رسول الله في أعين محبيه ********رسول الله فى عين القاضى عياض
كاتب الموضوع
رسالة
عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: رسول الله في أعين محبيه ********رسول الله فى عين القاضى عياض الجمعة يوليو 10, 2009 3:38 pm
رسول الله في أعين محبيه
رسول الله فى عين القاضى عياض
سيدنا رسول الله في عين الإمام القاضي عياض
• الإمام الكبير الشهير أبو الفضل القاضى عياض من علماء السلف المشهورين وننظر إلى عينه من خلال مؤلفه الشهير الشفا فى التعريف بحقوق المصطفى نجد أن القاضى عياض نظر إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نظرة خواص الصحابة0 نظر إلى النبى المصطفى والرسول المجتبى ، نظر إلى سيدنا محمد السراج المنير الكامل:
أولا: يقول القاضى عياض فى سورة الضحى : تضمنت هذه السورة من كرامة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم وتنويهه به وتعظيمه إياه ستة وجوه :
الأول: القسم عما أخبره به من حاله وهذا أعظم درجات المبرة.
الثانى: بيان مكانته صلى الله عليه وسلم عنده تعالى وحظوته لديه بقوله" ما ودعك ربك وما قلى" أى ما تركك وما أبغضك بعد أن اصطفاك.
الثالث: قوله تعالى " وللآخرة خير لك من الأولى " مآلك فى مرجعك عند الله تعالى أعظم مما أعطاك من كرامة الدنيا أو ما ذخرت لك من الشفاعة والمقام المحمود خير لك مما أعطيتك فى الدنيا أو هى جامعة لوجوه الكرامة فى الدارين والزيادة.
الرابع: وعند آل البيت هى أرجى آية فى القرآن الكريم حيث لا يرضى رسول الله أن يدخل أحد من أمته النار.
الخامس: ما عده الله تعالى من نعمه وقرره من آلائه قبله فى بقية السورة.
السادس: أمره تعالى بإظهار نعمته عليه وشكر ما شرفه به بنشره وإشادة ذكره وهذا خاص له عام لأمته صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: يقول القاضى عياض بعد ما ذكر سورة الشرح : هذا تقرير من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على عظيم نعمه لديه ، وشريف منزلته عنده ، وكرامته عليه ، بأن شرح قلبه للإيمان والهداية ووسعه لوعى العلم وحمل الحكمه ، ورفع عنه ثقل أمور الجاهلية عليه وبغضه لسيرها وما كانت عليه بظهور دينه على الدين كله ، وحط عنه عهدة أعباء الرسالة والنبوة لتبليغه للناس ما نزل إليهم وتنويهه بعظيم مكانه وجليل رتبته ورفعة ذكره ، وقرانه تعالى اسمه مع اسم نبيه.
• يقول القاضى عياض فى الشفا الباب الثانى فى تكميل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم خلقا وخُلقا :
إن خصال الجلال والكمال فى البشر نوعان:
1- ضرورى دنيوى اقتضته الجبلة وضرورة الحياة.
2- مكتسب دينى.
الضرورى المحض:
وهو ما ليس للمرء فيه اختيار ولا اكتساب مثل ما كان فى جبلته من كمال خلقته وجمال صورته وقوة عقله وصحة وفهمه وفصاحة لسانه وقوة حواسه وأعضائه واعتدال حركته وشرف نسبه وعزة قومه وكرم أرضه ويلحق به ما تدعوه ضرورة حياته إليه من غذاء ونوم وملبس ومسكن ومنكح ومال وجاه.
المكتسبة الأخروية:
فسائر الأخلاق العلية والآداب الشرعية من الدين والعلم والحلم والشكر والعدل والزهد والتواضع والعفو والعفة والجود والشجاعة والحياء والمروءة والصمت والوقار والرحمة وحسن الأدب والمعاشرة وجماع ذلك حسن الخلق.
وإذا كانت خصال الكمال والجلال ما سبق ووجدنا الواحد من البشر يشرف بواحدة أو اثنتين منها أن اتفقت له فى كل عصر وتضرب به الأمثال ويكون له فى القلوب أثرة عظيمة ، فما ظنك بعظيم قدر من اجتمعت فيه كل هذه الخصال إلى ما لا يأخذه عد ولا يعبر عنه مقال.
ولا ينال بكسب ولا حيلة إلا بتخصيص الكبير المتعال ، ومن ذلك فضيلة النبوة والرسالة والخلة والمحبة والإصطفاء والإسراء والرؤية والقرب والدنو والوحى والشفاعة والوسيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود والبراق والمعراج والرسالة العامة والصلاة بالأنبياء والشهادة بين الأنبياء والأمم وسيادة ولد آدم ولواء الحمد والبشارة والنذارة والطاعة والأمانة والهداية ورحمة العالمين وإعطاء الرضا والكوثر والعفو عما تقدم وما تأخر وشرح الصدر ووضع الوزر ورفع الذكر وعزة النصر ونزول السكينة والتأييد بالملائكة وايتاء الكتاب والحكمة والسبع المثانى والقرآن العظيم وتزكية الأمة وصلاة الله والملائكة إلى آخر ما اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم يقول: إعلم نور الله قلبى وقلبك وضاعف فى هذا النبى الكريم حبى وحبك أنك إذا نظرت إلى خصال الكمال التى هى غير مكتسبة وفى جبلته الشريفة وجدته عليه الصلاة والسلام جائزا لجميعها محيطا بكل محاسنها دون خلاف بين نقله الأخبار بذلك ، بل قد بلغ بعضها مبلغ القطع.
- أما الصورة وجمالها وتناسب أعضائه صلى الله عليه وسلم فى حسنها فقد جاءت الآثار الصحيحة والمشهورة الكثيرة بذلك . ثم جاء بأحاديث أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وأما وفور عقله صلى الله عليه وسلم وذكاء لبه وقوة حواسه وفصاحه لسانه واعتدال حركته وحسن شمائله فلا مرية أنه كان أعقل الناس وأذكاهم ، ومن تأمل تدبيره أمر بواطن الخلق وظواهرهم وسياسته العامة والخاصة مع عجيب شمائله وبديع سيره فضلا عما أفاضه من العلم وقرره من الشرع دون تعلم سبق ولا ممارسة تقدمت ولا مطالعة منه للكتب لم يشك فى رجحان عقله وثقوب فهمه لأول بديهه وهذا ما لا يحتاج إلى تقريره لتحققه، ثم ساق الأحاديث الدالة على ذلك.
- وأما شرف نسبه صلى الله عليه وسلم وكرم بلده ومنشئه فمما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه.
- وأما ما تدعو ضرورة الحياة إليه فعلى ثلاثة ضروب:
ضرب الفضل والمدح فى قلته: كالغذاء والنوم ، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم قد أخذ من ذلك بالأقل.
ضرب التمدح فيه بكثرته: كالنكاح والجاه لأن النكاح دليل الكمال وصحه الذكور.
وضرب تختلف فيه الحالات: ككثرة المال وجاء بالأحاديث الدالة على الجود الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
• الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة:
فقد اتفق جميع العقلاء على تفضيل من اتصف منها بالخلق الواحد وبعضها وصفها الشرع بأنها من أجزاء النبوة وهى المسماه بحس الخلق وقد كانت أخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الانتهاء فى كمالها والاعتدال فى غايتها حتى أثنى الله تعالى عليه بذلك فقال " وإنك لعلى خلق عظيم "
- ثم ذكر كمال رسول الله في خلق الحلم والاحتمال والعفو والقدرة والصبر على ما يكره وجاء بالأحاديث الوارد ه في ذلك.
- ثم ذكر كماله فى الجود والكرم والسخاء والسماحة وجاء بالأحاديث الواردة فى ذلك.
- ثم ذكر الشجاعة والنجدة ثم الحياء والإغضاء ثم حسن العشرة والآدب وبسط الخلق ثم الشفقة والرحمة بجميع الخلق ثم الوفاء ثم الوقار والصمت والتؤدة والمروءة ثم الزهد وجاء بالأحاديث الكثيرة الدالة على كل خلق من هذه الأخلاق.
• يقول القاضى عياض فى رؤيته صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج وهل هى بعين رأسه أم بعين قلبه ورجح جوازها واستدل بأدلة كثيرة ونقل عن ابن عباس فى ذلك قولين قدم منهما رؤيته بعينه قال وهو الأشهر عنه وروى ذلك عنه من طرق متعددة وقال : وهو ما رواه عنه الحاكم والنسائى والطبرانى : أن الله اختص موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة ومحمد بالرؤية وحجته قوله تعالى: " ما كذب الفؤاد ما رأى . أفتمارونه على ما يرى . ولقد رآه نزلة آخرى " .
فالضمير : "على" راجع إلى الله تعالى ، ثم قال : وحكى الإمام عبد الرازق أن الحسن البصرى كان يحلف بالله : لقد رأى محمد ربه وحكاه أبو عمر المقرى عن عكرمة وحكى بعض المتكلمين هذا المذهب عن ابن مسعود وحكى ابن إسحق أن مروان سأل أبى هريرة هل رأى محمد ربه؟ قال نعم وحكى النقاش عن أحمد بن حنبل أنه قال : أنا أقول بحديث ابن عباس : بعينه رآه رآه وظل يردد رآه حتى انقطع نفسه ، وقال ملا على القارى فى شرحه والراجح كما قال النووى عند أكثر العلماء أنه صلى الله عليه وسلم رآى ربه بعينى رأسه ليلة الإسراء واثبات هذا ليس إلا بالسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مما لا يشك فى انكاره0 أما انكار السيدة عائشة وقوع الرؤية فلم يكن لحديث روته بل احتجت بقوله تعالى " لا تدركه الأبصار " والمراد بالإدراك هنا الإحاطة.
رسول الله في أعين محبيه ********رسول الله فى عين القاضى عياض