عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: الرد على من اعترض احوال اولياء الله الصا لحين الجزء 2 الإثنين مارس 09, 2009 11:33 am | |
| وقد ذكر فى تحفة الأكياس فى حسن الظن بالناس للأمام العارف بالله تعالي سيدي علي ابن الشيخ محمد الشهير بالمصرى انه قال أياك والاعتراض على من تراه متجملاً بالثياب من العلماء والصالحين فتقول هذا ليس بزاهدٍ فى الدنيا والسلف الصالح كانوا على التقشف والرثاثة فى اللبس فتقع فى أثم كبير فإن ذلك لا ينافي الزهد اذ ان حقيقة الزهد فى الدنيا ترك الميل اليها بالمحبة لا بخلو اليد ورثاثة الثوب والهيئة وقد درج جمهور الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على خلو اليد منها ليقتدي بهم المحبوبين عن مشاهدة الأكابر. فإذا ظهر لهم أن الزهد فيها كان ذلك خوفاً عليهم ان يدخلوا فى محبتها بقلوبهم فلا يهتدوا بعد ذلك للخروج من حبها والمزاحمة عليها فان الكاملين لا يشغلهم عن الله شئ فى الكونين بخلاف القاصرين ومعلوم أن من أدام النظر فى هذا الشأن الى العلماء هو مما ألم به من داءٍ الحسد فأستكثر عليهم ماهم فيه من أمتعة الدنيا ووظائفها ومن وصية سيدى على الخواص : ( أياكم أن تستكثروا على علماء الزمان شيئاً من أمتعة الدنيا ووظائفها فإن ذلك من توابع ناموس العلم ولا تقولوا كغيركم من القاصرين قل ان يسلم من اتسعت عليه الدنيا من الشبهات والحرام ) وقد حكى سيدى المحقق الأمام ابن حجر الهيثمى فى كتابه المسمى بأشرف الوسائل على فهم الشمائل ( على ما أختاره جماعة من المتأخرين من أئمة الصوفية وغيرهم أن لما رأوا أهل اللهو يتفاخرون بالزينة والملابس ظهروا لهم برثاثة ملابسهم حفارةً لما حقره الحق وعظمة الغافلون والآن وقد قست القلوب بسبب نسيان ذلك المعين فأتخذ الغافلون رثاثة الهيئة حيلة على جلب الدنيا فأنعكس المر وصار مخالفهم فى ذلك متبعاً للسلف السابق الصالح ومن ثم قال العارف بالله سيدى ابوالحسن الشاذلى قدس الله سره لذى رثاثة الهيئة وقد انكر عليه جمال هيئته . ( هيئتى هذه تقول الحمد لله وهيئتك هذه تقول اعطونى من دنياكم ( وقد يؤدي هذا الى ما صح أنه صلي الله عليه وسلم قال : ( ان الله جميل يحب الجمال ) وفى رواية ( نظيف يحب النظافة ) أشعاراً لذوى العقول وبهم ينال رضا الرب فاذا أرادوا الهدايا كان لهم فى ذلك حكمه ونظر وان قبلوها كان لهم في ذلك حكمة ونظر وان قبلوها كان لهم من الحال مثل ذلك حيث انهم لا تضرهم سعة الدنيا ولا ضيقها بخلاف المتلبسين الذين لم تستقيم حالتهم فانهم بخلاف ذلك فاذا كثرت عليهم الدنيا شغلتهم عن ذكر ربهم وان خفت شغلتهم عن ذكر ربهم وان خفت شغلتهم أيضاً لأنهم حيث ماكثرت عليهم انهمكوا فى خدمتها وأرادوا وسعها مما هى عليه وان قلت قاموا فى طلبها بخلاف العارف فإنه اذا جاءته الدنيا من غير طلب ولا تذلل قبلها وان لم تأتيه لم يطلها بل يستغنى عنها بالله تعالي . وماحث الأكابر أصحابهم على الزهد فى الدنيا إلا خوف عليهم من زلق الطمع والميل إليها لاغير. فإن جاءتهم الدنيا بغير طمع ولا حيلةٍ إلا من حلالٍ بين كان من الأدب مع الله قبولها فإن الهداية قبولها من السنة سواءً كانت من مسلم او كافر لما جاء فى الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال : ( هاجر ابراهيم عليه السلام بسارة فدخل قرية فيها ملك جبار فقال اعطوه هاجر ) وكذلك أهديت للنبي صلي الله عليه وسلم شاة فيها سم وقد أهدى إليه ملك من الملوك بغلة بيضاء الخ الحديث وهكذا ذكره البخارى بسنده وذكر فى كشف الغمة للشعرانى ( قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما أتاك من مال السلطان من غير مسألة ولا إسراف فكله وتموله) وفى رواية ( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وتموله فانما هو رزف ساقه الله إليك فإن شئت كله وان شئت تصدق به ) . وكان أبن عمر رضى الله عنهما لا يسأل احداً شيئاً اعطيه وكان صلي الله عليه وسلم يقول : ( من عرض له من هذا الرزق شيئاً من غير مسألة ولا أشراف فليوسع به رزقه ) فينبغي لنا معشر العقلاء ان نعتقد في هؤلاء التسليم فى جميع أمورهم ولا تكونوا من الجاخدين وجهلاء بعض العامة الذين أذا رأوا شخصاً رد هدايا السلاطين وتقشف عن حالهم واحترز عن مواصلتهم اعتقدوه واذا فعل ذلك انكروا عليه لعمائهم عما هو منطو عليه من الاسراء والاذان الواقع له من الجبار حفظنا من حالهم الملك الكريم ومنحنا التسليم لكل من إستحق التعظيم وهنا اقول شعراً : لإن أردت أخا التقوى السلامة لا تنكر على الأولياء السادة الفضلا فهم أناس بأمر الله فعلهموا وقولهم حيث لا يروى من الجهلا وحيث ماخرقوا العادات قل حسناً واحذر معارضة فيما لهم حصلا
خاتمة شريفة تتضمن قولاً لطيفاً إلحاقاً لما تقدم من ذكر الأنبياء والسلف الصالح فالأولياء منهم الغنى ومنهم الفقير وقد ذكرنا هذا على سبيل الأجمال تقريباً للإفهام واما ما كان على سبيل التفصيل فشتان مابين النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة والولى فى المنزلة وهذا لا يتوهم فيه عاقل والفرق بإعتبار هذا تابع وذاك متبوع فمن أين للتابع أن يكون كالمتبوع بل كل ماذكرناهم به هو على سبيل الأجمال لتقريب للسائلين عنهم وأنما كل ماذكرناه من غنى أنما هو غنى مجازى الا غنى للنفس قال عليه الصلاة والسلام : ( ليس الغنى بكثرة العرض وانما الغنى غنى النفس ) أي ليس الغنى بكثرة المال بل هو الأستغناء بالله عما سواه سواءً كان لمال أو بدونه كما ذكره الصاوى فى شرحه للهمزية وبالجملة فإعتبار هذا أن كل الأنبياء والصحابة والأولياء أغنياء بالله تعالى عما سواه وأصطفاء الله لهم دليل على إستغنائهم بالله ثم أنهم بأسرهم فقراء الله تعالى من كان منهم له مال أم لا فأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا ملك لهم مع ربهم فىجميع ماملكوه بل كله يرجع لملكه تعالي وبهذا الأعتبار فلا زكاة فى أموالهم ولا أرث ولو كانوا من المكثرين كما وردت بذلك الشريعة المشرفة وأما الصحابة رضى الله عنهم فهم على غاية الأفتقار الى الله تعالي بظواهرهم وبواطنهم لا يشهدون لأنفسهم غنى حتى من كان منهم له مال كسيدنا عثمان بن عفان وابن عوف وابن العوام رضى الله عنهم وكل ماملكوه جعلوه لله تعالي يصرفونه فى مصارفة الشرعية كما أفاد العلاقة الصاوى رضي الله عنه. وأما العارفون رضى الله عنهم فإنهم فى غاية الإفتقار الىالله تعالي فبأعتبار أن الأنبياء والسلف الصالح مفتقرون الى الله فهم من باب أولى. بل أن الافتقار اليه يجتمع فيه جميع الناس. نعم كل واحد بعينه فقير مفتقر الى الله تعالي . لقوله جل شأنه ( يا أيها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغنى الحميد ) فالغنى بالله قد تحقق به العارفون ولذا كانوا فقراء الى الله أغنياء عن الخلق. ولما أستغنوا به تولي جميع أمورهم ولم يكلهم الى احد سواه بل قاد لهم الخلق وصارت الدنيا تخدمهم وهم يزهدونها بخلاف غيرهم شعراً :
غناء العارفين بذى الجلال ولذات الشهود بذى الجمال تولى أمرهم لما تولوا عبادته ففازوا بالنوال فأغناهم به عمن سواه وقام بشأنهم فى كل حال وقاد لهم جميع الخلق لكن بلا استذلال شخص او سؤال فصاروا يخدموا نهموا بخير على قدم وساق بامتثال ترى الدنيا لهم تأتى لهذا بلا طلب وذل واحتيال هم الأشراف والزهاد فيها هم الاخيار أرباب المعالى فليس الذهد كان خلو يد بلا والزاهدون فمن رجالى أذا كثرت عليهم لم تسرهم وان قلت فلم تخطر ببالٍ نعم لايشغلون بها واذهم بذكر الله اعظم أشتغال فهم فقراء للبارى دواماً ولكن أغنياء عن طيب بالٍ غناء الغير بالأموال بل هم يكونوا أنياء بغير مالٍ لهد يهدى الرضا ما قال شخصٌ غناء العارفين بذى الجلال
فتيقظوا أيها الأخوان من سنة غفلتكم فإنكم ترنون السادة الصوفية بميزان نفوسكم وأنهم ليسوا كما تعلمون أنتم بل عليكم بالتسليم لهم فى كل مايكون منهم وفوزوا بالأخذ عنهم وانتهجو منهجهم فإن أقامكم الله فى الفقر فقولوا الحمد لله ونعم الحال الذى أقامنا الله فيه ولو علم الله فى الغنى خيراً لأولادنا الدنيا بل هذا هو الخير فلا تشكو إلحق الى الخلق فأعلموا انها عين النقص لكم فى دينكم ودنياكم لأنكم تشكون الخالف الى خلقه ولذا كان يقول سيدى الامام الأعظم . ( ومن وصية سيدى عبدالقادر الجيلانى قوله ( احذر أن تشكو ربك وانت معافى فى ذلك أو لك قدرة على تحمل ذلك البلاء الا بالقدرة التى قواك الله تعالي بها فتقول ليس عندى قدرة ولا قوة وتشكو الى خلقه نعمة ما أنعم بها عليك وتقصد بهذه الشكوى الزيادة من خلقه وانت مقام مما به عندك من العافية والنعم فأحذر من الشكوى للخلق جهدك ولو تقطع لحمك فإن أكثر ماينزل بأبن آدم من البلاء من جهة شكواه فكيف يشكو العبد من هو أرحم به من والدته ) . ( فلو علم الله لنا في الفقر خيراً لأقامنا فيه بل هذا هو الخير الذى أراده الله لنا. جعلنا الله وإياكم من أول المتبعين لمنهاج خير النبيين ورزقنا الله وإياكم العلم من كتب الأئمة المتحقيين هذا مع الأختصار حيث انه المختار وأحسن ما تقتدى به الأقوال فى لزوم الأختصار قول سيدى اللقانى فى الجوهرة حيث قال :
لكن من التطويل كلت الهمم فصار الاختصار ملتزم
والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العي العظيم وصلي الله علي سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم .. [right] | |
|