فصل
اسم التصوف الإسلامي
فـ( اسمه ): تصوف، من ( الصَفاء )، اصطلاحاً لا اشتقاقاً؛ فإن القوم ، ثمّ إنهم جعلوا ذلك اسماً اشتقوا منه اسم الـ: ( تصوف ).
قال سيد الطائفة: الإمام أبو القاسم الجنيد بن محمد (353 هـ):" إن الصُّوفي: مَن اختاره الله لنفسه فصافاه، وعن نفْسِه برَّاه، ولم يردَّهُ إلى تعمّلٍ وتكلفٍ بدعوى.
و( صوفي ): على زِنة عُوفي، ( أي: عافاه اللهُ )، وكُوفي، ( أي: كافأه الله )، وجُوزي، ( أي: جازاه اللهُ ). ففِعلُ الله تعالى ظاهِرٌ على اسمه "اهـ
وقال (412 هـ):" إذا صَفَى المريدُ في إرادته، صُوْفي في صَفَائه، فَسُمِّي: صوفياً "اهـ
وقال أبو حمزة الخراساني (334 هـ):" الأرواح تلطفت، فتعلقت عند لذعات الحقيقة، فلم تر غير الحقّ معبوداً يستحق العبادة، فأيقنت أن المُحْدَثَ لا يُدرك القَديمَ بصفاتٍ معلولة، فإذا صَفَّاه الحَقُّ أوصَلَه إليه، فيكون الحقُّ أوصله إليه، لا وَصَل هو "اهـ
قال الإمام أبو بكر البغدادي :" التصوف: صفوة الأحوال، فمن صفي في أحواله، وأخذ من كل صفوته، فهو: صوفي.
والتصوف: الأخذ من كل صافٍ في الأحوال والأخلاق والأفعال أصفاه "اهـ
وقال أحدُ الكُبراء بآلاف من الحدود، هي عند التحقيق: أحوال وأعمال، قد خاطب بها المسؤولُ السائلَ لما فُتح عليه من حاله، بمقتضى الحكمة.
قال بُندار بن الحُسين ، حيث قال:" ( التصوف ) حقيقة: كان حيث لم يكن لسانٌ ولا كلامٌ "اهـ.
وقد أُحْدَثَ اسمَ ( تصوف ): المتصوفة ، بينما عبَّر عنه الشرع بـ: (الإحسان )، --
13
كما عبَّر عنه السابقون ) -، ويُعبر عنه البعضُ حتى زماننا هذا بـ: ( الآداب ) و: ( الأخلاق )، وبعض ما تقدم.
سئل أحمد بن الجلاء (348 هـ) عن التصوف؟ فقال:" اسمٌ ولا حقيقة، وقد كان قبلُ حقيقةً ولا اسم "اهـ، في إشارة إلى التفريط الذي كان قد أحدث في زمانه، ومقارنة له بعمل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان الحمد -، فليراجعه الطالب.