عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: الصلاة الشافعية على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الإثنين ديسمبر 14, 2009 10:58 pm | |
| الصلاة الشافعية على النبي خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم
نص الصلاة، كما هي في كتاب الرسالة: قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه (الرسالة) رقم (39): "فصلَّى الله على نبيِّنا كلَّما ذكره الذاكرون، وغَفَل عن ذكره الغافلون. وصلى الله عليه في الأوَّلين والآخرين. أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلَّى على أحدٍ من خلقه. وزكَّانا وإياكم بالصلاة عليه، أفضلَ ما زكَّى أحدًا من أمته بصلاته عليه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلاً عن من أخرجت للناس دائنين بدينه الذي ارتضى واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه فلم تمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت نلنا بها حظا في دين أو دفع بها عنا مكروه فيهما وفي واحد منهما إلا ومحمد صلى الله عليه سببها القائد إلى خيرها والهادي إلى رشدها الذائد عن الهلكة وموارد السوء في خلاف الرشد المنبه للأسباب التي تورد الهلكة القائم بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد".
- حول الصلاة الشافعية: - هذه الصلاة المباركة ذكرها الإمام الشافعي رضي الله عنه في كتابه الرسالة، وقد ذكروا أن أول من صلى بها هو الإمام الشافعي رضي الله عنه، ثم تبعه كثير من العلماء الشافعية وغيرهم على ذلك يتبركون بذكرها في مصنفاتهم، منهم الإمام البيهقي فقد ذكرها في الدلائل وفي السنن الكبرى وفي غير ذلك من مؤلفاته.. ومنهم الإمام النووي، والإمام السيوطي، وغيرهم.. - وقد اعتاد العلماء والصوفية أن يستفتحوا أو يختتموا بها مجالس الدرس والذكر، والمجالس ذات الأهمية. قال شيخنا رحمه الله تعالى في كتابه (فقه الصلوات والمدائح النبوية) ص 12: وبلغنا من كبارشيوخنا أن لجان امتحان (الشهادة العالمية القديمة) كانت إذا قررت نجاح الطالب ختمت جلستها بهذه الصلاة، تتلوها اللجنة جماعة بصوت واحد رتيب حبيب، ثم يعقبون على الصلاة بقراءة سورة العصر، والتسبيح الوارد في ختام المجالس، فيعلم المنتظرون في خارج قاعة الامتحان أن الطالب قد كتب الله له النجاح. - قلت: وقد قال ابن الصلاح في علوم الحديث:وليفتتح مجلسه وليختتمه بذكر ودعاء يليق بالحال. ومن أبلغ ما يفتتحه به أن يقول: الحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على كل حال. والصلاة والسلام الأتمان على سيد المرسلين، كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن ذكره الغافلون. اللهم صل عليه وعلى آله وسائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين نهاية ما ينبغي أن يسأله السائلون. و بعد ذلك قال شيخنا رحمه الله تعالى:فتصور أنت مدى معلومات الله ومداد كلماته {وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ }، ثم تصور كل ذلك مكررا كلما ذكر الله ورسوله أو لم يذكر الله ورسوله . هذا منتهى الحب. انتهى . - وقد ذكر بعض السادة العلماء الشافعية أنها أفضل الصيغ في الصلاة، ورجح الإمام النووي رحمه الله تعالى أن الوارد أفضل.. قال الحافظ في الفتح:وَاسْتُدِلَّ بِتَعْلِيمِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ الْكَيْفِيَّة بَعْد سُؤَالهمْ عَنْهَا بِأَنَّهَا أَفْضَل كَيْفِيَّات الصَّلَاة عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْتَار لِنَفْسِهِ إِلَّا الْأَشْرَف الْأَفْضَل. وَيَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ لَوْ حَلَفَ أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ أَفْضَل الصَّلَاة فَطَرِيق الْبِرّ أَنْ يَأْتِي بِذَلِكَ . هَكَذَا صَوَّبَهُ النَّوَوِيّ فِي " الرَّوْضَة " بَعْد ذِكْر حِكَايَة الرَّافِعِيّ عَنْ إِبْرَاهِيم الْمَرْوَزِيِّ أَنَّهُ قَالَ : يَبَرّ إِذَا قَالَ : كُلَّمَا ذسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرَهُ الذَّاكِرُونَ ، وَكُلَّمَا سَهَا عَنْ ذِكْره الْغَافِلُونَ . قَالَ النَّوَوِيّ: وَكَأَنَّهُ أَخَذَ ذَلِكَ مِنْ كَوْن الشَّافِعِيّ ذسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرَ هَذِهِ الْكَيْفِيَّة . قُلْت: وَهِيَ فِي خُطْبَة الرِّسَالَة ، لَكِنْ بِلَفْظِ غَفَلَ بَدَل سَهَا . وَقَالَ الْأَذْرَعِيّ: إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور كَثِير النَّقْل مِنْ تَعْلِيقَة الْقَاضِي حُسَيْن ، وَمَعَ ذَلِكَ فَالْقَاضِي قَالَ : فِي طَرِيق الْبِرّ يَقُول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد كَمَا هُوَ أَهْله وَمُسْتَحَقّه ، وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمذَا نَقَلَهُ الْبَغَوِيُّ فِي تَعْلِيقه . قُلْت: وَلَوْ جَمَعَ بَيْنهَا فَقَالَ مَا فِي الْحَدِيث وَأَضَافَ إِلَيْهِ أَثَر الشَّافِعِيّ وَمَا قَالَهُ الْقَاضِي لَكَانَ أَشْمَل، وَيَحْتَمِل أَنْ يُقَال: يَعْمِد إِلَى جَمِيع مَا اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ الرِّوَايَات الثَّابِتَة فَيَسْتَعْمِل مِنْهَا ذِكْرًا يَحْصُل بِهِ الْبِرّ ، وَذسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرَ شَيْخنَا مَجْد الدِّين الشِّيرَازِيّ فِي جُزْء لَهُ فِي فَضْل الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَعْض الْعُلَمَاء أَنَّهُ قَالَ: أَفْضَل الْكَيْفِيَّات أَنْ يَقُول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولك النَّبِيّ الْأُمِّيّ وَعَلَى آله وَأَزْوَاجه وَذُرِّيَّته وَسَلِّمْ عَدَد خَلْقك وَرِضَا نَفْسك وَزِنَة عَرْشك وَمِدَاد كَلِمَاتك . وَعَنْ آخَر نَحْوه لَكِنْ قَالَ: عَدَد الشَّفْع وَالْوِتْر وَعَدَد كَلِمَاتك التَّامَّة . وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلهَا . وَاَلَّذِي يُرْشِد إِلَيْهِ الدَّلِيل أَنَّ الْبِرّ يَحْصُل بِمَا فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَال بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى إِذَا صَلَّى عَلَيْنَا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد النَّبِيّ وَأَزْوَاجه أُمَّهَات الْمُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّته وَأَهْل بَيْته كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم " الْحَدِيث، وَاَللَّه أَعْلَم . - قال شيخ الإسلام أبو يحيى زكريا الأنصاري في أسنى المطالب في شرح روض الطالب: ( وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا) يُقَالُ ( فِي التَّشَهُّدِ ) فِي الصَّلَاةِ، فَلَوْ حَلَفَ لَيُصَلِّيَن عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى إبْرَاهِيمَ إلَخْ، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْك ؟ فَقَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ... إلَخْ. وَهَذَا مَا قَالَ فِي الرَّوْضَةِ إنَّهُ الصَّوَابُ، وَنَقَلَ الرَّافِعِيُّ عَنْ الْمَرُّوذِيِّ أَنَّ أَفْضَلَهَا أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كُلَّمَا ذسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرَهُ الذَّاكِرُونَ، وَكُلَّمَا سَهَا عَنْهُ الْغَافِلُونَ. قَالَ النَّوَوِيُّ: وَقَدْ يُسْتَأْنَسُ لَهُ بِأَنَّ الشَّافِعِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَسْتَعْمِلُ هَذِهِ الْعِبَارَةَ، وَلَعَلَّهُ أَوَّلُ مَنْ اسْتَعْمَلَهَا. وَاعْتَرَضَ الْقَمُولِيُّ مَا صَوَّبَهُ النَّوَوِيُّ بِأَنَّ فِي ذَاكَ مِنْ الْمُبَالَغَةِ مَا لَيْسَ فِي هَذَا، فَإِنَّ هَذَا يَقْتَضِي صَلَاةً وَاحِدَةً، وَذَاكَ يَقْتَضِي صَلَاةً مُتَكَرِّرَةً بِتسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرُّرِ الذِّكْرِ وَالسَّهْوِ فَتَدُومُ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ قَوْلَهُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَنَحْوَهُ أَفْضَلُ مِنْ أَعْدَادِ التَّسْبِيحَاتِ، وَالتَّشْبِيهِ بِالصَّلَاةِ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ لَا يَقْتَضِي تَكْرَارًا. وَقَالَ الْبَارِزِيُّ بَعْدَ ذِكْرِهِ كَلَامَ الْمَرُّوذِيِّ: وَعِنْدِي أَنَّ الْبِرَّ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ صَلَوَاتِك عَدَدَ مَعْلُومَاتِك، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فَيَكُونُ أَفْضَلَ. ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ عُلَمَاءِ زَمَانِنَا: إنَّ زَمَانَنَا مَا يُقَالُ عَقِبَ التَّشَهُّدِ، وَأَرَادَ بِهِ النَّوَوِيَّ فَإِنَّهُ اجْتَمَعَ بِهِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ النَّوَوِيُّ وَتَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَنْهُ فَوْقَ سِتِّينَ سَنَةً وَمَا قَالَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَوْجَهَ مِمَّا قَالَهُ الْمَرُّوذِيُّ، فَالْأَوْجَهُ مَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ لِثُبُوتِهِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ بَعْدَ الْإِيمَانِ، مَعَ أَنَّهُ أَبْلَغُ مِنْ غَيْرِهِ إذْ الصَّلَاةُ الْمُشَبَّهَةُ بِصَلَاةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى مَنْ ذُكِرَ أَبْلَغُ مِنْ غَيْرِهَا بِلَا رَيْبٍ ؛ وَلِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَخْتَارُ لِنَفْسِهِ الشَّرِيفَةِ إلَّا الْأَفْضَلَ، وَبِالْجُمْلَةِ فَالْأَحْوَطُ لِلْحَالِفِ أَنْ يَأْتِيَ بِجَمِيعِ مَا ذسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرَ كَمَا قَالَهُ الْأَذْرَعِيُّ. - قال ابن عساكر في تاريخ دمشق 51/437: أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا أبو بكر بن لال الفقيه حدثنا عمر بن علي الصيرفي حدثنا عثمان بن أحمد أبو سعيد الدينوري حدثنا محمد بن حمدان الطرائفي أبو عبد الله قال: سمعت أبا الحسن الشافعي يقول: رأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في المنام فقلت: يا رسول الله بما جزي الشافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة صلى الله على محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون قال: جزي عنه أنه لا يوقف للحساب. وذكره الإمام الغزالي في الإحياء. وقال ابن الجوزي في المنتظم: أخبرنا أبو ظفر بإسناد له، عن أبي بيان الأصفهاني يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله، محمد بن إدريس الشافعي ابن عمك، هل نفعته بشيء؟ أو خصصته بشيء؟ قال: نعم، سألت الله تعالى أن لا يحاسبه، فقلت: بماذا يا رسول الله؟ قال: إنه كان يصلي علي صلاة لم يصل بمثل تلك الصلاة أحد، فقلت: وما تلك الصلاة. قال: كان يصلي علي اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون، وصل على محمد كلما غفل عنه الغافلون. - قال في حواشي الشرواني: قال الأصبهاني: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: يا رسول الله، محمد بن إدريس الشافعي ابن عمك هل خصصته بشئ ؟ قال: نعم سألت ربي عز وجل أن لا يحاسبه، قلت: بماذا يا رسول الله ؟ قال: كان يصلي علي صلاة لم يصل علي مثلها، قلت: وما تلك الصلاة يا رسول الله ؟ قال: كان يقول اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون، وصل على محمد وعلى آل محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون. | |
|