عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: السيدة رابعة العدوية: المتواضعة الزاهدة: الإثنين مارس 22, 2010 3:56 pm | |
| السيدة رابعة العدوية: المتواضعة الزاهدة:لقد بلغت "رابعة" من التواضع والزهد درجة لا يبلغها إلا الصالحون، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في التطلع إلى ما عند الله من الكرامة والنعيم في جنة الخلد المقيم، فكانت تصوم معظم الأيام وأصبحت تبعث في القلوب الهمة العالية والنشاط، وهل بعد ذلك من مكانة وتأثير بالقدوة والعمل الصالح. ومن سمات "رابعة العدوية" أنه لم يصبها الغرور بعبادتها وأنها من أفضل الخلق رتبة عندالله لأن هذا من تلبيس إبليس ولا ينخدع به إلا مطموس البصيرة. فقد تجملت بالتواضع الشديد، وكانت في عين نفسها أقل العباد وهذا سمت الصالحين الذين يحاسبون أنفسهم على الصغيرة والهفوة وكانت "رابعة" رائعة الجمال فاتنة ورغم ذلك لم تتزوج ليس إعراضًا ولكن لانشغالها بحلاوة العبادة والقرب من الله، ومخافة أن تقصر في حق زوجها. ومن تواضعها أن جاءها رجل يومًا يطلب منها الدعاء فقالت: من أنا يرحمك الله؟ أطع ربك وادعه فإنه يجيب دعوة المضطر، وكانت تبكي في سجودها حتى يبتل موضع رأسها، ودنياها وما فيها أهون عليها من جناح بعوضة؛ فحينما عرض عليها الزواج من صاحب غنى وجاه واسع يتفاخر به بنات جنسها فكتبت له: "أما بعد فإن الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن، وإن الرغبة فيها تورث الهم والحزن.. فما يسرني أن الله خولني أضعاف ما خولك فيشغلني بك عنه طرفة عين والسلام". فالمال عندها ليس مدعاة للفرح بل يستوي عندها والتراب وهي بزهدها ترد عباد الدنيا إلى صوابهم حتى يكون مقياس الفلاح والنجاح هو الإيمان، ونفهم من هذا ألا تكون الرغبة في الزواج ناشئة عن الشهوة وحب المال والزينة ولكن أن يكون الزواج عونًا على طاعة الله. وكانت "رابعة" تحظى بحب من حولها، ذكر "ابن خلكان" عن بعض من أحبوها قوله: كنت أدعو "لرابعة العدوية"، فرأيتها في المنام تقول: هداياك تأتينا على أطباق من نور مخمرة بمناديل من نور، وكثير ما رأت في منامها ما يبشرها بالخير، روي أنها ناجت ربها فقالت: "يا إلهي تحرق بالنار قلبًا يحبك؟ فهتف بها هاتف: ما كنا نفعل هذا، فلا تظني بنا ظن السوء". وما أكثر زهد "رابعة" في حب الثناء والمديح من الناس مخافة مداخل الشيطان والرياء والسمعة والتصنع للخلق، وقليل من العباد من يفطن لهذا أو قد تصبح أعمالهم هباءً منثورًا، فهل من زهد أو تواضع يتعلمه أهل الإيمان والصلاح والدعاة إلى الله مثل هذا؟. | |
|