وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بانه"الغفور الودود"(البروج الاية 14)وبانه قريب من عبده ادا دعاه,وانه اقرب الى الانسان من حبل الوريد وغير دلك من الايات التي تفيض عطفا وحنانا ورحمة بالعباد . اما ماجاء في القران الكريم من نصوص واضحة الدلالة على محبة الله لعباده ومحبة عباده له قوله تعالى: *فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة آية 54). *(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران آية31) . * (وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ ) (البقرة آية 165). كما وردت فكرة الحب الالهي في احاديت عديدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، منها قوله: "من أحب الله فليحبَّني، ومن أحبني فليحب أصحابي، ومن أحب أصحابي فليحب القرآن، ومن أحب القرآن فليحب المساجد". وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبّسيدنا محمد صلى الله علية وسلم أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ) (رواه الترمذي- 3412)، وما ورد في الكتاب والسنة كان الأساس الذى بنى عليه كبار الصوفية فكرتهم عن الحب الإلهي.. وكانت رابعة العدوية أول من أجلى هذه الفكرة في القرن الثاني الهجري.. وتطوَّرت الفكرة بعد رابعة العدوية على أيدي الكثيرين أمثال ابن الفارض وابن عربي وأبي يزيد البسطامي وسهل بن عبد الله التستري وأبي عبد الله القرشي والشبلي وابن عطاء الله السكندري والحارث المحاسبي والجنيد وعبد الله بن المبارك ويحيى بن معاذ وأبي الحسن الشاذلي وغيرهم...
وقد تبلور الحب الإلهي من خلال هؤلاء الأعلام، "فهو ليس تعلقًا بالأجساد وصورة المادة، بل هو حب للمعاني العقلية والكاملة، وتعلُّق بالمثل، وهيام بمصدر الكمال والجمال، ومن هنا فالحب عند الصوفية طريقة إلى الزهد في متع الدنيا جميعًا، وحرب على النفس، وسبيل إلى العزوف عن مغرياتها... وشرط الوصول إلى الحق عن طريق الحب أن يكون المحب جميل الروح، وأن يهتمّ بمخلوق جميل الروح، ولو لم يكن جميل الجسم، لأن جمال الروح هو الذي يفتح أمام المحب الطريق للتأمُّل والفكر اللذين هما السبيل للوصول إلى الغاية من الحب عند الصوفية، فجمال الخلق يمكن أن يتَّخذ سبيلاً لمعرفة الحق، والحب هو الطريق لمعرفة الحقيقة". ولا يصل المحب إلى درجة الحب مرة واحدة، فهناك أحوال ومقامات لا بدَّ أن يمرَّ بها، وقد أوضحها أبو الحسن الشاذلي بأنها تبدأ برياضة النفس والسيطرة عليها، ثم القدرة على التحكُّم في شهوات القلب، ثم إذا استطاع المحب سياسة روحه، وتمَّت له المعرفة هبَّت عليه أنوار اليقين شيئًا فشيئًا إلى تمام نهاياته...
وفي هدا يقول الشيخ الناصخ سيدي محمد الحراق واعضا تلامدته ومريديه
بح بالغرام و بثه ترتاح** واشرح هواك فما عليك جناح
واصبر على لوم الحسود فان** لقاء السلاح من الملوم سلاح
يكفيك من شرف الطريقة ان من** تهواه قد هامت به الارواح
وتنافست فيه الاكابر وانطوت** منهم على تحصيله الاشباح
فتراقصو طربا على لداتهم** وتواجدوا فيه بداك وصاحوا
راحوا بافضل حالة اد اصبحوا** ولهم بافراح المحبة راح
قد صرحوا في سكرهم بحبيبهم** فلسانهم كجبينه وضاح
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم** ان التشبه بالكرام رباح
نفعنا الله بقدوة السالكين الامام سيدي محمد الحراق امين