عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: ابن سمعون البغدادي الجزء الاول الأربعاء أغسطس 26, 2009 1:59 pm | |
| ومن جملة هذه الخوارق ما ذكره أبو القاسم علي بن ابراهيم الخطيب أن الشيخ خرج من المدينة المنورة قاصدًا بيت المقدس وحمل معه تمرًا صيحانيًا ، فلما وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره من الطعام في الموضع الذي كان يأوي إليه ، ثم اشتهت نفسه أكل الرطب ، فلامها وقال : من أين لنا في هذا الموضع بالرطب فلما كان وقت الإفطار عمد إلى التمر ليأكل منه فوجده رطبًا ، فلم يأكل منه شيئًا ، ثم عاد إليه عشية فوجده تمرًا على حالته الأولى فأكل منه .
ويروى أيضاً عن كراماته أن أبا الفتح القواس قد أصابته ضائقة ، قال : فلم أجد في البيت غير قوس لي وخفين كنت البسهما ، فأصبحت وقد عزمت على بيعهما . وقلت في نفسي : أحضر مجلس ابن سمعون ثم انصرف فأبيع الخفين والقوس ، فحضرت المجلس . ولما أردت الانصراف نادى أبو الحسين : يا أبا الفتح لا تبع الخفين ، ولا تبع القوس ، فإن الله سيأتيك برزق من عنده .
ومن عجائبه أن أبا الفتح القواس غشيه النعاس ونام في المجلس فتوقف ابن سمعون عن الكلام ساعة حتى استيقظ ابو الفتح ، فقال له : رأيت رسول الله في نومك قال : نعم ، قال ابن سمعون : لذلك أمسكتُ عن الكلام خوفًا من أن تنزعج وتنقطع . ابن سمعون البغدادي الصوفي الواعظ صاحب الكرامات
ترجمته
ابن سمعون هو ابو الحسين بن أحمد بن سمعون ، أحد المشايخ الصوفية في بغداد الذين شهروا بالكرامات والزهد والورع ورفض الدنيا وحب الآخرة .
مناقبه
يحكي ابن عساكر الدمشقي في كتابه "تبيين كذب المفتري" عن الصوفي الواعظ صاحب الكرامات أبي الحسين بن سمعون البغدادي أنه قال لأمه يومًا: أحب أن أحج، فقالت له: كيف تحج وما معك نفقة ولا لي ما أنفقه، إنما عيشنا من أجرة ما تنسخه. وغلب عليها النوم فنامت، ولما انتبهت قالت له: يا ولدي حُجَّ، فقال: منعتِ قبل النوم وأذِنت بعده! قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي: دعيه يحج. فباع من دفاتره ما له قيمة ودفعه إليها نفقة وخرج مع الحجاج. قال: فبقيت عريانًا ووجدت مع رجل عباءة كانت على عدل فقلت له: هَب لي هذه العباءة أستر نفسي بها، فأعطانيها. وكنت إذا غلب عليّ الجوع ووجدت قومًا يأكلون وقفت أنظر إليهم فيدفعون إليّ كسرة فأقتنع بها ذلك اليوم. ولما وصلت إلى مكة غسلت العباءة فأحرمت بها. ودعوت الله يومًا: "اللهم ارزقني معيشة أستغني بها عن سؤال الناس"، فسمعت قائلاً يقول: "اللهم ارزقه عيشًا بلا معيشة"، فالتفت فلم أر أحدًا، فأعدت القول فأعاد الدعاء، فأعدت الثالثة فأعاد.
ولما عاد ابن سمعون إلى بغداد كان الخليفة قد أراد إخراج جارية من جواريه من الدار، فقال: اطلبوا رجلاً مستورًا يصلح أن تُزَوَّج هذه الجارية به، فقيل له: قد وصل ابن سمعون من الحج وهو يصلح لها، فاستصوب الخليفة لقوله. وزوج ابن سمعون بالجارية ونقل الخليفة معها من المال والثياب والجواهر ما تحمل الملوك.
قال ابن عساكر: فكان ابن سمعون يجلس على الكرسي للوعظ فيقول: أيها الناس خرجت حاجًا فكان من حالي كذا وكذا، ويشرح حاله جميعها.
| |
|