عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: الرد على من اعترض احوال اولياء الله الصا لحين الجزء1 الإثنين مارس 09, 2009 11:35 am | |
| الثانى ( رب الملائكة والروح ) فقال اعبداهما على ولكما نصف مالي فأعادا عليه ثم قال اعيداهما على ولكما مالي وولدى وجسدى فنادته ملائكة السماء هذا هو الكرم فسمعوا منادياً من العرش أن الخليل موافق لخليله أهـ ومن هذا يتضح لو كانت الدنيا تخل منازل الأخيار لما اختارها الله لهم وما طلبها بعضهم كسيدنا سليمان عليه السلام في قول الله المحكى عنه حيث قال : ( قال رب أغفر لي وهب لى ملكاً لا ينبغى لاحد من بعدى ) وكسيدنا يوسف عليه السلام حيث قال ( رب اجعلنى على خزائن الارض أنى حفيظ عليم ) فمن نظر فى مقام النبوة مثل هذا وأمعن فكرة لم يتأتى منه النكار على الأولياء لكونهم على قدمهم. ومما ذكرناه من أغنياء السلف رضى الله عنهم كسيدى عثمان بن عفان وسيدي عبدالرحمن بن عوف وسيدى الزبير بن العوام رضي الله عنهم .
وقد ذكر سيدي العلامة الشيخ احمد الصاوى فى شرحه على همزية الأمام محمد البوصيري في مناقبهم مما يكل المحصي فمن ذلك ماروي عن سيدنا عثمان رضي الله عنه انه حمل جيش العسرة على ألف بعير وصح أنه جاء النبي صلي الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنشرها فى حجره فجعل يقلبها بيده ويقول غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وماهو كائن الى يوم القيامة. وذكر النبي صلي الله عليه وسلم قال من حفر بئر رومة وأشتراها فله الجنة فأشتراها عثمان رضي الله عنه بعشرين ألف درهم وحفرها وقيل اشتراها بخمسة وثلاثين الف درهم وهى موجودة الآن وثوابها ممتد الى يوم القيامة أي يوم قيام الساعة وقد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( اشتري عثمان الجنة من النبي صلي الله عليه وسلم مرتين حيث حفر بئر رومة وحيث جهز جيش العسرة) فأنظر أيها العاقل أن ما ذكر من فعل هذا الأمام هل هو بكثرة المال أم بعدمه وأما سيدنا عبدالرحمن بن عوف فقد ذكر العلامة الصاوى فى كثرة ماله شيئاً كثيراً ومن بعض ماذكره أعتق ثلاثين ألف رقبةٍ وتصدق على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة ألفٍ وخمسمائة راحلةٍ وأوصي بخمسين الف دينار في سبيل الله الخ.. ماذكره وأما سيدنا الزبير رضي الله عنه فقد حكى فى ماله شئ كثير ويروي أن له ألف مملوك يؤدون اليه النراج كل يوم وكان يتصدق به فى مجلسه ولا يقوم منه بدرهم كما فى لواقح الأنوار فانظر أيها العاقل الطالب الاهتداء أن الانبياء والسلف لهم مثل هذا من الدنيا مع رفيع رتتهم عن غيرهم من الخلق فإن وجد ولي من الدنيا ما يجمل به الحال ويتفق منه فيقع عليه الأنكار ؟ كلا بل الأنكار عليه انما هو على سبيل الحسد اذا وقع من أي واحدٍ وأن الحسد بئس الوصف للعاقل فلا ينبغي للعاقل أن يتصف به ومن هذا كان سيدي على وفا يقول أياك أن تحسد من اصطفاه الله عليك فيمسخك كما مسخ ابليس من الصورة الملكية الى الصورة الشيطانية لما حسد آدم وأبي وأستكبر عليه وفي ذلك نذير لك أذا رأيت امام هدي للخلق أن تحسده وتتكبر عن الخضوع له والائتمام به فان ذلك يسلب مافيك من الصورة المرضية ويدخلك فى الصورة الشتمية أهـ .
وكما فى لواقح الأنوار الحاقاً لما ذكرته سابقاً حيث أني اردت أن افضل بعضاً من حالات بعض الأنبياء والسلف أهل المال وذكرت أن الأولياء وأكابر العلماء على قدمهم فأردتأن اذكر من بعض حالات الصوفية واكابر العلماء عقب ذكرهم فمن هذا أن بعضاً من الأولياء رضي الله عنهم كانوا يتظاهرون بالهيئة الحسنة مثل الملوك كسيدي محي الدين الشيخ عبدالقادر الجيلاني على وفا وسيدى أبي مدين التلمسانى فأما الشيخ محي الدين عبدالقادر كان على غاية الهيئة وكان يلبس لباس العلماء ويتطيلس ويركب البغلة وترفع القاشية بين يديه كما ذكره أبو محمد رجب بن منصور الدادى بسنده عن مشايخه اهـ. وكان رضي الله عنه يلبس الرفيع من القماش كما ذكره ابوالمكارم خليفة بن محمد الخرازى بسنده قال كان الشيخ محى الدين عبدالقادر جيلاني رضي الله عنه يتطيلس ويلبس لباء العلماء ويلبس الرفيع من القماش ولقد أتانى خادمه عام 558هـ ثمانية وخمسون وخمسمائة هجرية بذهب وقال لي أريد خرقةً ذراعها بدينار لا يزيد حبة ولا ينقص حبة فأعطيته أياها وقلت لمن هي قال لسيدي محى الدين عبدالقادر فقلت فى نفسي ماذا تركت للخليفة من اللباس فلم يتم خاطرى حتى وجدت فى رجلي مسماراً وشاهدت الموت فأجتمع الناس على لينزعوه فلم يستطيعوا فقلت احملونىى الى الشيخ فلما طرحت بين يديه قال : يا أبا الفضل لم تعترض علينا بباطنك وعزة المعبود ما لبسته حتى قيل لي ألبس قميصاً ذراعه بدينار الى آخرماذكره كما في بهجة الأسرار. وأما سيدي على وفا فقد كان على أحسن الهيئات وكان كثير المال وكان يتهيئ كهيئة السلاطين وقد ذكر في حقه ان الوزير المشهور بأبن زنبور رءاه في باب زاويته فنظر الى ملبسه ومركبه فرءاه كالسلاطين فقال في نفسه ما ترك هؤلاء لنا شيئاً من الأمور فقال سيدي على وفا لغلامه أذهب الى الوزير وقل له فى أذنه سراً تركنا لكم خزى الدنيا وعذاب الآخره فنقم السلطان بعد أيامٍ وسلبت نعمته فجاء وأستغفر في حقه سيدى على وفا رضي الله عنه كما في تحفة الأكياس .
وأما سيدي أبى مدين التلمسانى رضي الله عنه فقد كان كثير المال وعظيم الهيئة فما ذكر فى حقه ان رجلاً قصده وقال فلما دخلت مصر سألت عن زاويته فلما دخلت الزاوية قلت أين الشيخ قالوا لي أنه يتوضأ فى الرباط فدخلت عليه فوجدته رجلاً متعمماً بعمامة كبيرة وجيدةٍ ورأيت أبريقاً وطستاً وعبداً حبشياً واقفاً بالمنشفة فقلت أين سيدي أبي مدين فأشار العبد الى انه هذا فقلت فى نفسي لا ذا بذاك ولا عتب الزمان على لأن عهدى بشيخ يلبس الحبة والعمامة الغليظة والتقشف الزائد وليس لى علم بأحوال الرجال فقال لي اصلح البيت فقلت الله اكبر فقال على نفسك الخبيئة تسافر من بلدك الى هنا وتزن الرجال بميزان نفسك التى لم تسلم الى الآن فقلت تبت الى الله تعالي كما فى تحفة الأكياس . وأما العلماء أهل المال فكثيرون ومما يروي في أموالهم كسيدنا الأمام الاعظم والرئيس الافخم أمام المذهب الامام مالك رضي الله عنه كما ذكر في تحفه الأكياس ومما حكاه الامام الشافعي في رللته الى العراق قال وردت على جماعة من الحجاز فسألتهم عن الامام مالك فذكروا لي ان الله وسع عليه الدنيا وانه صار له ثلاثمائة جاريةٍ فلما سافرت اليه ودخلت المدينة الشريفة وافيته في المسجد في صلاة العصر فصليت معه فنظرت اليه فاذا كرسي من حديد عليه محنة من قباط مصر مكتوب عليها بالحرير لا أله الا الله محمد رسول الله وحول الكرسي اربعمائة دفتر ويزيد وبينما انا كذلك اذا رأيت مالكاً قد دخل من باب النبي صلي الله عليه وسلم وقد فاح عطره في المسجد وأربعة تحمل اذياله فلما وصل الى الكرسي قام الحاضرون كلهم وجلس على الكرسي فألقي مسألة فى جراح العمد فما زال يتكلم في العلم حتى نزل من الكرسي وسلمت عليه فضمنى الى صره ثم اخذ بيدي واتى بي الى منزله فرأيت بناءً غير البناء الاول الذى كنت اعهده من قبل رحلتى الى العراق فبكيت فقال لي لم بكاؤك يا ابا عبدالله كأنك قد ظننت أنا نسينا الآخرة بالدنيا طب نفساً وقر عيناً هذه هدايا خراسان وهدايا مصر وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبل الهدية ويرد الصدقة لي ثلاثمائة خلعةً من خراسان وثلاثمائة من قباطي مصر وعندى من العبيد مثلها وهى كلها هدية منى لك وفي صناديقي تلك خمسة الف دينار نصفها هدية منى لك فقلت له أنك موروث وانا موروث وما جئتك الا للعلم فلما اردت السفر الى مكه خرج معى ماشياً حافياً فقلت له الا تركب دابة فقال أستحي من سيدى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أطأ مكان قدمه الشريف بحافر دابةٍ .
قال الشافعى فسررت بذلك وعلمت ان روعة على حاله ولم ينقص وأن كثرة المال جمال للعلماء ولا يضرهم إن شاء الله واعطاني مالاً جزيلاً فلما دخلت مكة فرقته على بنى عمى بأشارة من والدتى خوفاً أن افتخر عليهم فلما بلغه ذلك أستحسنه منى ووعدنى على ان يرسل إلى فى كل سنة مثل ذلك فلما مات ضاق على الحجاز فخرجت طالباً أرض مصر وكسيدنا الأعظم الافخم الأمام الرازى يروى أن له الف مملوك خلاف الجواري والخدم ومن هنا تعلم يا أخي ان ناموس العلم لا يتم الا بإتساع الدنيا على العلماء كالملوك فكما يتفق الملك على جنده كذلك ينفق العالم على طلبته وكما الجند يحفظون دين الإسلام من العدو الظاهر فكذلك طلبة العلم يحفظونه من العدو الباطن فكمال الدين لا يتم إلا بالملوك والعلماء فإياك يا أخي ان تعترض ولو بقلبك على أحدِ من علماء عصر سالف او حاضر اذا تشبه بمن ذكرناه من العلماء فى سعة الدنيا ووظائفها وملابسها ومراكبها فان ذلك من الجهل بك فإن العلماء والأولياء على قدم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . كما ذكر في تحفة الأكياس تعبيراً للراشد البصير فافقه أيها الرشيد البصير جميع ما ذكرته لك وترشح لما بينته وحصرته لك فإن هؤلاء المذكورين كل واحد منهم قائم بمقامه لم تخلو عنه الدنيا شيئاً وكذلك كمل الاولياء أهل المال مثل ماتقدم من الأنبياء المذكوري لأن مشربهم واحد فلا تتوهم بقول بعض جهلة العامة بان فلاناً سلطان جميع الولياء وان فلاناً لم يكن مثله ولى بل ان الاولياء كل واحد منهم بمقامه فاذا اخذه حال السكر تكلم بأشياء خارقة واظهر من افعاله الخوارق وكل من تكلم بأن الأولياء كلهم تحت منزلته لم يقصد بذلك عمومهم بل يقصد اولياء زمانه كلا أن بعضاً من المتأخرين ينالون مالم ينله السابقون ولذا ذكر سيدى الأفخم العارف الأعظم الشيخ الامام محمد المصرى فى رسالته الآداب فقال :
( ومن آدابهم لا يقولون ذهب الأكابر والصادقون فإنهم ماذهبوا حقيقة وغنما هو كنز صاحب الجدار وقد يعطى الله من جاء في آخر الزمان ماحجبه عن أهل العصر الأول فان الله تعالي قد اعطى نبينا محمد صلي الله عليه وسلم مالم يعطى نبياً قبله ثم قدمه عليهم فى المدح ومن كلام صاحب الحكم ( بدل أن تقول أين الأولياء أين الصالحون قل أين أهل البصيرة وقد يصح للمتلطخ بالعزرة أن يرى بيت السلطان ومثل هذا اللفظ لا يقع إلا ممن لم يكن له إعتقاد في أولياء عصره ولا يخفى فيما ذلك إلى آخر ما قاله ). فإن كل من أعتقد هنا فهو جعل منه بأن يقول أن فلاناً أن كان ولياً لكان مثل الشيخ فلاناً فان العادة جرت على ان الولي لم يسلموا له أهل عصره ولم ينتفع به من هو قريب منه إلا القليل لأن المعاصرة حجاب من الحجب وحيث مايفقد يعتقدونه ويدخلون فى الندم لعدم لزومهم بابه فى حياته فلا يصح الإنكار على كل ولى على أي هيئة كان سواء كان له مال او لا فإن من كان شغله الانكار لا ينتفع بأولياء عصره وكفى بذلك خسراناً كما فى لواقح الأنوار فان لم يكن له مال فهى حالته التى اذن له بالاقامة عليه وان كان له مال كذلك بل ان الاولياء تأتيهم الدنيا رغماً على أنفها من غير تذلل إلى اهلها ولا طلب ولا حيلة من الحيل لأنهم متقون بالتقوى فصاروا من قبيل قوله تعالي ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وانهم متكلون على الله متوكلون عليه فقراء اليه اغنياء عن الخلق وان الله سبحانه وتعالي كافيهم حيث توكلوا عليه فمن هذا قال الله تعالي : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) وقال رويم ليس التوكل بالسبب ولا بتركه وأنما هو طمأنينة القلب بالله تعالي وقد قال سبحانه ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) قال رجل من كان ظاهرة فى الأسباب وباطنه مع مسبب الأسباب أي ظاهرة مع الخلق وباطنه مع الحق . حج بعض العارفين فسل عن أعجب ما رأي في حجته قال رأيت رجلاً أخذ بحلقة من حلق الكعبة وهو يطلب شيئاً من الدنيا ورأيت شاباً في منى باع متاعاً له بنحو ثلاثين الف درهم وماغفل عن ذكر الله في بيعه لحظة فأخذتنى منه غيرة حتى تقايأت دماً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء أهـ نقلاً من شرح شراب القوم فأنتبه أيها الرشيد البصير عن الاعتراض لأهل الله في احوالهم لباسهم وطعامهم وشرابهم لأن الأنكار يورث الأنقطاع عن الحق ولذا كان يقول سيدى محمد المصرى فى الفصل اثانى من رسالته ( فمن وصية سيدى ابراهيم الدسوقى لا تنكروا على أخيكم حالته ولا لباسه ولا طعامه ولا شرابه فان الانكار يورث الوحشة والانقطاع عن الله تعالي ولا أنكار على أحد إلا اذا ارتكب محظوراً منعته الشريعة المطهرة فإن الناس منهم خاص وخاص الخاص ومبتدئ ومنتهىٍ ومتشبه ومتحقق فالقوى لا يقدر على الضعيف وعكسه والله تعالي يرحم البعض بالبعض[right] | |
|