نبذة مختصرة عن سيرة مولاي إدريس الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينتسبالأشراف الأدارسة إلى جدهم إدريس الأول بن عبدالله الكامل المحض بن الحسن المُثنّى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما.
يذكر صاحب كتاب « ذِكر القَلم لمن سكن جبل العَلَم » : « ففي نهاية العصر الأموي اجتمع آل البيت النبوي برئاسة الإمام عبدالله الكامل المحض وقرروا مبايعة ابنه محمد النفس الزكية بيعة الخلافة.
وخرج محمد النفس الزكية بالمدينة عام 145 هـ، فأرسل إليه الحاكم العباسي الجيش الجرار الذي قضى على هذه الحركة العلوية وقتل فيها محمد النفس الزكية.
وفي عام 169 هـ قامت حركة أخرى لآل البيت بقيادة سيدنا الحسين بن علي بن الحسن المثلّث بن الحسن المُثنّى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما. وهذه الحركة أيضاً تمكن الجيش العباسي من كبح جماعها في يوم التروية من شهر ذي الحجة عام 169 هـ. وتُعرف هذه الموقعة بموقعة «فَخّ» نسبةً إلى وادي فخ. وقد قُتل من آل البيت العشرات، وهو الآن ضمن حدود مكة المكرمة، ولم يَنجُ من هذه المعركة سوى نفر قليل من آل البيت، منهم مولانا إدريس الأول بن عبدالله الكامل المحض رضى الله عنهما . أما قائد آل البيت في هذه المعركة فقد قتل وقطع رأسه وأرسل إلى الحاكم العباسي.
خروج مولاي إدريس الأول رضى الله عنه من الحجاز إلى المغرب:
ويقول صاحب كتاب ( ذكر القلم لمن سكن جبل العلم ): وبعد هذه المعركة هرب مع إدريس بن عبدالله مولاه راشد. وقد قيل عن راشد أنه أخوه بالرضاع وأنه قرشي الأصل ولكن من الأرجح أنه من البربر الذين دخلوا في الإسلام أيّام الفتوحات، ولهذا السبب هرب مع سيدنا إدريس رضى الله عنه إلى المغرب، وبحكم أنه بربري ويعرف اللسان البربري عرّف مولاي إدريس رضى الله عنه بأهله البربر ووثقوا به.
وكان خطّ سيرهما من وادي فخّ إلى مدينة يَنبُع ثم إيلات والعقبة، ثمّ مصر، ثمّ برقة فالقيروان ثم تلسمان ثم ملوبة فالسوس فطنجة ثم وليلي، وهي مدينة مندثرة منذ عهد الرومان تقع فى سفوح جبل زرهون، وهو المكان الذي استقام فيه مولاي إدريس، وبايعوه البرابرة وعلى رأسهم أميرهم إسحاق بن عبدالمجيد الأوربي وأكرموه وتزوج بابنته « كنزة » التي أنجبت له ابنه مولاي إدريس الثاني ولم يحظ برؤية أبيه.
ونشر مولاي إدريس الأول رضى الله عنه الإسلام في بلاد المغرب، وحارب الفِرق الضالّة، وأخذ في التوسع جهة الشرق وضمّ لدولته منطقة تلمسان، وتوسع في اتجاه الجنوب.
وبدأ ناقوس الخطر يدقّ أبواب دولة بني العباس، وقد شعر بذلك الحاكم العباسي هارون الرشيد، خاصة وأنه يعلم أن مولانا إدريس رضى الله عنه لا يزال حنينه لمسقط رأسه الحجاز وأنه ممن قادوا حركات الانتفاضة العلوية بالمشرق، وأنه إذا ما تمكن من الوصول إلى المشرق فإن ذلك يعني أُفول دولة بني العباس لوجود أعوان له بين جيش بني العباس. وبالتالي فقد فكر الحاكم هارون الرشيد في حيلة يستطيع أن يتخلص بها من هذا العلوي الذي استطاع أن يؤسس أول دولة علوية هاشمية.
واستطاع الحاكم العباسي أن يدس إليه أحد رجاله الذين استطاعوا أن يصلوا إلى ديوان مولاي إدريس، وأن يتظاهر بحب آل البيت والولاء لهم، إلى أن تمكن من دسّ السمّ له واغتياله. ويقال إن هذا المارق هو الشمّاخ.
هذه سيرة مولاي إدريس الأول رضى الله عنه ولهذا أُطلق عليه لقب « صقر بني هاشم » لكونه أول علوي هاشمي أسس دولة علوية هاشمية لآل البيت.
ودُفن إدريس الأول رضى الله عنه بمدينة ليلي على رأس جبل زرهون، وقد حملت زوجته بابنه إدريس الثاني الذي وُلد ولم يَرَ والده. وتولى رعايته مولى أبيه راشد، وشدّ من أزره ووطّد حكمه وأخذ بيعة البربر له. (منقول مع التصرف)
_________________