عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: ابن سمعون البغدادي الجزء الثانى الأربعاء أغسطس 26, 2009 2:02 pm | |
| أخباره أن الخليفة الطائع لله قد قيل له إن أبا الحسين ينتقص الإمام عليًا رضي الله عنه، فأرسل مولى له إليه يستدعيه إلى دار الخلافة، فدخل وسلم على الخليفة ثم أخذ في وعظه، فأول ما ابتدأ به أن قال: روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .... وذكر خيرًا عنه وأحاديث كثيرة، ثم عاد فقال: روي عن أمير المؤمنين ... وروى أحاديث وأخبارًا، ولم يزل على وعظه هذا حتى بكى الطائع حتى سُمع شهيقه وابتل منديله بين يديه بدموعه. ولما انصرف ابن سمعون سأل مولى الطائع: يا مولاي رأيتك على صفة من شدة الغضب على ابن سمعون ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره فما السبب؟ فقال الخليفة: رُفع إليّ عنه أنه ينتقص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأحببت أن أتيقن ذلك لأقابله عليه إن صح ذلك منه، فلما حضر بين يدي افتتح كلامه بذكر علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأعاد وأبدى في ذلك. وقد كان له مندوحة في الرواية عن غيره وترك الابتداء به، فعلمتُ أنه وُفِّق لما تزول به عنه الظنة وتبرأ ساحته عندي، ولعله كُوشِفَ بذلك -------------------------------------------------------------------------------- ثناء العلماء والمؤرخين عليه ممن أثنى عليه من المؤرخين ابن خلِّكان في الوفيات حيث قال فيه: "كان وحيد دهره في الكلام على الخواطر وحسن الوعظ وحلاوة الإشارة ولطف العبارة. أدرك جماعة من جُلَّة المشايخ وروى عنهم، منهم الشيخ أبو بكر الشبلي". وقال فيه ابن عساكر في تبيينه ما نصه: "له لسان عالٍ في هذه العلوم، يعني علوم أهل التصوف. وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في ءاداب الظاهر يذهب إلى أسدّ المذاهب. وهو إمام المتكلمين على هذا في الوقت". ويذكر ابن عساكر عن أبي بكر الأصبهاني وكان خادم الشبلي أنه قال: "كنت بين يدي الشبلي في الجامع يوم جمعة فدخل أبو الحسين بن سمعون وهو صبي على رأسه قلنسوة بشفاشك مطلّس بفوطة، فجاز علينا وما سّلَّم، فنظر الشبلي إلى ظهره وقال: يا أبا بكر أتدري أيشٍ لله في هذا الفتى من الذخائر". ويذكر ابن عساكر أيضًا عن أبي النجيب الأرموي أن القاضي أبا بكر الأشعري وأبا حامد الغزالي كانا يقبلان يد ابن سمعون إذا جاءاه. وروى عن القاضي أبي بكر أنه كان يقول: ربما خَفِيَ عليَّ من كلامه بعض الشي لدقته. ومن كلامه قوله وهو على الكرسي في مجلس وعظه: "سبحان من أنطق باللحم وبَصَّرَ بالشحم وأسمع بالعظم، إشارة إلى اللسان والعين والأذن، وهذه من لطائف الإشارات". ومما قاله السلمي فيه: "أبو الحسين بن سمعون الذي هو لسان الوقت والمُعِبِّر عن الأحوال بألطف بيان، مع ما يرجع إليه صحة الاعتقاد وصحبة الفقراء". ويقول ابن خلكان: "وكان لأهل العراق فيه اعتقاد كبير، ولهم به غرام شديد. وإياه عنى الحريري صاحب المقامات في المقامة الحادية والعشرين وهي الرازيّة بقوله في أوائلها: رأيت ذا بكرة، زمرة إثر زمرة، وهم منتشرون انتشار الجراد، ومُستَنُّون استنان الجياد، ومتواضعون واعظًا يقصدونه ويُحِلُّون ابن سمعون دونه" ، وقال ابن خلكان بعد هذا: "ولم يأتِ بعده في الوعاظ مثله". __________________ {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ الله وفاته قال بعض المؤرخين أنه توفي يوم الجمعة منتصف ذي القعدة من سنة ثلاثمائة وسبع وثمانين للهجرة ، وقال بعض إنه توفي في ذي الحجة . ودفن في داره بدرب العتابيين . ولم يزل هناك حتى نقل يوم الخميس الحادي عشر من رجب سنة أربعمائة وست وأربعين للهجرة ، ودفن بباب حرب . وقيل إن أكفانه لم تكن قد بليت بعد . رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا به وبأمثاله . . | |
|