حكم سيدى احمد الرفاعى الكبير
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم
هذه حكم سيدى احمد الرفاعى الكبير اهديها لكم علها تذكر فى يوم تنفع الذكرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
من العبد اللاشيئ : أحيمد ، إلى الشيخ المحتشم أخينا عبد السميع الهاشمي ، كان الله لنا وله وللمسلمين ...آمين .
أي أخي : أوصيك بتقوى الله ([1])، وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ([2]) ، وأحب أن تحرص على نصيحتي هذه ، فهي نافعة لك ولأمثالك إن شاء الله ، وإياك أن تودعها غير أهلها فتظلمها !
أي عبد السميع :
1- الفقير ([3]) إذا انتصر لنفسه تعب ([4]) ، وإذا سلم الأمر إلى الله تعالى نصره من غير عشيرة ولا أهل .
2- العقل كنز الفوائد ، وكيمياء السعادة .
3- العلم شرف في الدنيا ، وعز في الآخرة ([5])
4- ما أقام مع المستعار إلا المحجوب ([6])
5- ليست النائحة الثكلى ([7]) كالنائحة المستأجرة .
6- كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس وكم أذهبت من دين ؟!.
7- لفظتان ثلمتان ([8]) في الدين : القول بالوحدة ([9]) والشطح المجاوز حد التحدث بالنغمة .
8- دفتر حال الرجل : أصحابه ([10])
9- تعب الناس وحسابهم على الرئاسة ([11]) والشهوة وفيهما الغايات!.
10- كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة ([12]).
11- غاية المعرفة بالله : الإيقان بوجوده تعالى ، بلا كيف ولا مكان([13]).
12- ثقل مرض الموت ، أول قناطر المعرفة بالله عند المحجوبين ، ولهذا قيل لنا : موتوا قبل أن تموتوا . حضرة الموت تكشف الحجب ، كما ورد : الناس نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا" ([14]).
13- كل توحيدك قبل تنزيهه تعالى شرك ([15]) ، التوحيد : وجدان في القلب يمنع عن التعطيل والتشبيه .
14- رح وتعالى ، كلك خيال ، إنزل يا مسكين عن فرس عجبك.
15- رب عثرة ، أوصلت الحفرة ، رب علم ثمرته جهل ، ورب جهل ثمرته علم .
16- كيف يصبح لك عز العلم وأنت كسوت علمك ثوب الذل؟ ([16]).
17- لا تظن أن صبغك يستر شيبك ، غيره وما ستره .
18- لو خطا الرجل من قاف إلى قاف ([17]) ، كان جلوسه أفضل ، ولو تكلم عن الذات والصفات ، كان سكوته أفضل.
19- من تطاول على الخلق ، قصر عند الخالق ، من تعالى على العباد ، سقط من عين المعبود .!
20- كل حال تحوله فيه ، وكل ظاهر به ما يخفيه .
21- من أدرع بدرع الصبر ، سلم من سهام العجلة .
22- الرجل المتمكن إذا نصب له سنان ([18]) على أعلى جبل شاهق في الأرض ، وهبت عليه رياح الليالي الثمان ([19]) ما غيرت منه شعرة واحدة .
23- الكاذب يقف مع المبدعات ، والعاقل غايته وراءها .
من كمل أنفت نفسه من كل شيء غير ربه .
24- الخلق كلهم لا يضرون ولا ينفعون ([20]) حجب نصبها لعباده ، فمن رفع تلك الحجب وصل إليه .
25- الإطمئنان بغيره تعالى خوف ، والخوف منه اطمئنان من غيره .
26- تحت كل حالة ، حال رباني ، لو عرفته لعلمت أنك تسكن به وتسعى به وأنت مسخر: " اعملوا ولا تتكلون ، فكل ميسر لما خلق له([21]).
الصوفي ([22]) : من صفا ، فلم ير لنفسه على غيره مزية .
27- كل الأغيار([23]) حجب قاطعة ، فمن تخلص منها وصل.
الوقت سيف يقطع من قطعه ([24])
28- علامة العاقل : الصبر عند المحنة ([25]) ، والتواضع عند السعة ، والأخذ بالأحوط ، وطلب الباقي سبحانه وتعالى .
29- علامة العارف : كتمان الحال ، وصحة المقال ، والتخلص من الآمال ([26]).
30- الدنيا والآخرة بين كلمتين : عقل ودين .
31- العلم ما رفعك عن رتبة الجهل ([27]) ، وأبعدك عن
منزل العزة ([28]) ، وسلك بك سبيل أولي العزم .
32- الشيخ ([29]) من إذا نصحك أفهمك، وإذا قادك دلك ، وإذا أخذك نهض بك .
33- الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة ، ويبعدك عن المحدثة والبدعة ([30]).
34- الشيخ ظاهرة الشرع ، وباطنه الشرع .
35- الطريقة : الشريعة ، لوث هذه الخرقة ([31]) كذاب ([32])
قال : الباطن غير الظاهر ! العارف يقول : الباطن باطن الظاهر ، وجوهره الخالص .
36- القرآن بحر الحكم كلها ([33]) ولكن أين الأذن الواعية ؟!.
37- رنة النجاح تسمع عند قرع باب الرضا من الله ([34]) ، أرض عن الله ، ونم مرضيا ، ولك الأمن ([35]).
38- ما شم رائحة المعرفة من افتخر : بأبيه وأمه ، وخاله وعمه ، وماله ، ورجاله ([36]) ليس عند الله على شيء من رأى نفسه !
39- لو عبد الله العابد بعباده الثقلين ، وفيه ذرة من الكبر ([37]) فهو من أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم .
40- ثلاث خصال من كن فيه لا يكون وليا إلا إذا طهره الله منهن : الحمق ، والعجب ، والبخل .
41- أكذب الناس على الله والخلق : من رأى نفسه خيرا من الخلق !.
42- كل الظلم : التعالي على الناس . الظلم حرص الرجل على المراتب الكاذبة الدنيوية ، ومنها أن يحب الارتفاع على أخيه بكلمه أو جلسة لا حق له به ، وعلى ذلك تقاس المراتب .!
43- من أخذ الناس بقوته القاهرة ([38]) ترك في قلوبهم الضغائن عليه كيف كان !.
ومن أخذ الناس بانكساره ترك في قلوبهم الاعتراف له ، عز أو هان .
44- نعم الرفيق في بلاد الله تقوى الله ([39]) ونعم المزاح الإخلاص.
45- لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال ، وفيه بقية من حروف : أنـا ([40]).
46- الشطاح يقف مع شطحه حالة الشطح ، إذا لم يسقط والكامل لا يشتغل عن خدمته.
47- الدعوى : بقية رعونة في النفس ، لا يحتملها القلب فينطق بها لسان الأحمق!.
48- التحدث بالنعمة ذكر القربية ، والتخلص من تجاوز مرتبة العبدية .
49- العارف لا ينظر إلى الدنيا ولا إلى الآخرة ([41]).
50-كل الكمال ترك الأغيار ، وطرح الاستبشار بحوادث الأكوان ، والذل بكسوة الفناء ، بين يدي الحي الذي لا يموت.
51- لا تجعل رواق ([42]) شيخك حرما ([43]) وقبره صنما وحالة دفة الكدية ([44]).
52- الرجل من يفتخر به شيخه ، لا من يفتخر بشيخه.
53- من أصم أسماعه عن أصوات الأغيار سمع نداء : { لمن الملك اليوم } ([45]) فنزل عن فرس : كذبه ، وعجبه، وأنانيته ، وحوله وقوته ، ووحدته ، وانقهر في مقام عبوديته.
54- إياك والقول بالوحدة ([46]) التي خاض بها بعض المتصوفة .
55- إياك والشطح ، فإن الحجاب بالذنوب أولى من الحجاب بالكفر : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ([47])
56- إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره ، حتى تزن أقوال هو أفعاله بميزان الشرع .
57- إياك والإنكار على الطائفة ([48]) في كل قول وفعل سلم لهم أحوالهم ، إلا إذا ردها الشرع فكن معه ([49])
58- التكلم بالحقائق قبل هجر الخلائق ([50]) من شهوات النفوس
59- من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى في نفسه ، فهو من الضلال بمكان ([51])
60- أول أبواب المعرفة : الاستئناس بالله سبحانه وتعالى ، والزهد أول قدم القاصدين إلى الله عز وجل ([52])
61- من مات محبا مات شهيدا ، ومن عاش مخلصاً عاش سعيداً ، وكلا الأمرين بتوفيق الله تعالى .
62- من سلك الطريق بنفسه ([53]) أعيد قسراًَ ، هذه الطريقة لاتورث عن الأب والجد ([54]) إنما هي طريقة العمل والجد ، والوقوف عند الحد ([55]) وذر الدموع على الخد ، والأدب مع الله تعالى .
63- ظن بعض الجهلة أن هذه الطريقة تنال بالقيل والقال ، والدرهم والمال ، وظواهر الأعمال ! لا والله ، إنما نيلها بالصدق والانكسار ، والذل والافتقار وإتباع سنة النبي المختار ، وهجر الأغيار.
64- من اعتز بذي العزة عز ([56]) ومن اعتز بغيره وقف معه بلا عز ! .
65- كتاب الله آية جامعة اندرجت فيها الآيات الربانيات ([57])
66- من أنعم الله عليه بفهم بواطن كتابه ، والتزام ظاهر الشرع ، فقد جمع بين الغنيمتين ، ومن أخذ برأيه ضل ، وانقطع عن الباطن والظاهر.
67- ذكر الله جنة ([58]) من كل نازلة سماوية ، وحادثة أرضية ، أجل ، إن الذاكر جليس الحق ([59]) ، فعليه أن يتأدب مع المذكور ، لكيلا يقطع عن المجالسة ، التي هي بركة القبول والطهارة عن الغفلة .
68- كل لسان يتلكم مترجما عن حضرة القلب: يظهر بضاعتها ، ويفتح خزانتها ، فمن طهرت حضرة قلبه ([60]) : طاب لسانه ، وعذب بيانه ، فإن اعتبر بالفتح السيال على لسانه ، واعتنى بتطهير حضرة القلب : ازداد عرفانه وبرهانه ، ومن اكتفى بحظ اللسان بقى مع الأقوال ، قصير الباع عن تناول ثمرات الأفعال!
69- روح جسم المعرفة الانتباه الدائم ([61]) والسر السليم والقلب الرحيم ، والقدم الثابت.
70- من الحكمة : أن تودع المعروف أهله ، ومن الصدق : أن لا تمنعه أهله ، وثمرة الصنيعين من الله تعالى .
71- إذا أودعت معروفا فلا تكفره ([62]) فإنه ثقيل عند الله .
72- ما أفلح من دس ([63]) ، ولا عز من ظلم ([64]) ، ولا يتم حال لباغ ([65]) ولا يخذل عبد رضي بالله وكيلاً ونصيراً ([66])
73- مشكك ([67]) لا يفلح ، ودساس لا يصل ، وبخيل لا يسود ([68]) وحسود ([69]) لا ينصر ، وكلب الدنيا لا يستولى على لحم جيفتها ([70]) والله محول الأحوال.
74- غارة الله تقصم وتقهر ، وتدمر وتفعل ، وتقلب حال مملكة كسروية لكسر قلب عبد مؤمن انتصر بالله .
75- كل الناس يرون أنفسهم فيغان ([71]) على قلوبهم ، فالمحمدي يستغفر ويدفع الحجاب ([72]) والمحجوب يزداد طمسا على طمس ، والمعصوم من عصمه الله .
76- لا دواء للحمق ([73]) ولا دافع للحق ([74]) ولا صحبة للمغرور([75]) ، ولا عهد للغادر ([76]) ولا نور للغافل ، ولا إيمان لمن لا عهد له ([77])
77- كتب الله على كل نفس زكية أن تعذب في الدنيا بأيدي الأشرار ، وألسنة الفجار.
وكتب على كل نفس خبيثة أن تسيء للمحسن ، وتمكر بالمجمل.
والعون الإلهي محيط بالعبد المخلص المنكسر: { وما للظالمين من أنصار } ([78])
78- علامة العدو : أن يرغب بما في يدك، وأن يرغب عنك إذا قل مالك ، وان يستل سيف لسانه بمغيبتك ، وأن يكره أن تمدح! فدعه لله ، فهو عثور على رأسه ، كالنار تأكل حطبها : { وكفى بالله نصيراً } ([79])وعلامة الصديق : أن يحبك لله فالصق به ، فإن أهل المحبة لله قليل ([80])
79- أول كلام بعض الفقراء ، وكأنك تدرأ الحدود بالشبهات ، لو كنت في زمن الحلاج ([81]) لأفتيت مع من أفتى بقتله ، إذا صح الخبر، ولأخذت بالتأويل الذي يدرأ عنه الحد ، ولقنعت منه بالتوبة والرجوع إلى الله ، فإن باب الرحمن لا يغلق([82]).
80- وهب الله عبادا من عباده رتبا رفيعة أطلع عليها أهل الوهب ، فمن أدرك سر الله في طي هذه المواهب : تواضع للخلق جميعا ، فإن الخواتيم مجهولة ، وساحة الكرم ، وسيعة ، ولا قيد في حضرة الوهب،{ يفعل الله ما يشاء } ([83]) { يختص برحمته من يشاء } ([84]).