اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الحبيب المصطفي وعلي آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الحبيب المصطفي وعلي آله وأصحابه الطيبين الطاهرين


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
لكل عشاق الحبيب المصطفي

 

تم بث قناة صوفية

 

 

على تردد النايل سات 

 

عامودى  10911

أفقي    27500     

 

الموقع علي الإنترنت

www.soufia.tv

 

&&&&&&&&&&

 

 بث قناة الصوفية

 

 علي تردد النايل سات

 

عمودي  10875

أفقي   27500

المواضيع الأخيرة
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2024 3:41 pm من طرف الناظورى

» مؤلفات السيد عادل العرفى كاملة
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالأحد يوليو 14, 2024 7:59 pm من طرف الناظورى

» شجرة تراتيب الامام الجيلى للبسطامى الثانى
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالثلاثاء مايو 14, 2024 5:07 pm من طرف الناظورى

» لااله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالجمعة أبريل 26, 2024 3:59 pm من طرف الناظورى

» الفاتحة لرسول الله وآله
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 3:31 pm من طرف الناظورى

» كتاب مرشد الزوار الى قبور الابرار
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 17, 2023 3:46 pm من طرف الناظورى

» غزة والصهاينة... الملائكة والشياطين
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:46 pm من طرف الناظورى

» نتنيولك...تاجر غزة(مسرحية من فصل واحد)
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:46 pm من طرف الناظورى

» تنظيم الجيش الصهيونى الارهابى
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:45 pm من طرف الناظورى

» وقف لشهداء سيول درنة ومدن الجبل الأخضر
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالسبت سبتمبر 16, 2023 8:14 pm من طرف الناظورى

» ميراث الكراهية البغيض (جريمة حرق القرآن الكريم)
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالسبت يوليو 29, 2023 6:10 pm من طرف الناظورى

» مؤلفات ومجاميع السيد فهمى محمد بوشعالة رحمه الله(1973-2017)
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2023 6:01 pm من طرف الناظورى

» ملحق الجزء الاخير من صيغ الصلوات
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2021 5:45 pm من طرف الناظورى

» أهواك يا خير الورى / كشف الحجاب
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالإثنين يونيو 15, 2020 10:44 pm من طرف emaansaid

» حكمه:أبي زكريا العنبري رضي الله عنه.
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 29, 2016 9:58 am من طرف Adil mohamed zayed

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 274 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 274 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 274 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 7:29 am
برامج تهمك
 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Empty
مُساهمةموضوع: فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى )   فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Icon_minitimeالخميس مارس 19, 2009 8:29 am

فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) 71510710


فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى )

وأما الواقفون عند حد العقول فلا يعبئون بمن يسألهم: "ما هذه الأصنام التي أنتم لها عاكفون"..فتراهم" ينظرون إليك وهم لا يبصرون" ينظرون النظر العقلي وينظّرون في الشهادي والغيبي ولا يبصرون البصر القلبي ولا يميزون بين خاطر رحماني وآخر نفسي. فشعارهم: بسم النفس وبالنفس وإلى النفس وشعار أرباب القلوب: بسم الله وبالله وإلى الله. منكسرين قد ذهبت نفوسهم يناجون بالأسحار:




مولاي أتيتك منكسرا *** وإليك شوقي لم يعُج
وأتيت إليك خليا من *** صومي وصلاتي مع حِجج
وكذا علمي وكذا عملي *** وكذاك دليلي مع حُججِ



وليس بحثنا فيما يوافق الشريعة من كشف أو ذوق صوفي أو يخالفها فإنه من المقرر عند أهل التصوف الحق أن أي كشف يخالف ظاهر الشرع مخالفة بينة مردود. ولكن يجدر الذكر أن موقف الكثير من الفقهاء من الكشف الصوفي يتأرجح بين قطبين:

الأول : هو الرد إذا ما تبين لهم مخالفة الشريعة.

والثاني : هو الرد لا لمخالفة الشريعة وإنما لمجرد عدم الورود في النقول.

وغالبا ما يكون الموقف الأول قاصرا وذلك لأن الفقيه الذي يرد ويرفض يكون قد نصب نفسه عالما بكل دقائق العلوم الإسلامية وهو لم يتجاوز بعد النفس اللوامة أو المطمئنة في عُرف علم محترم من علوم الإسلام وهو علم التصوف. في حين أن المؤهل للرد أو القبول هو الفقيه الصوفي لا الفقيه فحسب. عملا بقول الإمام مالك: "من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن جمع بينهما فقد تحقق". أما إذا تصدر لذلك من هو على شاكلة الإمام مالك أو الغزالي أو العز أو النووي أو السيوطي أو الشعراني أو السرهندي أو زروق ممن لهم قدم في الموطنين أو سبق في المضمارين فإن أولئك هم الذين يُسمع لقولهم ويكون لكلامهم في هذه المسائل وزنا. أما أن يُعرف فقيه أو متكلم بالسبق في تخصصه دون السبق في السلوك وقطع مقامات النفس ويصدر الأحكام فذلكم الذي يُخشى أن يكون من الذين يقفون ما ليس لهم به علم.



أما الموقف الثاني المتمثل بالرد لمجرد عدم الورود فإن غالب أهله هم من الذين يبنون أحكامهم على أصل فقهي فاسد وهو أن ترك النبي الفعلي لشيء أو سكوته القولي عن شيء يعني بالضرورة أنه مرفوض شرعا بل ومخالف للشرع. وهذه مشكلة عظيمة إلا أن المشكلة الأعظم هي أن أولئك لا يكلفون أنفسهم معرفة ما إذا كان قد ورد في الكتاب أو السنة ما يرمز إلى كشف أو ذوق صوفي معين أو يشير إليه أو يذكره صراحة بصورة مجملة، وما أكثر ذلك في الكتاب والسنة لأولي الألباب. وهذه هي الطامة الكبرى في تفكيرهم ومنهاجهم؛ الانتقائية والتعصب ضد كل ما لا يعرفون. وغالب أولئك من الذين أشربت قلوبهم حب الاتهام بالشرك والبدعة وأسس بنيانهم العلمي على ركن فاسد وهو أنه لا يوجد بدعة حسنة مخالفين بذلك ما ذهب إليه علماء أهل السنة والجماعة، فضيقوا على الناس كل شيء وسدوا عليهم باب الذكر الكثير ومجالس الذكر الذي هو باب النجاة وباب الإرشاد التزكوي وباب مبايعة المسلمين بعضهم بعضا على طاعة الله، الأمر الذي هو من معاني كلمة "الجماعة" التي يدّعونها. أولئك الكلام معهم صعب وإقناعهم أصعب إلا من رحمه الله ففتح عقله وقلبه ومد يده لإخوته. فنسأل الله أن يجمع المسلمين ويوحد كلمتهم

إن مسالة الكشف والفتح من المسائل التي يقف عندها الكثير من العلماء والباحثين لغموضها كما يقفون عند الكثير من مسائل التصوف التي تنتمي إلى قسم الدقائق أو "الحقيقة" التي تكون عادة ثمرة سلوك ومجاهدات وتقع في حيز لا ترتقي إليه اللغة البشرية. وهذا الوقوف الطويل عند هذه المسائل قد جلب الخسارة الكبيرة للمسلمين. فلقد أُهملت الطريقة التي هي السلوك والتزكية المطلوبة من كل مسلم. فترى المسلم يخلط بين الطريقة والحقيقة فإما أن يقتنع بحقائق تكلم بها بعض الصوفية وإلا فلا تصوف، بل ترى بعضهم يريد الطريقة أن تقنعه بسلوكها مع أنه هو الذي بحاجة إلى إقناعها بقبوله وهو مأمور بسلوكها لقوله تعالى {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}. وهذه قضية في غاية الخطورة وينبغي على أهل التصوف والعلماء من كافة الاتجاهات أن يفرقوا بين جانب "الحقيقة" من التصوف وجانب الطريقة وأن ينبهوا أتباعهم وعامة المسلمين إلى هذا الفرق. فالحقيقة من جانب معين تمثل الفتوحات والكشوفات التي قد يعبر عنها بعض الصوفية وتتناول علوما تتعلق بالماورائيات وتقترب من العقائد الإسلامية وتجيب على أسئلة فلسفية معينة. وأحيانا لا تسعف اللغة البشرية في التعبير عن مثل هذه الحقائق فتخرج بصور كلام مغرق في الرمزية أو عبارات ربما يرى فيها البعض شططا أو شطحا بل وربما فهمت على عكس معناها. ولست هنا بصدد الخوض في الدفاع أو التبرير أو التفصيل في هذه المسألة فلقد كُتب فيها الكثير مما هو معروف مشهور من الكتب فليرجع إليه الصادق، أما فاقد الصدق فلن ينفعه الرجوع إلى مئات الأسفار. وأما الذي يضع علم التزكية والطريقة وبعض ما ألف من المشكل في باب الحقيقة في رحل واحد فيرفض التصوف جملة لكونه اسم جامع للطريقة والحقيقة فهذا لعمري الذي يريد أن يهدم الإسلام سواء عرف أم لم يعرف. لمثل هؤلاء نقول: إن كنتم تعرفون أن علم التزكية من أهم علوم الإسلام إن لم يكن أهمها ولا يعجبكم من تخصص وتكلم في هذا العلم قديما أو حديثا ولا يروق لكم نهج من ربى وأرشد الملايين حسب هذا العلم، إن كان الأمر كذلك، فنرجوكم أن تخرجوا لنا متخصصيكم الذين يزكون القلوب ويرشدون المسلمين في السلوك إلى الله كما فعل القوم، ونقول لكم ما قاله الشاعر:




أقِلُّوا عليهم لا أبا لأبيكم *** من اللوم أو سدوا المكان الذي سدّوا



ولكن لن تجد من أولئك المنكرين من يقدر على ذلك ولو حرصت، بل إنهم لا يستندون إلى علم تزكوي يخلصهم أنفسهم من آفات قلوبهم والأوحال التي علقت بتوحيدهم فأنى لهم أن يسعفوا غيرهم.. هيهات هيهات.

فالطريقة هي ترجمة التوحيد من لغة الحروف والكلمات إلى لغة الروح والحياة، والعلم بها هو المخرج من قفص النفس الباطلة إلى من إليه المصير وهو الله الحق، إذ ماذا بعد الحق إلا الضلال. ووالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يبلغ مقامات المقربين إلا من سلك وتزكت نفسه وصفا قلبه حتى صار أهلا لنظر الحق تعالى، ولا يغترن أحد بلسان فصيح أو قوة حافظة أو طول لحية أو كبر عمامة أو علم غزير لا ينفع حتى ولو كان علما بأشرف معلوم.

وخير شاهد على ضرورة التصوف وتزكية النفس، وعلى شرف هذا العلم على سائر العلوم قصة إبليس اللعين. فلقد علمتم أن إبليس كان من أكثر الخلق عبادة لله وعلما به حتى فاق الملائكة. ولكن كل ذلك لم ينفعه بشيء لحظة الامتحان حيث تكشفت تلك الآفة الخطير وظهرت من نفس غير مزكاة، ألا وهي آفة الكبر التي أوردته المهالك وقادته إلى كفر الجحود. أفلا يخشى الفقهاء والعبّاد الذين لا يعبئون بالسلوك القلبي من مثل هذه الآفة أن تظهر عندهم في وقت من الأوقات وهم لا يعلمون بوجودها. ماذا سينفعهم علمهم بالعقيدة وأحكام الفقه وصلاتهم وصيامهم حينئذ. فإن كانوا يخشون ذلك فمن أين لهم العلم بتزكية نفوسهم ليتجنبوا الهلاك بتلك الآفة أو غيرها؟ أمن الكتاب والسنة؟ نعم فهو في الكتاب والسنة ولكن من الذي سيستنبط لهم أحكامه من الكتاب والسنة، أليسوا هم المتخصصون في هذا العلم. ومن هم المتخصصون في هذا العلم أليس الصوفية؟

وأختم هذا المطلب بأن لا عبرة بالمسميات والمصطلحات فكلمة تصوف اسم إن تحقق معناه فلا يضر إهماله أو استبداله.



المطلب الثاني: وجوب أخذ التصوف عن أهله المتخصصين



الحمد لله

إن أهل الله العارفين، والسالكين الذين جاهدوا في الله فاهتدوا وصاروا من المحسنين قد أجمعوا على حقيقة ثابتة وقاعدة راسخة في علم التزكية وسلوك صراط الله المستقيم وهي أنه ما أفلح من أفلح إلا بصحبة المفلحين، وما صدق من صدق إلا بالاتصال بالصادقين وما ثبت من ثبت إلا باتباع الثابتين وما وصل من وصل إلا بمرافقة الواصلين، وشاهدُنا العدل في ذلك قول العزيز الحكيم {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}. وشاهدنا من السنة المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم " إنما يأكل الذئب من الشاة القاصية".



إن هذه القاعدة الجليلة ثابتة في العقول وبالتجربة لمن أراد أن يفلح في أي تخصص، إذا لا سبيل لإتقان أي علم إلا بمجالسة أهله والأخذ عنهم. ولا مناص لطالب التخلق بالأخلاق السنية والتحقق بالمقامات العلية والاطلاع على الحقائق الأصلية من الجلوس بين يدي مرشد كامل تعرّف فعَرَف وسلك فملك وتعلّم فعلِم وتحلّم فحلم، وأخذ الطريق إلى الله عن أهله واغترف الحب الإلهي من ينبوع أصله.



ولا أرى الذي يستثني علم التصوف والسلوك من هذه القاعد الجليلة إلا أحد ثلاثة:



الأول جاهل قد شوش قلبَه الجهلةُ وبعثر أفكاره قساةُ القلوب فأفهموه أنه ربما وصل إلى حقيقة النفس الراضية المرضية عن طريق اجتهاده الشخصي وانفراده بالتعرف على مداخل الشيطان وتلبيسات النفس الأمارة بالسوء.. وهيهات. أو أنه بمجرد قيامه برسوم الشريعة وإتقانه لأحكام طهارة بدنية وصلاة جسمية وتلاوة لسانية فإنه في غنى عن علوم الطريقة من تزكية قلبية وطهارة معنوية وتلاوة اتباعية روحية. ولكن هيهات، إذ والله لو عبد اللهَ رجلٌ سبعين سنة يقوم فلا ينام ويصوم فلا يفطر لما بلغ في الحال أو العلم عشر معشار من يصحب أهل الله بصدق أياما معدودات. وليس كلامنا عن الاستثناءات هنا إذ لربما علم الله في عابد أهلية لمقام ما فبلغه إياه لصدقة واجتهاده أو ببركة كثرة صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذا أندر من النادر والنادر لا حكم له، ولا ينبغي التعويل عليه. فعلى اللبيب الفطن العلم بأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم نواب وورثة، فالذي ورث الفقه وأحكامه لا غنى عنه، والذي ورث تلاوة القرآن لا غنى عنه، والذي ورث العلم بالحديث لا غنى عنه، وكذلك الذي ورث علم التزكية لا غنى عنه، قال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} ولقد وردت هذه الآية في سورة الجمعة وكأن في ذلك إشارة إلى أن ما يجمع القلب على الله هو التزكية. أو إشارة إلى الجمع بين "تلاوة القرآن" و"التزكية" والفقه المستنبط من "الكتاب" والمستنبط من "الحكمة" المراد بها الحديث النبوي الشريف. وكأن في ذلك شاهدا على قول الإمام مالك: "ومن جمع بينهما فقد تحقق".

ولنكون أقرب إلى الواقع وضرب الأمثال، نقول:

ربما اشتكى أحد من عدم خشوعه بين يدي ربه في الصلاة فمن ترى سوف يسأل عن الحل لمثل هذه المشكلة؟ إن هو سأل فقيها عالما بالأحكام الظاهرية فحسب، فإنه غالبا ما سيجيبه بأن عليه أن يحسن الوضوء وأن يصلى الصلاة لوقتها أو أن يتتبع كلام الله المتلو أثناء الصلاة. ولا بأس بهذه النصيحة إذ من قُدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله. ولربما منح الله ذلك السائل خشوعا بهذه النصيحة في صلاة أو صلاتين أو ليوم أو يومين ثم يذهب هذا الحال أدراجه ويعود السائل إلى سهوه. بيد أنه لو سأل صوفيا فسيخبره أن عدم خشوعه هذا عرض لمرض؟ فيضع الصوفي يده على المرض؟ ويخبره أن التركيز يجب أن يكون على الشفاء من المرض نفسه حتى يزول العرض تبعا. وغالبا ما يكون انعدام الخشوع في الصلاة لحب الدنيا أو نقص التوكل. فحب الدنيا يسهل على الشيطان تذكيرنا بمتاعها وشهواتها أثناء الصلاة كي لا نعقل من صلاتنا شيئا. ونقص التوكل يسهل على الشيطان تشويش قلوبنا بتدبير الدنيا ومشاغلها التي لا تنتهي حتى نخوض أثناء صلاتنا بخواطرنا في الرزق والمال والعيال والمدير والموظفين وغير ذلك. ولا يكتفي الصوفي بذلك بل يعطي السائل الحل وهو إخراج الدنيا من القلب والسعي لبلوغ مقام التوكل حتى يصير خشوعه مقاما دائما لا حالا زائلا فيكون من المفلحين الذين هم في صلاتهم خاشعون. ويزيد على ذلك بأن يبين له كيف يكون هذا الحل وما هي الخطوات التي يجب أن يفعلها. ويزيد على ذلك بأن يأخذ بيده في مشي هذه الخطوات إن كان هذا السائل صادقا في إرادة الخشوع ومن ثم الفلاح. فيقول له: الآن اتبعني وجالسني واصحبني حتى تتأثر بحالي وحال إخوتك الذاكرين كي يخرج حب الدنيا من قلبك ولن يخرج حتى تملأه بضده وهو حب الله تعالى، والآن اسمع قولي حتى تبلغ مقام التوكل ولن تبلغ ذلك المقام حتى يتغلغل الذكر في لحمك ودمك فتنقدح شعلة الحب الإلهي في قلبك فتحرق همومك وترضي عن محبوبك في كل ما يفعل وإذا رضيت عنه تمام الرضا في الحاضر وفي الماضي فإنك سترضى عنه في المستقبل وذلك الرضا بما سيفعل بك محبوبك في المستقبل هو أول قدم لك في مقام التوكل.

هذا مثال واحد، ولو أردنا الإسهاب في إيراد الأمثلة لاحتجنا إلى مجلدات، إلا أن اللبيب بالإشارة يفهم. فالسلوك لا يؤخذ من الكتب وليس معادلات تنسخ ليطبقها المسلم بمفرده بل إن لكل حالة خصوصية وربما يكون العرض بسبب علة أخرى كما قد يكون ألم البطن بسبب التسمم أو ربما بسبب التقرح أو الأميبا أو غير ذلك.. ولا يشخص المرض إلا الطبيب الحاذق والدواء يختلف من حالة لأخرى.



أما الثاني فمستكبر يرى أن لا أحد فوقه في مراتب الإيمان وتأنف نفسه من اتباع الربانيين وأهل الإحسان. يقول في نفسه: "ما لي ولهؤلاء؟ وماذا يزيدون علي، فهم يصلون كما أصلي ويصومون كما أصوم بل ربما قمت الليل وبعضهم لا يقوم وربما علمت من علوم الظاهر ما لا يعلمون". وهذا هو ديدن ذلك المسكين لا يزن الأمور إلا بمظاهرها ولا يعلم من الدين سوى عدّ أعماله الصالحة وحسابها جمعا وضربا، جاهلا أن أكثر الأعمال قبولا عند الله هي الأعمال التي يغيب عن شهودها ولا ينظر إلى وجودها ويراها لا شيء في حضرة من برز منه الوجود وخلق النفوس وأعمالها ومن إذا عاملها بعدله أهلكها. قال ابن عطاء الله في الحكم: "الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها" وقال: "ما قل عمل برز من قلب زاهد ولا كثر عمل برز من قلب راغب." وأين بالله الزهد ممن لا يعترف أصلا بشيء اسمه علم التصوف ولا يرى أن نفسه بحاجة إلى شيخ يزكيها، فذلك ما عرف الزهد وما شم رائحته.





وأما الثالث فعجول متسرع يريد الوصول دون الصبر على أوامر المرشد وصحبة الذاكرين، ناسيا قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}... يقول في نفسه: "هؤلاء على خير ولكن صحبتهم ومتابعتهم ستضيع علي وقتي الذي يمكن أن أستثمره فيما هو أنفع وأسمى ولا جرم أنني إن ثابرت على ما توصلت إليه باجتهادي من منهج في الوصول إلى رضا الله فإنني سأكسب الوقت الثمين الذي يضيعه هؤلاء ولن أكون بحاجة إلى صحبة الشيخ وانتظار إذنه في كل مهمة". ولست أقول في مثل هذا سوى ما قاله الشاعر:




إذا لم يكن من الله عون للفتى*** فأول ما يقضي عليه اجتهاده



ولم يعلم المسكين أن الذكر أفضل الأعمال بإطلاق لقول سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاقالذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا:بلى. قال: ذكر الله تعالى". فالذكر أفضل الأعمال لأنه يفضي إلى أفضل الإعمال فهو الذي يضمن لك الإخلاص في ما تعمل لنفسك وأمتك وهو الذي يضمن لك السداد والتوفيق في ذلك. وذلك أن الذكر واتباع الشيخ المرشد يجوهر القلب ويجلوه مما يشوشه من الذنوب والخواطر فيورثك الفهم عن الله لتعرف أوجه الحق في كل شيء ويهديك لما أختُلف فيه من الحق. ولذلك ترى أن هذا الصنف الثالث يكثر منه الدعاة والقادة الذين استعجلوا الثمرات وقفزوا عن مرحلة تحقيق سر الإخلاص وطهارة القلب من كل الأمراض.. فجهلوا معنى الإخلاص وخفيت عليهم آفات قلوبهم فكان ضررهم على الأمة أكبر من نفعهم.



إن السلوك وصحبة مشايخ التربية لا يتعارضان مع أي تخصص ولا يقفان حائلين دون أي اتجاه شرعي آخر. ولكن المسألة تتعلق بالأولويات وما هو المقدار الكافي من السلوك لكي ينطلق المؤمن بالعمل والدعوة والتعليم على بصيرة ومع تحقق سر الإخلاص في ما يعمل. بعض الناس يرى أن صلاة الجماعة وتلاوة القرآن تكفي وبعضهم يزيد على ذلك بمطالعة كتب الرقائق وبعضهم يزيد بمطالعة كتب السلوك والأخلاق كالإحياء والرسالة والحكم العطائية. وبعضهم يرى أن لا بأس ببعض الأوراد النافلة وآخرون يرون أن لا بأس بحضور بعض مجالس الذكر بين الفينة والأخرى أو المذاكرة مع شيخ صوفي بضع مرات في العمر حول الإيمان وآفات القلوب. ولكن هل هكذا تحسب الأولويات في حياة المؤمن؟! لا أظن ذلك.



البعض يرى أن الله أقامه في الاشتغال بعلم الحديث والانكباب عليه واستغراق كل الوقت فيه، وكذلك في التفسير أو علم الكلام أو الدعوة أو السعي على العيال أو غير ذلك من العلوم والأعمال النافعة في الآخرة والدنيا. ولكن من الذي قال له أن الله حقا قد أقامه في ذلك دون التزكية (أي أراد له ذلك) وأنها ليست نفسه التي أقامته في ذلك؟!

من الذي أطلعه على أن الاستغراق التام في هذا التخصصات والأعمال وإهمال علم التزكية أمر مراد له من قبل الرحمن؟ إن كان يعلم أن تزكية نفسه من أمراضها هو سبيل الفلاح (قد أفلح من زكاها) ثم يتجاوزها وكأنها من فضول الأشياء فليسأل نفسه بصدق: هل أريد أن أكون من المخلصين المفلحين أم أن مرادي من حياتي لا يتعدى تغذية النفس الأمارة بالرياسة والتميز والجاه. وإن كان لا يعلم أن تزكية نفسه من أمراضها هو سبيل الفلاح فذلك راض عن نفسه وهذا لعمرك المريض الذي يجهل مرضه.

والفقير يرى أن السلوك لا بد وأن يستغرق العمر كله كما علمنا مولانا العارف بالله الشيخ حسني الشريف رضي الله عنه، وخاصة في هذا الزمان، وهذا يعني السير فيه مع سائر التخصصات في آن واحد على أن تكون الأولوية دائما للسلوك إذا ما حصل إي تعارض.



وأذكر إخوتي بقول العارفين: "من لا شيخ له فشيخه الشيطان" ولندع من ينكر هذه المقولة بجهله ينكرها وليسير في طريقه. وإنما نقول له: ستعلم عندما ينجلي الغبار،أفرستحتكأم حمار.



وفي الختام دعونا نتذكر المقولة: "بذكر الصالحين تتنزل الرحمة"؛ لنورد نماذج من الصالحين المفلحين الذين أولوا التصوف وتزكية النفس كل عناية فخرجوا من هذه البوتقة هادين مهديين فكان لهم أكبر الأثر على هذه الأمة:




السلطان العادل الناصر صلاح الدين الأيوبي.

حجة الإسلام أبو حامد الغزالي.

الإمام النووي.

الإمام العز بن عبد السلام.

الحافظ السيوطي.

السلطان محمد الفاتح.

الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري.

السيد الولي أحمد البدوي.

الإمام المجاهد عز الدين القسام.

الإمام الشهيد حسن البنا.

الشيخ المجاهد عمر المختار.

الإمام الرباني عبد الحليم محمود.

الإمام المفسر محمد متولي الشعراوي.



رضي الله عنهم جميعا





{أولئك الذين هدى الله فبهداهماقتده}

والحمد لله رب العالمين


فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى ) Ssssss12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الثانى )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل التصوف على غيره ووجوب أخذه عن أهله (الجزء الأول )
» هذا هو تصوفنا وتلك هي دعوتنا (الجزء الثانى )
» شرح التصوف الإسلامى الرسالة القشيرية الجزء الثانى
» موقف الإمام أحمد بن حنبل من التصوف والصوفية ( الجزء الثانى )
» ابن سمعون البغدادي الجزء الثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الحبيب المصطفي وعلي آله وأصحابه الطيبين الطاهرين :: قسم أهل الحقيقة والصوفية-
انتقل الى: