هذا الاسم مصدراً واشتقوا منه كلمة ( تصوف ). وقيل: أن لفظ الـ( تصوف ): أربعة أحرف: ( تاء ): من التوبة، و( صاد ): من الصفاء، و( واو ): من الولاية، و( فاء ): من الفناء بالله تعالى؛ وتلك هي الأحوال التي تلازم العبدَ في سلوكه إلى مولاه. 3/ السؤال: هل نشأة التصوف إسلامية أم أن لها تاريخاً؟ الجواب: لا شكّ أن التصوف لمَّا كان متعلقاً بعبادة الله تعالى على التحقيق، كانت نشأته مع نشأة التشريع، فهو من لدن سيدنا آدم . 4/ السؤال: إذا كان التصوف متعلقاً بعبادة الله ، فهل يعني ذلك أن لكل دين تصوف؟! لا شك أن لكل دين تصوفاً؛ باعتباره الوسيلة التي يُخلص المرءُ فيها لله تعالى، أو لإلهه بحسب ديانته. 5/ السؤال: ما الفرق بين التصوف الإسلامي وبين غيره؟ الجواب: الفرق يتمثل بكون ( التصوف الإسلامي ) مستمد من شرع الله تعالى، وهذه الميزة تنبه العبدَ على ضوابط الأعمال من خالقه الذي يعلمُ شأنه كله. 6/ السؤال: كيف يصدر عن غير التصوف الإسلامي ما يصدر [ عنه ] من خوارق العادات، كالمشي على الجمر، وضرب الشيش، والطيران في الهواء، وسواها؟! الجواب: إن ( خوارق العادات ): فيها ما يُوهب أو يُكتَسبُ بعينه، فقد يُعطي اللهُ تعالى للعبدِ هِبةً لصلاحٍ أو نحو ذلك، أو يكتسبه العبدُ بالرّياضةِ والاجتهاد. ولا شك أن ثمة أمور لا قِبَلَ لأهل البدع [ والرياضات ] بها، اختصّ الله ، بها عباده الصالحين. 7/ السؤال: ما هو رأيكم في أعمال الصوفية من الأديان الأخرى، وبعض الصوفية المسلمين، الذين يتعاملون بـ( الشيش )، والرقص، ونحو ذلك؟ الجواب: إن الحكم في ذلك لله تعالى، وقد بيَّن في شرعه: أن العمل الصالحَ لا يُقبل من غير المسلمين، فإن كانت الإشارةُ إلى ( صالح أعمال هؤلاء )، وقد خالفوا شرع الله تعالى: فإنها غير مقبولة. وإن كانت الإشارة إلى الأفعال التي يقومون بها، كالمشي على الجمر، وضرب الشيش، ونحو ذلك: فهي بِدعٌ، إن دَعَت الضّرورة الشرعيّةُ أهلَ الإسلام مِمَّن يقدرون عليها إلى فِعلِها جاز لهم ذلك، وإلا: فليست قُربةً لِذاتِها، وتُكرَه مِنْ غيرِ قرائن التحريم. 8/ نرى في الإسلام مذاهب وفِرق، فأين التصوف من ذلك؟ لا شك أن ( التصوف ): ليس فِرقةً أو مذهباً، وإنما هو ركن الدين الثالث؛ فديننا قائم على الإيمان والإسلام و" الإحسان "، وقد افترق الناس [ واختلفوا ] في هذه الأركان الثلاثة، والتي يتألف منها المسلم الصافي الكامل، إلى فِرقٍ ومذاهب. بمعنى: أن ثمة اجتهادات قد يتعرض لها الباحث في هذه الأركان الثلاثة، تَفرقه عن السبيل الصحيح، أو تجعله شعبة من شعب هذا الدين، والتي فيها الرحمة للعالمين. 9/ السؤال: فما معنى ( النقشبندية ، و الرفاعيّة ، و القادرية ، [ و السعديّة )، ونحو ذلك؟! الجواب: ليست هذه فِرَقٌ، ولا هي مذاهب اختلفت على حُكم، وإنما هي: طُرُقٌ ومشارب يستقي منها العبادُ للوصول إلى نفس الهدف، فكلّها تجتمع على ذكر الله تعالى وأعمال الصوفية. 10/ السؤال: ما هو تأثير التصوف على الشباب ( المريدين )؟ الجواب: لا شك أن الشباب إنما يُقبِلُ على ما يُخاطبه في فكره وتوجّهه، وإذا تجرّد الشبابُ عما يُدَسّ ويُشاعُ على التصوف، ونظروا في حقيقة التصوف الإسلامي، فإنهم يجدون مبتغاهم: الذي به تُحفظ مروءتهم، ويخرجون بسلامة الدنيا والآخرة، ولا فرق في ذلك بين المثقفين والعوام. 11/ السؤال: كيف يجتمع الشباب المثقفون والعوام في مجلس واحد؟! الجواب: إن الخِطاب والعملَ الذي يجتمع عليه الشباب في المجلس: لا فرق فيه بين المثقف وغير المثقف، ولكن لا شك أن للمُثقَّفين " خصوصيات " قد يعتني بها الشيخ فيما بينه وبينهم؛ حتى لا يجرح شعور العوامِّ، ولا يُهينَ المثقفين ( بتبسيط الكلام أكثر من اللازم ). 12/ السؤال: أنت كشيخ صوفي، هل ترى فرقاً بين المثقف وغير المثقف في التزام التصوف؟ الجواب: أما بالنسبة إلينا: فنحن نُراعي وجود فِرَقٍ تُنكِرُ على التصوف وتنسب إليه خزعبلات هو بريء منها، فنتوجه بالإرشاد إلى الجانبين على السواء، حتى لا يتأثرا بذلك، ولا ينقطعا عن أعمالهما. ولكن لا شك أن الشباب المُثقّف، صاحب العقل الراشد، الذي يميّز، ويطلب الدليلَ والبرهان: لا يجد ما يجده العامي من العوائق الدخيلة. وأما من حيث العمل: فلا عبرة بالثقافة وغيرها، ولكن بالجد والاجتهاد. 13/ السؤال: هل يتعرض ( الشباب الصوفي ) لمضايقات مِن قِبَل الآخرين، في ظل الخزعبلات المنسوبة إليه؟ إن شباب ( أهل الحق ) يتعرضون لهذه المضايقات باعتبار أن الخزعبلات تُنسَبُ إلى العلم الذي يتشرفون بالانتساب إليه، ما يدعوهم لحوارات وجدل مع الآخرين. 14/ السؤال: ما الذي استفاد منه الشباب الصوفي اليوم من التطور التنكنولوجي الحاصل؟ لقد تعامل الشباب اليوم مع هذه التطورات بما أمكن، فمثلاً: افتتحوا موقعاً على الإنترنت لبيان حقيقة التصوف وإظهار قضاياه، ولا يزالون يدعون إلى هذا الطريق وإلى الإسلام بالجملة من خلال هذه الشبكة الواسعة. وكذلك انتفعوا ونفعوا بالكثير من الأمور التي لنحو الكمبيوتر علاقة بها. 15/ كيف يرتقي الشباب الصوفي إلى الغاية من التصوف؟ يبلغ الصوفي ذلك مع توفيق الله بالتزام الأعمال عن طريق شيخ متصّل السّند بالنبي . ونحن قد منَّ الله تعالى علينا بأخذ العهد والخلافة في الطريقة النقشبندية الخالديَّة والطريقة السعدية عن أشياخ متصلي السَّند، ولا يُجاز المرء إلا بعد التحقُّق من بلوغه وقدرته على الإرشاد والتسليك. 16/ هل يمكن للشباب صغير السن أن يكون شيخاً صوفياً؟ ليس للشيخ الصوفي عُمُر ولا وقت، وإنما هي منزلة ينزله الله تعالى إياها بفضله منّا واكتساباً، فمن تحقق فيه ذلك صار شيخاً [ سواء أكان فتىً حديث السّنّ أو كهلاً معمّراً، وسواء أتلقى الإرشادَ يوماً أو دهراً ]. 17/ السؤال: كم دامت صحبتك لشيخك حتى أجازك؟ الجواب: أنا قد تربيت في حجر والدي وجوار جدّي الذي هو شيخي وأستاذي، ثم إني لازمته مدة تزيد على ثلاث سنوات، أجازني بعدها بالشريعة والطريقة، ولله تعالى الحمد. 18/ السؤال: هل رأيت من بعض المريدين طرائف معينة؟ الجواب: الشيخ لا ينظر إلى المريد بعين النقد، ولا يصنّف أعماله من هذا الوجه. تم التحقيق والحمد لله رب العالمين