درس القلب! الجزء3 لسيدى العا رف با الله البا سل رضى الله عنه
كاتب الموضوع
رسالة
عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: درس القلب! الجزء3 لسيدى العا رف با الله البا سل رضى الله عنه السبت أغسطس 01, 2009 11:37 am
ش
درس القلب! لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه
إنّ القلب الخَرِب لا ينفع معه حكمة ولا يصلح معه شيء، اعلم أنّه إذا مات قلبك أصبحت زائداً وثقلاً على هذه الدنيا الفانية، ماذا تفهم من قوله تعالى: ﴿ ألَمْ يَأنِ للذينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقّ ﴾ الحديد/١٦. فإنّ القلب هو محلّ التقوى وهو محلّ الإيمان، وهو محلّ الصبر، وهو محلّ اليقين، وهو محلّ الإخلاص، وهو محلّ الإحسان، وهو محلّ كل مقام وارتقاء، وهو موقع كل وارِد إلهي، إذاً ألا يجب أن يكون ذلك الموقع هو الطاهر المطـّهـّر الزّكي المـُزكـّى! فكما قلنا ونقول إنّ أعداء الإنسان أربعة: الدنيا، والهوى، والشيطان، والنّفس، فهؤلاء الأعداء كفيلات بأن يخرّبن القلب، وإذا ما سدّت النفس أبوابها أمام الشيطان والدنيا ولم تتبع هواها، هنا يفلح القلب، ويعلو، ويكون من القلوب التي يودِع الله عز و جلّ بها سرّه وحكمته، ويجعلها مِن أهل حضرته ويورثها الجنّة التي أعدّها الله سبحانه وتعالى لعباده المتقين، إلاّ لأنّهم سعوا مجاهدين لكي لا يكون للشيطان عليهم سلطان ولا سبيل، وتحققوا بالآية التي تقول: ﴿ إنّ عَبادي لَيْسَ لسيدنا محمد صلى الله علية وسلم عَلَيْهِمْ سُلطانٌ وكَفَى بِرَبّكَ وَكيْلاً ﴾ الإسراء/٦٥. نعم أيها المسلمون لأنّهم جعلوا قلوبهم دائمة السجود إلى الله عز وجلّ وتحت سلطانه، وليس هناك سلطان أمام سلطان الله عز و جلّ، فأصبحوا بذلك سلاطين، نعم سلاطين بكل ما تحوي الكلمة مِن معنى. فإنّ العارفين بالله عز و جلّ قالوا: " لو عـَلـِم الملوك بما نحن فيه مِن لذة وسعادة ومعنى لجادلونا عليها بالسيوف " وهي معرفة الله عز و جلّ. وعندما سُئل النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – عن التقوى، فأشار بيده إلى صدره ثلاث مرات: التقوى ها هنا، وفي رواية عن الإيمان ها هنا، بما معناه والإشارة إلى الصدر أو القلب وحتى الصدر فالمراد به موضع القلب. أحبّة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – قصدنا قلباً غيبياً بها يكون قلباً ربّانياً، هذا الذي نبحث عنه، فقلبك هذا الذي تشير إليه موجود عند الكافر والمشرك والمسلم. أيها المسلمون...ابحثوا كيف تـُصلـِحون قلوبكم، إخوتي أقولها لكم بصدق، لا تـَصلـُح قلوبكم إلا بمصاحبة أهل القلوب الصالحة، أهل العناية من الله عز و جلّ، أهل التربية الذين علموا بمكائد إبليس، ومداخل النّفس، وكيف تتحد القلوب نوراً، هم فقط الذين يصلحون قلبك ليدخل حضرة ربك عز و جلّ إن أردت الإصلاح الكامل، وتيقـّنت أنه لا ملجأ منه إلا إليه " فلقبك يطبعه قلبك". أما سمعت قول الشاعر:
قلوب العارفين لها عيونٌ ترى ما لا يُرى للنّاظرينا
وكما يقول سيدنا عليٌ كرّم الله وجهه عندما سئل: " أتعبد ما لا ترى؟ فقال: فكيف أعبد ما لا أرى؟" إن كانت العيون لا تراه بحقيقة العيان فإنّ القلوب تراه بحقيقة الإيمان. إذا ً كما أنّ القلب محل النّظرة الإلهية، فإنّه أيضاً العين التي ترى ربّه بحقيقة الإيمان، أيّ عظـَمة هذه وأيّ نعمة! أيها المسلم... اجعل قلبك بحضرة ربّك عز و جلّ واقفاً، وكن بربّك واثقاً، وبكتاب وسنّة نبيه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – موافقا ً، ولأهل الله عز و جلّ وخاصـّته مرافقاً، ترى الحكمة على لسان قلبك تتحقق. لكي تكون حكيم هذا الزمان يجب عليك أن تــَحــْكــُم قلبك لكي لا يلتفت عن حضرة ربّك عز و جلّ، وتحكم على نفسك بأن تميتها عن غير الله عز و جلّ، أما تعلم أنّه من حـَكـَمَ قلبه وحكم نفسه تربّع على عرش الحكمة وذلك بصدق الهمّة. أحبة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - اعلموا أنّ قلب هذا الوجود هو نور هذا الوجود سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – فكيف تريد أن تقترب مِن هذا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - ومِن هذا القلب إن لم تصلح قلبك! ألا تعلم أنّ شبيه الشيء مُنجذب إليه! فكيف سيُجذب قلبك لقلب الحبيب إن لم يكن قلبك يشبهه وموافقاً له؟!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
[b]
درس القلب! الجزء3 لسيدى العا رف با الله البا سل رضى الله عنه