المدد العلوى فى سيرة السيد أحمد البدوى رضى الله عنه . الجزء3
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: المدد العلوى فى سيرة السيد أحمد البدوى رضى الله عنه . الجزء3 الأحد يوليو 12, 2009 6:54 pm
حالـــه بطنطا
جاء إلى طنطا بحال عادية متزيياً بأزياء الأمة العربية ونزل على بعض أهلها و لازم الإقامة فوق السطح بها منصرفاً إلى ربه والاتصال بقربه شاخصاً ببصره إلى السماء سابحاً بروحه فى العالم الأعلى متخلياً عن هذا الكون و ما فيه .
وله كراماتٌ أضاءت بهجـةمنها يَكِلُّ الفكر فـى كلماتـه أنَّى تحيط بها مقالـة مـادحلو صاغ زهر الأفق فى أبياته و هو الذى صام النهار عبادةكمثال ما أحيى الدجى بصلاته و له مع الرحمن حال صادقحسبت به الأيام فى حالاتـه
لم يلبث أن نم عليه حاله كما ينم النور على البدور أو شذا النشر على جيد العطر فهرع إليه الناس من كل جانب وذهب ذكره فى المشارق والمغارب زكثر أتباعه ومريدوه و هدى الله كثيراً من عباده الحضرة الربانية والمقامات القدسية .
وقد رفع الإله لـه مقامـاًبه خفض الزمان له جِناحا أطل ما شئت فيه ثنا وقولاًولا تخش الملامَ فلا جُناحا
قام عليه الرضوان بالتربية الروحية وتطهير النفوس من شوائب نقصها المزرية ورفعها من حضيض الحيوانية إلى أوج الصفات الملكية وأوصل الكثيرين إلى الكمال الإنسانى إلى حضرة الإله العلى .
من بحره أهل الصفا شربوا وكــلُّ الأوليـاء بفضلـه تتـزود قطب الوجود أبو الوفود ومن لهتلك الكرامات التـى لا تجحـد
كان يأتيه الرجل البسيط القروى فلا ينقلب إلى أهله إلا وقد امتلأ بالحب الربانى والكمال النفسانى والسمو العلوى كما كان جــده سيد الأنام عليه الصلاة والسلام حيث كان العربى الأمى يجلس بين يدى النبى فلا ينصرف من مجلسه فلا وهو من أفقه و أحسن الناس معرفة وحالاً و أشدهم بالملأ الأعلى اتصالاً وإن قلما سمعه أو تلقاه فى مجلسه هذا من رسول الله وعلى هذا كان الســـــيد البدوى فلا يعلم أحد إلا الله قدر من انتفعوا على يديه من هذه الوجهة مباشرة أم بالواسطة.
لهذا صار للأقطاب قطباسموا بشذا محامده افتتاحا فلو أن السها سامته قدرالخلنا جِدَّ غايتـه مزاحـا
كان كثير الصيام ، قليل الكلم إلا فى نفع الأنام ، وكان صحوه ويقظته أكثر ما يكون من غـيـبـته ، وكان له إمـــامان به فى كل الأوقـــات يصليان ، وكان يقوم الليل ولا يفتر عن متابعة قراءة القرآن .
أوتى الفضل مثل ما أوتى الحكمة فى نطقه وحسن الخطـاب منهل لا تزال ظمـأى الأمانـىمن جداه تروى بخير شـراب
كان جم العلم غزير المادة عالى الكعب واسع الاطلاع بحراً لا قرار له اعترض عليه عدد من العلماء فأدهــشهم بكشفه و اطلاعه واختبره جماعة من الأجلاء فأذهلهم بعلمه وقوة إقناعه . تحداه ابن دقيق العيد الشهير فذل بين يدى السيد وخضع وذهب لامتحانه الشيخ عبد العزيز الدرينى الكبير والعلامة الجليل القدير فبفضله اقتنع و إلى التسليم و الانقياد أسرع وفى رحاب السيد قبع وقال مفتخراً بهذا فأبدع :
يقولون يا عبد العزيـز بـن أحمـدبمن فى طريق القوم ما عشت تقتدى فقلت بأستـاذى و شيـخ مشايخـىوشيخ طريقـى و الحقيقـة أحمـدِ
و تنقصه وخاض فى حقه الشيخ ابن اللبان فكان ما كان من سلبه الإيمان ولولا الاستغاثة بمولانا السيد ياقوت العرشى وتوسله بكل ولى واستتابته و أخذ التعهد بعدم العودة عليه لما رد الإيمان عليه .
هو البحر ذو الإمداد والفيض والندىعظيم الجدا مبـداه عيـن الشريعـةِ هو الجوهر المكنون فى معدن الرضابأسـراره جلـت شمـوس الحقيقـةِ
ما سمع أحاديثه أَحَدٌ ، و لو كان كأُحُدٍ إلا جُذِبَ قلبه و أُسِر لبه ، نجتزئ من بلاغته وحسن براعته و فصاحته ما بصلاته الجليلة المشهورة وصيغته المتداولة المأثورة والتى يصف فيها حضرة النبى ويصلى عليه بها فيقول :
كلم كأن الشهد من ألفاظهـاجار و أن الطيب منها سائر وكان أنفاس المسيح نسيمهاإذ من شذاه لكل ميت ناشر
ومن نزوله وتبسطه فى أقواله واضحة جليه منها قوله :- " طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة السنية ، وعلى الصدق والصفاءوحسن الوفاء والولاء ، والإخلاص لله ذى الآلاء ، و بذل الندى وحمل الأذى ، وحفظ العهود والوفاء بالوعود "
حكم تنجلى بآيـات فضـلتتسامى بخير نصـح متيـن هكذا هكـذا الرشـاد و إلافالمعالى بغير حصن حصين
ومن وصاياه لخليفته المتفانى فى خدمته ، صاحب الحال والمقال السيد عبد المتعال:- " يا عبد العال إياك إياك وحب دنياك ، فإن حب الدنيا الرجل يفسد صالح العمل كما يفسد الخلُّ العسل . " " يا عبد العال ؛ يقول الله تعالى فى كتابه المكنون " إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا والَّذِينَ هُم مُّـحْسِنُونَ" فعليك بكثرة الأذكار واعلم أن ركعة بالليل أفضل من ألف ركعة بالنهار . يا عبد العال أشفق على اليتيم واكسُ العريان و أطعم الجيعان و أكرم الغريب والضيفان."
وكل إرشاده كالماء يطفـئ مـابالقلب أورت زناد الغى من شرر
قام عليه الرضوان جاهداً فى تربية مريديه عاملاً على تطهير و رفعة شأن تابعيه مركزاً و محطاً للأقطاب و الأبدال محاطاً بالكثيرين من فطاحل و عظماء الرجال وقد عُزِىَ إليه أنه تكلم بهذا وقال :
أنـا بحـر بـلا قـرار وبـرٍّشرب العارفون من بعض مائى وإذا بان فـى الولايـة غَـوْثٌفهو من تحت قبضتى و ولائى
علا فى الخافقين قدره وشهر بعظيم الكرامات ذكره وكل خواطره و أقواله مؤيدة بالبراهين القاطعة و الأدلة القوية الناصعة ولم يــــزل …
ناشراً أعلام علم فـى الـورىطيهـا سـر علـوم أقدسـيـه قـائـمــاً لله لا تــأخــذهلومـة لله مــن ذى أحمقـيـه شمس حق فى سما التحقيق تلمــع إشراقـاً بنـور الألمعـيـه
إن أول مواسمه ما يرى من عظمة الاحتفال بمولده وأصل هذا المولد أن السادة الصوفية جاءوا إلى طنطا عقب وفاة السيد للتعزية ومواساة خليفته ومن معه من مريديه وجماعته و شيعته ولما أخذوا فى انصرافهم خرج السيد عبد العال خليفته ومن معه إلى خارج البلدة لتوديعهم فوعدوه برجوعهم إليه فى كل عام للتمتع بالزيارة والتعبد أياماً بجوار الضريح والمقام ومن تلك السنة صارت عادة الموالد المستحسنة
و قد سعت أولياء الله فى مـلأمن الرجال ذوى الأنفاس والهمم كم من تقىٍّ وكم قطب آتاه وكـممن عارف جاءه يسعى على قدم كيما يفوز بأسـرار يسـر بهـامن فيض إفضاله مع وافر النعم
تضاعف عدد قاصديه كل عام و كثر وذاع أمر هذا المولد بعد ذلك واشتهر واهتم بميعاده من تتابع من رجال الصوفية فى إحيائ ة الاحتفال من انتسب إلى طريق السيد المعروفة بالأحمدية و انضم إلى ذلك الكثيرين من أعيان الأمة المصرية واشتركت إلى عهد قريب فيه الهيئات الحكومية .
به تجمع الأضداد جمـع أحِبَّـةٍو رابطة حتى يكـون التفـرقُ و أعجب شئ أن من كان عاصياًبمولده يرجـو التُقَـى ويُوفـقُ
ومن المواسم الشهيرة للسيد البدوى مولد النفحات والكرامات المعروف بالمولد الرجبى وأصله أن الشيخ رجب الرجباوى المحلاوى أحد رجال و أتباع الطريق الأحمدى حضر إلى طنطا فى شتاء سنة 1232 و أقام بالمسجد أسبوعا بمن معه من أتباع و مريدين ثم رأى أن يُغَــيِّر و يجدد تلك العمامة التى فوق تابوت قبر السيد وجعل ذلك عادة سنوية وبهذا تضاعف العدد بتوالى الأعوام وسمى ذلك بالرجبية .وفى هذا الموسم و المولد العظيم تتوالى الرحمات وتجاب الدعوات وتكثر البركات لقصره على العبادات وبذل الصدقات واغتنام النفحات .
له انقادت الزوار من كل وجهةومنه جميع الناس ترجو نوالها لنا قد بدت فيه خـوارق عـادةفمن تلك عجزى أن أعد كمالها
لذلك أقف ...... و بعجزى وقصورى وتقصيرى أعترف ؛ قائلاً حسبى ... نعم .. حسبى .... حسبى
حسبى فلست أفى ببعض صفاتهلو أن لى عدد الورى أفواهـا
كم من لائم لامنى على ما يكون فى موالد السيد منى وكم من معترض على شدة حبى و معتقدى و وقوفى بباب شيخى وسيدى و سندى . أيها المعترض و اللائم :-
لا تلمنى على الوقـوف ببـابتتمنى الأمـلاك فيـه وقوفـى فهو باب مجرب ذو خـواصكـان منهـا إغاثـة الملهـوف من يروم الفتـوح ممـا سـواهطرقت بابـه أكـف الحتـوف أنـا منـه حيّـاً وميتـاً بـدنـياى و أخراى لست بالمصروف فليلمنى من شـاء إنـى مـوالرافـل مـن ولائـه بشفـوف فهو شيخى وقدوتـى ومـلاذىو أنا الخادم الضعيف المنوفـى
فاللهم إياك أسأل وبخير و أفضل أنبيائك إليك أتوسل أن تنفعنا بسره و سيرته وتوفقنا لدوام التمسك بمحبته و أن تعفو عن زلاتنا و تتجاوز عن هفواتنا و أن تنظر بعين عنايتك إلينا و آلنا و إخواننا ومحبينا ومن تبعنا .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
محمدالامام
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 03/10/2009
موضوع: رد: المدد العلوى فى سيرة السيد أحمد البدوى رضى الله عنه . الجزء3 السبت أكتوبر 10, 2009 2:57 am
المدد العلوى فى سيرة السيد أحمد البدوى رضى الله عنه . الجزء3