مقدمــــة
بسـم الله الرحمن الرحـــــيم
الحمد لله الذي أنعم على أوليائه بنعيم مناجاته، وكاشفهم بسنا أنوار حضرة ذاته،
وأغدق عليهم من كنوز كرمه وجوده هاطل فضله وأسرار آياته ...
والصلاة والسلام على سيدنا محمد مجتبي القلوب ومناولها من طهوره صافي المشروب،
وآله وصحبه وكل من تمسك بهديه إلى يوم الدين آمين ..... وبعد
أمرنا الله عزَّ وجلَّ أن نستلهم العبرة، ونستمد القدوة من سير الأنبياء والمرسلين،
ومن مشى على هديهم من الصحابة والتابعين والعلماء العاملين والاولياء والصالحين
وذلك في قوله سبحانه ( 111يوسف)
(لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب)
وقد اتخذنا هذا المنهج القرآني دستوراً لنا عند حديثنا عن هؤلاء القوم،
الذين ذكر الله أنه أنعم عليهم في قوله ( 69 النساء) :
(فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)
والعبرة التي نأخذها من حياة الصالحين رضى الله عنهم أجمعين -
ومن أعلاهم شأناً وأرفعهم مقاماً سيدي أحمد البدوي رضى الله عنه-
هى جهادهم لأنفسهم حتى تستقيم على الكمالات المحمدية والأخلاق القرآنية،
وفطمها عن الحظوظ النفسية والشهوات الدنية، والأهواء المردية .....
ولهذا .... فقد ركزنا في حديثنا هنا عن سيدي أحمد البدوي رضى الله عنه
على إعداده لنفسه قبل الجهاد في ذات الله :
- وذلك بحفظ القرآن الكريم وتجويده.
- واتقانه لقراءاته السبع.
- والإحاطة بعلم الفقه.
- ثم بدء الإستعداد للجهاد بالزهد في متع الدنيا وشهواتها.
- وأخيراً دخل خلوته ليروِّض نفسه على الصفاء والنقاء ومداومة ذكر الله
والتفكر في آلاء الله ، وقطع الليل كله بين قيام ودعاء وتلاوة لكتاب الله.
- حتى جاءه الفتح، وكلَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم مناماًً بالدعوة إلى الله قائلاً له:
" ياأحمد ، إذهب إلى طنطدا وستربى بها رجالاً ".
- ومن ثمًّ سلطنا الضوء بعد ذلك على هذه الغاية النبيلة ألا وهى:
( تربية الرجال على منهج كتاب الله وسنة رسوله)
إقتداءاً بفعله عليه الصلاة والسلام مع صحبه الكرام؛
فقام بذلك رضى الله عنه خير قيام، فكان من المعنيين بقول الله سبحانه وتعالى (23 الأحزاب):
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)
وبذلك جاء محور دراستنا المنهجية فى هذا الكتاب مبنيا على :
1- منهج سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فى تصفيَّة نفسه وتكميلها.
2- ومنهجه رضى الله عنه فى تربية الرجال .
3- كما أغفلنا كثيراً مما ركَّز عليه السابقون من الكرامات الحسِّـيَّة
والآيات التى ربما لا تكون مناسبة لهذا المجال.
4- وإجمالاًً .. فقد توخَّينا في حديثنا السهولة في العرض،
والسلاسة في الألفاظ وصغر حجم الكتاب ... تيسيراً للقارئ؛
لعلمنا بمدى حاجة شبابنا اليوم إلى هذه النماذج الطيبة للإقتداء بهديها-
وفى صورة مركَّزة وسريعة.
وبذلك أيها الأخ الكريم والأخت الكريمة أتت هذه الدراسة فريدة فى بابها،
كبيرة فى نفعها إن شاء الله، وعلى الله قصد السبيل ومنه العون وبه التوفيق.
أسأله سبحانه أن يصلح بفضله أحوالنا،
ورضي الله تبارك وتعالى عن سيدى أحمد البدوى وأرضاه،
وجزاه عن جهاده في الله خير الجزاء .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الجميزة - غربية
صباح السبت غرة محرم 1428 هـ
الموافق للعشرين من يناير 2007 م
فوزى محمد أبوزيد
*****************
يتبع إن شاء الله
********************************
** من كتاب: (المربى الربانى السيد أحمد البدوى)
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله
جمهورية مصر العربية