عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: فضل التصوف الإسلامي الأحد مارس 08, 2009 4:52 pm | |
| فضل التصوف الإسلامي سـؤال: شيخنا الفاضـل؛ هلا أتممتم لنا بيان فضل التصوف الإسلامي؛ وقد عرفنا بعضه مما تقدم؟ جواب: فضله: الشَّرف الحقيقي؛ لتعلقه بالله تعالى، وتحقيقه معنى العبوديَّة. قال الله I: ) ومَن أحسَنُ دينـاً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن (. وقـال I: ) فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصّديقين والشّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ذلك الفضل من الله، وكفى بالله عليما (، ) ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا تبديل لكلمات الله، ذلك هو الفوز العظيم (. وقال سيدنا رسول الله محمد r: « يقول الله U: ) يوم القيامة سَيَعلم أهل الجمْع مَنْ أهلُ الكَرَم » (، فقيل: ومَن أهل الكَرم يا رسول الله؟ قال: « أهل مجالس الذّكر ». وفَصَّل r ذلك في خبر آخر فقال: « ليبعثن اللهُ أقواما يوم القيامة في وجوههم النور، على منابر اللؤلؤ، يغبطهم الناس: ليسوا بأنبياء ولا شهداء؛ هم المتحابون في الله من قبائل شتى، ومن بلاد شتى، يجتمعون على ذكر الله تعالى يذكرونه ». و" الصُّوفيَّة " y: هم أولياء الله تعـالى حقاً؛ إذ أسلموا له وجوهَهم، فكانوا معه في كلِّ عَمَلٍ ظاهر أو باطن. قال الإمـام الأصبهاني (430 هـ):" الصوفية: أرباب القلوب، المتسوّرون بصائب فراسـتهم على الغيوب، المراقبون للمحبوب، التاركون للمسلوب، المحاربون للمحروب، سلكوا مسلك الصـحابة والتابعين، ومَن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين، العالمين بالبقاء والفنـاء، والمميزين بين الإخلاص والرياء، والعارفيـن بالخطرة والهمة والعزيمـة والنية، والمحاسبين للضمائر، والمحافظين للسرائر، المخالفين للنفوس، والمحاذرين من الخنوس، بدائـم التفكر، وقائم التذكر؛ طلبا للتداني، وهربا من التـواني. لا يستهين بحرمتهم إلا مارق، ولا يدعي أحوالهم إلا مائق، ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق، ولا يحن إلى موالاتهم إلا تائق. فهم سُرُجُ الآفاق، والممـدود إلى رؤيتهم بالأعناق، بهم نقتدي وإياهم نوالي إلى يوم التلاق "اهـ [الحلية:27-28]. وقال الإمام عبد الكريم القشيري (465 هـ):" لقد جعل الله هذه الطائفـة صفوة أوليائه، وفَضَّلهم على كافَّـة عباده بعد رُسُلِه وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وجعلَ قلوبهم معادِنَ أسراره، واختصَّهم من بين الأمة بطوالع أنواره. فهُم الغَياثُ للخلقِ، والدائرونَ في عموم أحوالهم مع الحق بالحَقِّ؛ صفَّاهم من أكدار البَشَريَّة، ورَقَّاهم إلى مَحَالِّ المُشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحَدِيَّة، ووَفَّقهم للقيام بآداب العُبوديَّة، وأشهدهم مجاري أحكـام الرُّبوبية، فقاموا بـأداء ما عليهم من واجبات التكليف، وتحقَّقوا بما منَّه سبحانه عليهم من التقليب والتصريف، ثم رجعوا إلى الله I بصدق الافتقـار ونعت الانكسار، ولم يتكلوا على ما حصل منهم من الأعمـال، أو صفا لهم من الأحوال؛ عِلماً منهم: بأنه جل وعلا يفعل ما يُريد، ويختار مَن يشاءُ من العبيد، لا يحكم عليـه خلق، ولا يتوجب عليه لمخلوق حق، ثوابه ابتداء فضل، وعذابه حكم بعدل، وأمره قضاء فَصْل "اهـ[الرسالة:36]. وقال مجدِّدُ القَرن الخامس: حُجَّةُ الإسلام ِالإمامُ أبو حامد محمد الغزالي (505 هـ)، بعد انتهـاء بحثه إلى التصوف ورحلته فيه:" أني علمت يقيناً: أن الصوفية: هم السَّالِكُوْن لطريق الله تعالى خاصَّـة، وأن سيرتهم: أحسن السِّيَر، وطريقهم: أصوَبُ الطّرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمِعَ عقل العُقلاء، وحِكمةُ الحُكماء، وعِلمُ الواقِفين على أسرار الشَّرعِ مِن العُلماء، لِيُغَيّرُوا شيئاً مِن سِيَرهم وأخلاقهم، ويُبَدِّلوه بمـا هو خير منه، لم يجِدوا إليه سبيلا؛ فإن جميع حركاتهم وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم: مُقتَبَسَةٌ مِن نُور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوّة على وجه الأرض نورٌ يُستضـاء به "اهـ [المنقذ:127]. وقال مُجدد القَرن السَّادس فَخرُ الدِّين الإمام محمد الرَّازي (606 هـ):" هؤلاء [ يعني: المتحققين من المتصوفة y ]: خيرُ الآدميين "اهـ [اعتقادات:100]. وقال الإمام السَّهروردي (632 هـ):" إن المشايخ من الصـوفية .. شمَّروا عن ساق الجد في طلب العلم المفترض حتى عرفوه، وأقامـوا الأمر والنهي، وخرجوا من عهدة ذلك بحسن توفيق الله تعالى. فلما اسـتقاموا في ذلك متابعين لرسول الله r حيث أمره الله تعـالى بالاستقامة فقال تعالى: ) فاستقم كما أمِرتَ ومَن تاب معك (، فَتَحَ الله عليهم أبوابَ العلوم .. "اهـ[العوارف:25]. وقد قال الإمام أحمد بن حنبل t:" لا أعلم على وجه الأرض أقواماً أفضل من الصوفيَّة "اهـ[الآداب الشرعية:2/260]. وأسند الإمام اليافعي t إليه: أنه كان يتردد إلى بعض الصوفية العارفين y، فقيل له: أتتردَّد لروايةٍ عند هذا الشيخ؟ فقال:" عنده رأس الأمر: (تقوى الله) "، وفي رواية، قال:" معرفة الله "اهـ[روض الرياحين:29]. وقال الإمام اليافعي :" قال جماعة من العلماء منهم الإمام الشافعي :" إذا أوصى إنسان بماله لأعقل الناس، صُرِفَ إلى الزُّهاد في الدنيا "اهـ [روض:22]، يعني: الصوفية y. وقال الإمام الجنيد :" لو علمتُ أن لله تبارك وتعالى عِلماً تحت أديم السَّماء أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا وإخواننا، لَسَعيتُ إليه وأخذته"اهـ. وقال :" التصديق بعلمنا هذا: ولايَةٌ "ا.هـ أي: صغرى. وسُئل الإمام عبد الله بن المُبارك (181 هـ): مَن المُلوك؟ فقال:" الزُّهاد "اهـ يعني: الصوفية y. قال الإمام عفيف الدين عبد الله اليافعي (768 هـ): ملوك البرايـا، ليس يشـقى جليسـهم لهـم بيض رايـات العـلا في المواقـف حبوا، وحظوا، خصّوا، اصطُفوا، ثم قُرِّبوا ووُلـوا، وعُـلوا فوق كـل الطوائـف وقال أبو عبد الله المغربي (299 هـ):" ما فَطِنَت إلا هذه الطائفةُ، واحترقت بما فَطِنت "اهـ. وقال الإمام السُّـلمي :" إن الصوفية: أمان الله في أرضه وأخدانُ أسراره وعِلمِه، وصفوته من خلقِه، وهم ممدوحون بلسان النبوة .. فمن أنكر هـذا المذهب فلقلة معرفته، وقِلة الاهتداء لحقائقـه؛ .. ) وإذ لـم يهتـدوا بـه، فسيقولون هـذا إفك قديـم ( "اهـ وقال بِشْرُ بن الحارث :" بحسْبِكَ أن قوماً موتى تحيى القلوبُ بذكرهم، وأن قوماً أحياءَ تقسُو القلوبُ برؤيتهم "اهـ.[right] | |
|