بسم الله الرحمن الرحيم
ما السبيل للفلاح
للشيخ الفقير الى الله تعالى
سيدي الباسل رضي الله عنه
مؤسس وشيخ الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية
ببيت المقدس ــ أرض الإسراء والمعراج
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد أنت أهل الثناء وأهل المجد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الحمد وله الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير شهادة مبرأة من الشك والتهم وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله سيد العرب والعجم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أفضل الأمم ، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود.
***********
إن الخلق في هذا الزمان جهلت كيفية التقرب من الله سبحانه وتعالى ومن حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالرغم من وجود كتاب الله وسنة حبيبه وبالرغم من وجود ما يزعمون به من الصحوة وكأنك ترى أن الخلق في هذا الزمان وفي هذا القرن الذي نحن فيه يعيش في بحر من الظلمات والجهل الأعمى, وترى ان العلماء إلا ما رحم ربي قد خصخصت الفقه لمصالحها وقصقصت الأحاديث وتملصت من المعاني التي أرادها الله تعالى وجعلها في بواطن آيات كتابه العظيم, فلقد أمرنا بعبادة الله تعالى جمعاً ولكن غيرنا وبدلنا الأمر الالهي فعبدناه جماعات وكل جماعة عبدت على وفق أهواء نفوسها وبدأت بتخطيئ الجماعات الأخرى وكأنها تقول أن الصح والحق يكمن عندهم !! ويا ليت هذا الأمر صحيح ولكن يا للأسف!!.
فلقد بدأوا في الماضي بتكفير بعضهم البعض من غير سبب أو فعل يوجب لهذا التكفير الذي يزعموه ويتهمون الآخرين به ، فبدأت تنظر إلى أن هناك حرب بين تلك الجماعات حتى على معتقداتها وكأنها حرب بين الأديان الأخرى وبين الدول المسلمة والدول الكافرة !! ألهذا الحد أصبح حالنا وما انقلب اليه مآلنا ؟؟ فكل هذا من سوء نوايانا وافعالنا وأعمالنا بالرغم أن الحل موجود وسهل ومنظور ولكن بحاجة الى عقول تدرك هذا الحل وقلوب تفقه معانيه وهو حل به صلاح الأمة, فنحن ننادي ونقول أن صلاح هذه الأمة لا يكمن ولا يكون الا بما صَلُحَ به أولها وإنك لتجد أن الكثير ينادي بهذه الدعوة ولكنهم كما قلنا ينادون بها كلاماً وليس بمقام ولا حال ليس بإدراك بمعناها ولا بمعرفةٍ بمبناها والكل يقول أن بما صَلُحَ به الأول يجب أن يَصُلح به الآخر والسؤال المهم أننا ننادي بهذه الدعوة منذ زمن بعيد فَلِمَ لا نرى أثر هذه الدعوة في صلاح الأمة وصلاح غيرها بصلاحها ؟؟؟ والحل والأمر الذي صلح به حال هذه الأمة في بدايته كان يكمن في ثلاثة أمور وهو :- وجود النبي ووجود الكتاب وصناعة الرجال فما الموجود في هذه الأمة من هذه الأمور الثلاثة؟؟؟ طبعاً - ليس موجود إلا الكتاب .
واعلم علم اليقين أنه لا يمكن أن يكون هناك رجال إن لم يكن هناك نبي أو شبيه به يصنع مثل هؤلاء الرجال الذين حملوا الدين على عاتقهم وقدموا أرواحهم فداءاً له وحققوا معاني القرب الأعظم من الله تعالى وكل ذلك تم بوجود النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فمن ادعى بأن هناك في زماننا رجال طالبناه بوجود شبيه النبي الذي صنع هؤلاء الرجال فبما ان الكتاب موجود الأولى أن نبحث عن شبيه النبي في هذا الزمان لكي يصنع من هذه الأمة رجالاً يقودونها الى القمة وتنقاد لهم الأمم بصدق نواياهم وعلو هممهم ذاك الوارث الذي يفهم كتاب الله بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس هناك حل لهذه الأمة إلا بهذا ، ومن قال غير ذك فليراجع نفسه ، فسيجدها تسير على الخطأ من حيث لا يدرك . وإلا - فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه - لو كان آخر يوم بعمر هذه الدنيا أو لن تقوم القيامة حتى يبعث الله رجلا من أمتي إسمه يوافق إسمي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
فهذا سيعيد الدين الى نصابه ماذا سيفعل المهدي الذي سيصلح الله تعالى به الدين والدنيا غير الأمور الثلاثة!!! فسيكون شبيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وسيفك إشارات ورموز ومعاني كتاب الله بالله تعالى وبرسوله الأكرم وسيصنع رجال من هذه الأمة على غرار الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم, وما من خليفة صادق تولى أمر المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد فعل هذه الأمور الثلاثة وما خرج عنها.
فلماذا نحن في زماننا خرجنا عنها ونقول أننا فيها ونفعلها؟؟؟ . أليس هذا تخبطاً في ظلمات الجهل وعدم المعرفة والادراك ؟ فليكن هم الأمة أن تبحث عن منقذها, فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بهذه ألأمة أن لا يخلو زمان من وريثٍ وشبيهٍ للنبي وهناك ورّاثٌ لهذا الوريث يسيرون على منهاج الله ومنهاج النبوة .
فلتبحث الأمة عن مثل هؤلاء إن أرادت الفلاح في الدنيا والآخرة وَلَمِّ شمل القلوب إلى الله تعالى وللنبي المحبوب صلى الله عليه وسلم .
واعلموا علم اليقين أننا اذا أردنا أن نبحث عن الوارث يجب أن نبحث عنه في معادن الإعجاز الالهي وخزائن الوهب الرباني فإسمه معه وارث للنبي وليس وارث لأحد من العلماء ، عنده سيكون رأس الأمر كله لأنه سيكون منظوراً بعين الله ورسوله ومكان العناية الإلهية الكبرى وهذا الوارث يجب أن يكون نوارنيّ محمديّ ربانيّ الهيّ حتى ينطبق عليه معنى كلمة وارث ، لأنه هكذا حال وصفات الوراث من قبل وهكذا سيكون الوراث من بعد .
وإن لم تفعل الأمة هذه الأمور وتسعى جاهدة لتحقيقها يُخشى عليها من المقت بإضاعة الوقت ، فالخلق أنفساهم معدودة وإن لم يكن لهم حبل في زمانهم ووارثٌ يستمسكون به حتى تكون أنفساهم وقلوبهم وعقولهم وأرواحهم بالرحمات ممدوة يُخشى عليهم أن تكون ابواب القرب لهم مسدودة .
هيا إنهضوا بصدق الهمم واعلوا أعاليَ القمم واحيوا القلوب التي ماتت من البعد بصوت وارث يجلجلها كما الرعد وينفخ السر في الذوات يحييها بالله ونبيه والأصحاب أولي المدد .
ذاك الوارث الذي يحققها بمعنى الشهادتين كي تكون شاهدة ومشهودة بالله وبالنبي ويحققها بمعنى الصلاة التي هي وصل بحضرات القرب على بساط الحب فتكون منظورة وقلوبهم معمورة ويحققها بمعنى الزكاة التي هي تزكية للنفوس والعقول والقلوب والأراوح وبمعنى الصوم الذي هو تربية للذوات ويحققها بمعنى الحج الذي هو تنقية وترقية الى رب الكائنات يحققها بمعنى العبادة بصدق القلوب بقوة العزيمة والإرادة يحققها بمعنى العبودة لترتقي إلى الحضرات العلية يحققها بمعنى العبودة لكي تعبد بحضرة شاهدة ومشهودة...
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.