حسين خالد قابيل
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 28/11/2010
| موضوع: رد: أنواع ذكر الله تعالى الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 11:54 am | |
| | |
|
عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: أنواع ذكر الله تعالى الأحد ديسمبر 27, 2009 7:55 pm | |
| أنواع ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى ليس على نوع واحد بل هو على أنواع هي:
ذكر اللسان.
ذكر القلب.
ذكر السِر
وذكر سِرُ السِر.
فأما ذكر اللسان فهو بلفظ صريح وواضح هو لفظ الله أو أي اسم آخر من أسماء الله الحسنى ولا خلاف في هذا الأمر عند الصوفية وعند غيرهم من العلماء.
ودوام ذكر اللسان مع حضور القلب يفتح قلب الذاكر وينتقل به إلى ذكر القلب (من داوم قرع باب أوشك أن يفتح له). فيقول قلبه عندها (الله) بلفظ يعيه قلبه ووجدانه وسمعه ربه. وتظهر على لسانه آهات قد يفهمها وقد لا يفهمها السامع لعدم إلتفات الذاكر إلى لسانه أصلاً. فهو مستغرق في المذكور وهو الله تبارك وتعالى ولو لم يسعفه لسانه إلى وضوح الذكر لأن همه صلة قلبه بالله وليس صلة لسانه بمن يسمعه من الحاضرين من البشر.
وهنا إشكالية الخلاف بين بعض علماء الشريعة الذين يقفون على الرسوم وبين علماء التصوف. ولو تذوق قلب هذا العالم الذي ينكر ما يصدر على لسان الذاكر لما أنكر عليه هذا النوع من الذكر.
وحتى هذا النوع من الذكر وهو ذكر القلب ليس نهاية المطاف، فبعد أن يداوم المرء على ذكر القلب يدخل في باب ذكر السر وهو أن يصبح سره دائم الذكر لله تعالى. فسره يذكر الله تعالى في كل وقت وحين ، فإن غفل سره عن هذا الذكر يبادر إلى الإستغفار كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) وهذا هو الغين في مصطلح القوم ولا يصل إلى هذا الذكر إلا قلة من البشر. وطبعاً هذا النوع من الذكر ليس محل إشكالية بين العلماء لأنهم لا يستطيعوا أن ينكروه لعدم وجود دلالة لسانية أو لفظية عليه.
أما ذكر سر السر فلا طاقة لنا بفهم أسراره فكيف يفهم من ليس لديه سِرٌ ذكر سر السر؟
قال سيدنا عبد الرحمن الشريف رحمه الله في حزب الهمزة:
وبسر سر السر من أخفيته نلني اطلاعاً كاشفاً لعمائي
أما الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة من الذكر فهو أن ذكر اللسان يحتاج إلى مجاهدة ونصب في البداية لصرف عوالق الذهن بمشاغل الدنيا حتى يصفى القلب للمذكور لكنه في النهاية يصل إلى حضور القلب.
أما ذكر القلب فهو حالة ذوقية وجدانية تحتاج في البداية إلى تحريك الروح وتخليصها من تعلقاتها بالجسد فتظهر على بعض الذاكرين علامات الرعشة والقشعريرة وأحياناً رفع الصوت لكنه في النهاية يجب أن تظهر علامات السكينة والهدوء التام وهو السكون بمصطلح القوم. وأحياناً الغيبة والفناء.
أما ذكر السر فهو الذكر على كل حال من دون أن يشعر به أحد فيكون بين الناس ويخالطهم ومع ذلك فسره دائم الذكر لله تعالى وهو ما يعبر عنه بالصحو عند القوم ومظهره الهيبة وشدة الوقار.
وأغلب الذاكرين في زماننا يقفون عند مرحلة من مراحل الذكر ويتوقعون أنها نهاية الطريق. فترى بعض الذاكرين يذكر بلسانه طوال عمره. ؤيبقى يطرق على عضلة قلبه دون محاولة إلى حضوره فتراه ذاكراٌ ويقع المعاصي بل ويصر عليها. وهذا سببه أنه فهم من الذكر الكثير هو ذكر اللسان فقط.
وآخرون ظنوا أن الذكر الحقيقي هو ذكر القلب فتراهم يبحثون عن حلق الذكر وخاصة الذكر قياماً (على الواقف) وتراهم يتمايلون صباح مساء ويرتعشون وينتفضون ويصيحون. ثم يعودون إلى حياتهم العادية دون أي تغير ملحوظ على سلوكهم. وهذا النوع من الذكر يحرك وجدان الذاكر ويشعره بقربه من الله تعالى. فيتوقع أن هذا هو المقصود من الذكر وهو نهاية المطاف. والحقيقة أنه لو لم يفرغوا كل مشاعرهم على جوارحهم وقاموا بكبت هذه القشعريرة والإنفعال في قلبهم لتفجر سرهم بما هو أفضل بكثير من إرساله إلى جوارحهم. فكما أن اللسان مطرقة للقلب فإن ذكر القلب مطرقة للسِر. ولا يفتح السر إلى بدوام ذكر القلب ولكن بسكينة وضبط نفس. وهنا ننتقل إلى مرحلة ذكر السر وهو أن يبقى سر العبد ذاكراً ولو خالط الناس وعمل في الدنيا.
والفرق بين القلب والسر أن الله لم يجعل للإنسان قلبين في جوفه فإن انشغل قلبه في الدنيا غفل عن ذكر الله وإن انشغل بذكر الله غفل عما سواه. أما السر فيمكن أن يكون سر العبد ذاكراً وقلبه مشغولاً في عمل من أعمال الدنيا. مثلها مثل كل إنسان يتنفس في الدقيقة عشرات المرات دون أن يتنبه لتنفسه إلا نادراً. وهكذا يكون دور السِر كدور كاميرات المراقبة فإن كاد أن يزل العبد تنبه سره الذاكر وأرسل إشارة إلى قلبه فيعود إلى رشده ولا يقع في المعصية ولهذا فإنه يستغفر الله تعالى عن غفلة سره عن الذكر لا عن الوقوع في المعصية. أما ذاكر القلب فإنه إن غفل قلبه عن ذكر الله زل ووقع في المعصية ثم تاب واستغفر على ذنبه. والله ورسوله أعلم.
اللهم إجعل ألسنتنا رطبة بذكرك وقلوبنا منعمة بقربك وسرنا دائماً بمعيتك اللهم آمين.
__________________ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله | |
|