سيرة مختصرة عن سيدي عبد السلام بن مشيش قدس الله تعالى سره :
الشريف الحسني سيدي أبي محمد عبد السلام بن مشيش الغوث الفرد الجامع الكامل شرعا وتحقيقا كنز الشاذلية وأستاذ سيدي أبي الحسن الشاذلي الحسني ، كان متمسك بظاهر المذهب الشرع مالكي الهي غيورا في دين الله - ولد في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري بالمغرب الاقصي بمنطقة جبل العلم بالقرب من مدينة تطوان
وفي يوم مولده سمع القطب سيدي عبد القادر الجيلاني بالعراق هاتف يقول يا عبد القادر أرفع قدمك عن أرض المغرب فإن القطب ولد بها الليلة (إذ هو القائل قدس الله سره( قدمي هذه على رقبة كل ولي _ يعني انه القطب الفرد الجامع) فمشي سيدي عبد القادر في هذه الليلة إلي أرض المغرب طيا وأتي إلي والد سيدي عبد السلام و قال له أرني ولدك الذي ولد الليلة فأتاه به فباركه ودعا له بخير.
والمعلوم عند أهل الله أن بعض الاولياء يولد قطباً من بدايته كالقصة التي ذكرناها اّنفا ثم انه اشتهر عنه انه كان يمتنع عن ثدي امه وهو رضيع في نهار رمضان .
ألف الشيخ العبادة والنسك منذ صباه وحبب اليه الخلوة فدخلها وهو ابن سبع سنين ومكث بها سنين عديدة وكشف له فيها كأمثال الجبال من علوم الوهب وهو مازال بعد في بواكير عمره ، وفي فترة الخلوة أتاه شيخه سيدي عبد الرحمن المدني العطار المشهوربالزيات كان يسكن بالمدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة والسلام و كان سيدي عبد الرحمن من رجال الغيب الذين تطوي لهم الارض قال سيدي عبد السلام أتاني شيخي وأنا ابن سبع سنين وقال لي أنا واستطك في كل حال ومقام ولما سئُل سيدي عبد السلام هل كنت تأتيه أو ياتيك مع عظم المسافة قال كان كل ذلك فقيل له طيا أو نشرا فقال طيا . ثم بعد أن مكث مختليا زمنا خرج الي السياحة يجوب أرض الله طيا وظل ما يقرب من نحو ست عشرة سنة في سياحته ثم عاد بعدها الي مغارته بالمغرب مستأنسا بربه عازفا عن الخلق ، وفي فترة الخلوة الثانية كان التقاء سيدي أبي الحسن الشاذلي به في حدود عام ستمائة ونيف وعشرين هجرية - رحب الشيخ بتلميذه والخليفة من بعده ناداه بأسمه ونسبه عند رؤيته وقال: (( يا علي صعدت الينا فقيرا من علمك وعملك فحصلت علي غني الدارين)) ثم رسم لشاذلي مسيرة حياته وما يلاقيه أثناء سيره إلي ثم بشره بأنه سيورث القطبانية في بلاد المشرق -وبها وفاته .
دخل عليه الشاذلي يوما وفي خاطره أن يسأل عن أسم الله الاعظم وكان في حجر الشيخ ولده الصغير ، فقام الطفل من حجر الشيخ وضرب يده في صدر الشاذلي وقال له تريد أن تسأل الشيخ عن اسم الله الاعظم المهم أن تكون أنت اسم الله الاعظم فأبتسم الشيخ وقال للشاذلي أجابك الطفل .
من اقواله ووصاياه
* حب الله ورسوله قطب تدور حوله جميع الخيرات وأصل جامع للأنوار والكرامات .
* لا تنقل قدميك إلا إلي طاعة ولا تجالس إلا من تستعين به علي طاعة الله، ولا تصطف لنفسك إلا من تزداد به يقينا بالله وقليل ما هم .
*فر من إحسان الخلق أكثر مما تفر من أذاهم فلأن تصاب في بدنك خير لك من أن تصاب في دينك
*ومن الاّثار النفيسة للشيخ ، الصلوات الشهيرة بصلوات ابن مشيش و هي شائعة في الأوساط الصوفية عامة والشاذلية خاصة ً يتبركون بأسرارها وقد أضاف إليها بعض سادتنا الشاذلية
كسيدي أبي المواهب الشاذلي( ق 9 هــ)
وسيدي حمزة المدني ( ق 13 هـــ)
فيما يعرف بالممزوجة أو الوظيفة الشاذلية كما تناول كثير من السادات هذه الصلوات بالإ يضاح والشرح كأمثال سيدي عبد العزيز الدباغ (ق12هـــ) وكثسير من مشايخ الأزهر الشريف كالشيخ الظواهري والشيخ عبد الحليم محمود(ق 14 هــ)
وفاته:
كان في المغرب الاقصي رجلا أدعي النبوة يدعي بأبن أبي الطواجين الكتامي استخف بعضا من السذج واسترهبهم فأطاعوه وعاثوا في الأرض فساداً ، كان هذا الامر سببا لخروج القطب عبد السلام من خلوته ليحارب بشدة هذا المدعي الكذاب وحمل عليه حملة شرسة بعلمه ويقينه ولقد أراد أشياع الكذاب أن يسكتوا الشيخ بالمغريات فلم يستطيعوا ،فدبر له هؤلاء المفسدون مكيدة لقتله فتربصوا له ليلا ً قرب مغارته بالجبل وحين خرج للوضوء من العين التي بالجبل قتلوه غيلة وفروا ولكن الله قتلهم فوقعوا جميعا من أعلي الجبل ولم يعثر علي جثثهم وكان استشهاد الشيخ القطب في عام623هـــ و دفن بجبل العلم . وكان أول من أظهر قبره و بني عليه
و جعله مزاراً سيدي القطب عبد الله القيراواني الشاذلي (ق10 هــ )
ويحتفل أهل المغرب بذكري مولد القطب إبن مشيش في كل عام في منتصف شعبان