عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: سيدىجلال الدين الرومي الجمعة فبراير 06, 2009 10:24 am | |
| جلال الدين الرومي الدكتور عبود عبد الله العسكري ولد جلال الدين الرومي 604هـ - 672هـ/1207م – 1273م وكان يدعى عادة ( خداوندكار ) أو مولانا ( خداوندكار ) التي تعني شيخنا ، وقد أعطاه والده ذلك الاسم وهو ما يزال صغيراً ، مستجيباً لما آنسه فيه من صلاح مبكر ، ويدعى بهذا الاسم في أرجاء ( تركيا ) وينطق بالطريقة التركية ، مولانا ويتبع عادة بـ ( الرومي ) ( نسبة إلى الأناضول ) ، ويعرف في العالم الإسلامي كله باسم ( الرومي ) وفي الأقليم الذي كان مهد حضارة فارس ، حيث ولد رجال : كالفردوس وابن سينا والغزالي ، كانت أسرة جلال الدين واحدة من الأسر الأكثر شهرة ، أما والده ، وهو أستاذ صوفي وعالم دين ، فقد كان أيضاً واعظاً بليغاً التف حوله عدد كبير من المريدين ، شهر باسم بهاء الدين ولد ، ولقب بـ ( سلطان العلماء ) ، وخشية الغزو المغولي ، غادر بلخ سريعاً مع عائلته سنة 1219م وبعد سنة من مغادرة الأسرة أتى الغزو على بلد الرومي تماماً ، توجه بهاء الدين بأسرته أولاً إلى مكة لأداء فريضة الحج ، وفي نيسابور التقوا الشاعر الصوفي الكبير ، فريد الدين العطار ، إذ قدم العطار للصغير جلال الدين كتابه ( أسرار نامه ) وتوقع ، كما تقول المصادر ، أنه سيؤجج سريعاً النار في قلوب كل العشاق الصوفيين . وقد ظل جلال الدين طوال حياته شديد الإعجاب بالعطار وكثيراً ما كان جلال الدين يردد : لقد اجتاز العطار مدن الحب السبع بينما لا أزال أنا في الزاوية من ممر ضيق ، لقد توفي بهاء الدين سنة 1231م في مدينة قونية ، وخلفه ابنه جلال الدين الذي كان عمره أربعاً وعشرين سنة فقط . بعد سنة جاء مريد قديم لوالده ، وهو برهان الدين محقق الترمذي ، ليرى شيخه القديم . وإذ وجد أن شيخه قد توفي أقام بقرب جلال الدين ، وصار أستاذه الروحي على مدى تسع سنوات ، أوفد الشاب إلى حلب للدراسة ، لأنها كانت مركزاً ثقافياً مزدهراً ، ليدرس في الحلوية ثم يمم جلال الدين شطر دمشق ، حيث أقام عدداً من السنين ، وهناك كان واحداً من أعظم الصوفية والمفكرين ، الشيخ محيي الدين بن عربي ، يمضي السنوات الأخيرة من حياته ، وكان الرومي قد لقيه قبل ذلك عندما وصل إلى دمشق طفلاً صغيراً بصحبة أبيه ، ويقال إن ابن عربي عندما رأى جلال الدين الصغير يمشي خلف بهاء الدين صرخ : سبحان الله محيط يمشي خلف بحيرة !؟ وبعد غياب دام سبع سنوات ، عاد الرومي إلى قونية واستقر في مدرسته ومن سنة 1240م إلى سنة 1244م تولى تعليم الشريعة ومبادئ الدين في هذه المدرسة كما تولى التوجيه الروحي ، وسيرته معلماً بدت مطمئنة إلى أن عرض حادث غير حياته وجعله صوفياً محترقاً بالمحبة الإلهية . وقد وصف هو نفسه ما حدث له : كنت نيئاً ، ثم أنضجت والآن أنا محترق ، والحق أن لغة النار هي التي دأب على استخدامها منذ ذلك الوقت ، الذي فارقه فيه شمس تبريز . إن العمل الرئيسي لمولانا جلال الدين الرومي هو ديوان شعري ضم نحواً من خمسة وأربعين ألف بيت ، مقسمة على ستة أجزاء ، يعرف بالمثنوي .
المصدر: تاريخ التصوف في سورية النشأة والتطور للدكتور عبود العسكري - ج1 ص 51 - 53 [center] | |
|