عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: درس فى القلب لسيدى العا رف با الله الشيخ با سل صا لح جرار رضى الله عنه الجزء الا ول السبت أغسطس 01, 2009 11:39 am | |
| ش
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول... وبعد... السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
درس القلب! لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه
الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون...أما آن لكم أن تسمعوا بقلوبكم وتعقلوا بها؟! لقوله تعالى: ﴿ أَفَـلَم يسِيرُوا فِي الأرْضِ فتَكـُون لَهُم قُلـُوبٌ يَعْقِلونَ بِها ﴾ الحج/٤٦ ويقول الله عز و جلّ: ﴿ لـِمَن كانَ لَهُ قَلْبٌ أو ألقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ ﴾ ق/٣۷أيها المسلمون... لينظر كل واحد منكم إلى قلبه، ليرى قلبه حيٌ أو ميت، فإن وجده حياً فليزده حياة ونوراً ويزداد قرباً مِن الله عز و جلّ، وإن وجده ميتاً، فلينظر كيف مات، وما الذي أماته، ويسعى بإحيائه، هذا الواجب عليك أيها المسلم. وَرَدَ أنّ بعض الصالحين ممّن أحيا الله عز و جلّ قلوبهم حضَرَته الوفاة، وهو في ساعة الاحتضار جاء أهل بلده لزيارته فقالوا: "علـِمْنا أنّك تحتضر فجئنا نزورك" فتبسّم ونظر إليهم وقال: "عجبت لأموات يزورون أحياء" انظر هو الذي يحتضر يقول هذا الكلام، نعم أموات القلوب وهو صاحب القلب الحيّ، نعم فكم مِن أموات يسيرون على هذه الدنيا أموات القلوب!
أيها المسلمون... النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – قال: ( مَن مات قلبه، فالنّار أوْلى به )
أيها المسلمون انظروا وفكّروا بهذه الآية التي تستدعي كل واحد منّا أن يتفكّر فيها لأنها عظيمة، حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ). أخوة الأيمان،،، إن كان الله عز و جلّ لا ينظر إلا إلى القلب، أفلا يجب أن تُطهـِّر وتنظـِّف مكان هذه النظرة الإلهية؟! أما تستحي مِن الله عز و جلّ أن يقع نظر الله عز و جلّ على قلوب ميّتة ومليئة بالأدران والأوساخ، كأنّه طـُبـِع عليها؟؟ ما هذا؟ أما تعلم أنّ الله عز و جلّ لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء؟؟ أليس الله عليمٌ بذات الصدور! لمَ ترضى أيها المسلم أن تكون ميتاً في هذه الدنيا والآخرة؟ ما الذي يجبرك على هذا؟ أهي الدنيا الفانية وشهواتها؟!
الله أكبر، أنظروا يا مسلمين،،، يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ( ألا إنّ في الجسد مُضغة، إذا صَلـحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ) صدق حبيب الله عز و جلّ، إنّ القلب هو الأساس ورأس المال، والخطاب الإلهي واقع عليه، هو الذي يترقـّى إلى عوالم الغيب، الذي بصلاحه يـصـلـح جسدك كله.
أيها المسلم... ما سمّي القلب قلباً إلا لكثرة تقلـّبه، فاقلبه أنت إلى ربك، اجعل قلبك على قلب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . اعلم أنّ القلب هو مستودع السر الرّبّاني، وبيت العلم الإلهي، وهو الأمير المطاع في بقية عالم الجسد، والبقية رغبته، وكما يقول الغزالي – رحمه الله عز و جلّ – "هو لطيفة ربّانيّة روحانية لها بهذا اللحم الصنوبريّ اتصال ما، وهذه اللطيفة هي العالـِمة بالله عز و جلّ المدركة كما ليس يدركه الخيال والوهم، وهو حقيقة الإنسان، وهو المخاطب والمشار إليه بقوله تعالى: ﴿ إنَّ فِي ذلكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ ق/٣۷فلو كان مراد بالقلب اللحم الصنوبري الشكل لكان موجوداً لكل أحد " ثمّ اعلم أنّ تعلق هذه اللطيفة بهذا اللحم الصنوبريّ هو تعلق غامض، لا يُدرك بالبيان، بل يتوقف على المشاهدة والعيان، والذي يمكن أن يُذكر فيه هو أنّه كالملك وهذا اللحم له كالدار والمملكة، إذ لو كان تعلقه به تعلق الاعراض لما صحّ فيه أن يُقال: ﴿ إَّنّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِه ﴾ الأنفال/۲٤.. [b]شش | |
|