عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: الفرق بين الحب في الله و الحب مع الله السبت يونيو 27, 2009 12:23 pm
الفرق بين الحب في الله و الحب مع الله
بسم الله الرحمن الرحيم الفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهدا من أهم الفروق و كل أحد محتاج بل مضطر إلى الفرق بين هدا و هدا ، فالحب في الله هو من كمال الايمان والحب مع الله هو عين الشرك و الفرق بينهما أن المحب في الله تابع لمحبة الله فإدا تمكنت محبته من قلب العبد أوجبت تلك المحبة أن يحب ما يحبه الله، فإدا أحب ما أحبه ربه و وليه كان دلك الحب له و فيه كما يحب رسله و أنبياءه و ملائكته و ألياءه : لكونه تعالى يحبهم و يبغض من يبغضهم لكونه تعالى يبغضهم و علامة هدا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه و خدمته له و قضاء حوائجه ، و لا ينقلب حبه لحبيب الله بغضا إدا وصل إليه من جهته ما يكرهه و يؤلمه إما خطأ و إما عمدا مطيعا لله فيه أو متأولا أو مجتهدا أو باغيا نازعا تائبا ، و الدين كله يدور على أربعة قواعد حب و بغض و يترتب عليهما فعل و ترك فمن كان حبه و بغضه و فعله و تركه لله فقد استكمل الايمان بحيث إدا أحب أحب لله و إدا أبغض أبغض لله ، و إدا فعل فعل لله و إدا ترك ترك لله . و ما نقص من أصنافه هده الأربعة نقص إيمانه بحسبه . و هدا بخلاف الحب مع الله فهو نوعان : نوع يقدح في أصل التوحيد و هو شرك و نوع يقدح في كمال الإخلاص و محبة الله و لا يخرج من أصل الإسلام. فالأول كمخبة المشركين لأوثانهم و أندادهم قال تعالى ( ومن الناس من يتخد من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) الآية و هؤلاء المشركون يحبون أوثانهم و أصنامهم و آلهتهم مع الله كما يحبون الله فهده محبة تأله و موالاة يتبعها الخوف و الرجاء و العبادة و الدعاء و هده المخبة هي محض الشرك الدي لا يغفره الله و لا يتم الايمان إلا بمعاداة هده الأنداد و شدة بغضها و بغض أهلها و معاداتهم و محاربتهم و بدلك أرسل الله جميع رسله و أنزل جميع كتبه و خلق النار لأهل هده المحبة الشركية و خلق الجنة لمن حارب أهلها و عاداهم فيه و في مرضاته فكل من عبد شيئا من من لدن عرشه إلى قرار أرضه فقد اتخد من دون الله إلها و وليا و أشرك به كائنا دلك المعود من كان ولا بد أن ينبرء منه أحوج ما كان إليه . و النوع الثاني : محبة ما زينه الله للنفوس من النساء و البنين و الدهب و الفضة و الخيل المسومة والأنعام و الحرث فيحبها محبة شهوة كمحبة الجائع للطعام و الظمآن للماء فهده المحبة ثلاثة أنواع : فإن أحبها لله توصلا بها إليه و استعانة على مرضاته و طاعته أثيب عليها و كانت من قسم الحب لله توصلا بها إليه و يتلدد بالتمتع بها و هدا حال أكمل الخلق الديب حبب إليه من الدنيا النساء و الطيب و كانت محبته لهاما عونا له على محبة الله و تبليغ رسالته و القيام بأمره فإن أحبها لموافقة طبعه و هواه و إرادته و لم يؤثرها على ما يحبه الله و يرضاه بل نالها بحكم الميل الطبيعي كانت من قسم المباحات و لم يعاقب على دلك ولم ينقص من كمال محبه لله و المحبة فيه و إن كانت هي مقصوده و مراده و سعيه في تحصيلها و الظفر بها و قدمها على ما يحبه الله و يرضاه منه كان ظالما لنفسه متبعا لهواه : فالأولى محبة السابقين . و الثانية محبة المقتصدين . و الثتلثة محبة الظالمين . فتأمل هدا الموضوع و ما فيه من الجمع و الفرق فإنه معترك النفس الأمارة و المطمئنة و المهدي من هداه الله. الروح لابن القيم.
التوقيع يا قارئ خطي لا تبكي على موتي.. فاليوم أنامعك وغداًفي التراب.. فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..! ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري.. يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..