عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: رسول الله في أعين محبيه *الامام أحمد بن إدريس الجمعة يوليو 10, 2009 11:47 am
الامام أحمد بن إدريس
القطب الكبير أحمد بن إدريس
يقول فى التعليق على قوله تعالى " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ".
النبى صلى الله عليه وسلم هو عين الوجود وواسطة عقده ، أخذ من أنوار الحق بقدر صفوه ، فالآخذ من الله تعالى بواسطته صلى الله عليه وسلم وله المثل الأعلى ولرسوله هو فى القوة كالآخذ الضوء من الشمس بواسطة الزجاجة وهذا تشريف لهذه الأمة لأنهم الآخذون بواسطته ، والآخذ من الله تعالى من غير واسطته صلى الله عليه وسلم كآخذ الشىء من الشمس من دون واسطة الزجاجة0 وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو النور الذى قبضه الله من قبضة نوره ، قال تعالى " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " فالنور هو رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لو كان النور هو الكتاب لكان لفظا متكررا ، والحق تعالى هو سمع نبيه وبصره وقلبه إلى آخره ، فكله صلى الله عليه وسلم نور مع أنه متحيز فى بشريته وفى عبوديته ، لكن الحق تعالى مطلق فى كبريائه وفى ملكوته وهو الله فى السموات وفى الأرض فى حال كونه على العرش استوى فى حال كونه قلب عبده المؤمن وبصره وسمعه سبحانه.
فلرسول الله وجهتان:وجهة إلى الحق تعالى وهو المقام الذى قال فيه تعالى " والله ورسوله أحق أن يرضوه " فأعاد الضمير عليه صلى الله عليه وسلم 0 وقال تعالى " يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا " فأعاد الضمير بصيغة الأفراد، وقال صلى الله عليه وسلم فى هذا المعنى " من رآنى فقد رأى الحق " وقال صلى الله عليه وسلم " أنا لى وقتا لا يسعنى فيه إلا ربى "
قال تعالى " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا "
فالحجاب المستور هو كونهم ما رأوا فيه إلا البشرية والعبودية إذ لو صدقوه لرأوا ما رأى الذين قال الله فيهم:
"إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله"
فهو صلى الله عليه وسلم أقرب الكون إلى الله ، بل فوق العرش الحجب السبعين ما بين كل حجاب وحجاب سبعين ألف سنة وفوق ذلك فضاء لا يعلم قدر مسافته إلا الله سبحانه وتعالى ووراء هذا كله نور سيد الكونين والثقلين الرسول الخاتم ، خاتم النبيين سيد ولد آدم أجمعين وله صلى الله عليه وسلم وجهة إلى الخلق . قال تعالى " واعلموا أن فيكم رسول الله " وقال " يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله " فقال : لتؤمنوا وجعله المرسل والمرسل إليه.
وقال صلى الله عليه وسلم " لا تدخل الشوكة فى رجل أحدكم إلا وجدت لها ألما " فهو صلى الله عليه وسلم حقيقة الكون ، كما أن الشجرة لها ورق وغصون وفروع وعروق وجذوع وزهر وثمر ، وحقيقة الكل شجرة ، فجميع دعائه صلى الله عليه وسلم بصيغة الأفراد ، المراد منه أمته ، فدعاؤه لنفسه عين دعائه لأمته.
فمن صفا قلبه من أمته صلى الله عليه وسلم وتوجه به إلى الله بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفجر من قلبه ينابيع الحكمة ، وأخذ قلبه أنوار العلم الإلهى ، فقوى بقوة قابلية الواسطة صلى الله عليه وسلم ومن كان كذلك كان هو الوراث الذى قال فيه " العلماء ورثة الأنبياء " صلى الله عليه وسلم .