الباراسايكولوجي يلتقي مع التصوف ويدرس اعماق النفس البشرية
كاتب الموضوع
رسالة
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: الباراسايكولوجي يلتقي مع التصوف ويدرس اعماق النفس البشرية الإثنين مارس 09, 2009 3:35 am
الباراسايكولوجي يلتقي مع التصوف ويدرس اعماق النفس البشرية
الباراسايكولوجي يلتقي مع التصوف ويدرس اعماق النفس البشرية حوارنا هذه المرة مع احد الأساتذة الذين أغنوا طريق المعرفة بنتاجاتهم العلمية والثقافية والادبية معاً.. أستاذ وطبيب وعالم في الباراسايكولوجي.. اوجد طريقة خاصة بالاستشفاء .. وله نظريات فيها. وفي علم الباراسايكولوجي00 لديه الكثير من المؤلفات العلمية بهذا الشان. منها الله- الروح - العالم - النفس – الجسد- العقل، وغيرها كثير. تعددت اهتمامات د.الحارث عبد الحميد فحصل على شهادة ليسانس الادب من جامعة الازهر في اللغة العربية والدراسات الاسلامية عام 1970 وبكالوريوس طب وجراحة عامة من جامعة بغداد عام 1973 ودبلوم عال في الطب النفسي من جامعة لندن عام 1979 ودبلوم عال في الامراض العصبية من جامعة دبلن بايرلندا عام 1980 وهو عضو كلية الأطباء النفسانيين في المملكة المتحدة، ودكتور في الطب النفسي بجامعة لندن- 1982.
ويشغل اليوم ومدير عام مركز البحوث النفسية ورئيس جمعية الباراسايكولوجي العراقية.
س/ اول ما يتبادر الى الذهن عند محادثتك عن اختصاصاتك المتشعبة السؤال عن معنى (الباراسايكولوجي).. اي ماذا يعني كل جزء من الكلمة (بارا- سايكولوجي)، وهل يكفي تعبير علم الظواهر الخارقة لتحديد المعنى؟ تتكون كلمة (الباراسايكولوجي ) من مقطعين (بارا) وتعني المناظر أو الشبيه أو القريب أو ما وراءه، وقد أبتدع هذا المصطلح الفيلسوف الالماني ماكس دسوار، وظل متداولاً حتى يومنا هذا، ليعبر عن مجموعة القدرات فوق الحسية التي تقع خارج اطار المدرك من الحواس الخمسة الاعتيادية، لكن هذا المصطلح لم يكن مقبولا بالشكل المطلوب في دوائر البحث والدراسة، كونة اي (الباراسايكولوجي) لا يرتبط فقط بعلم النفس، بل بعدد اخر من العلوم المختلفة، لذلك ابتكر المهندس (ثوليس) ورفاقة من الباحثين في الباراسايكولوجي في سنة 1947 مصطلحا اطلق عليه "الساي" ليكون معبراً عن مجموعة القدرات والقابليات الباراسايكولوجية، وهو الحرف الثالث والعشرون في اللغة الاغريقية، وهو كذلك مصطلح يستخدم في الرياضيات للتعبير عن الدالات الرياضية المجهولة.. وبذلك تصبح القدرات الباراسايكولوجية ملكاً في التفسير والتحليل والاستقصاء للعلوم المختلفة وليست حكرا للسايكولوجي فقط.
س/ إذن بما أن (الباراسايكولوجي) يدرس (القدرات غير العادية في الكائن الحي) وعلم النفس والطب النفسي يعالج مكنونات النفس البشرية.. فما هي طبيعة العلاقة بين هذين العلمين؟هل هما امتداد أحدهما للاخر.. ام انهما منفصلان بالطريقة والنظرية والاسلوب يربطهما الفعل البشري؟ يعرف علم النفس ضمن توجهاته الحديثة كونه علماً يهتم بدراسة السلوك الانساني والطبيعة البشرية، أما الطب النفسي فهو فرع من فروع الطب يدرس الشاذ من السلوك الانساني، والذي يقع في دائرة الاضطرابات أو المرض.
أما الباراسايكولوجي فهو علم الجوهر والكينونة اذ يدرس أعماق النفس البشرية، ويركز على القدرات والقابليات والطاقات الكامنة منها والتي تقع خارج اطار الحواس الخمس المعروفة لدى الانسان. وتشير الدراسات البحثية الى ان علم الباراسايكولوجي هو في الاساس فرع من فروع علم النفس ويقع على الحافات المتقدمة منه، ويرتبط بالفلسفة ارتباطاً جدلياً، ويسعى العلماء في مجال الباراسايكولوجي وخاصة التطبيقي منه الى جعله علما مستقلاً بذاتهِ نظراً لتداخله وتفاعله مع عدد من العلوم كالفيزياء والبايولوجيا والفلك وعلم الكونيات، فضلاً عن علاقته بالفلسفة والدين.
س/ هناك اسلوب في الباراسايكولوجي يسمى (الإستشفاء) باللمس او بالقرآن الكريم.. ماذا يقصد بـ (الاستشفاء) كأسلوب وطريقة؟ الإستشفاء هو مجموعة الوسائل والطرائق التي تهدف الى تحقيق الشفاء من امراض الجسم والنفس والتي تختلف عن الوسائل الطبية المتعارف عليها، لكنها لا تتقاطع معها، ولا تكون بديلا عنها، بل يمكن ان تكون مكملة لها، وللاستشفاء بهذا المعنى انواع كثيرة ومتعددة منها: عن طريق الايمان والصلاة والتأمل، أو عن طريق الطاقة الحيوية، ويشمل اللمس، أو تمرير اليد فوق الجزء المريض من الجسم أو الطب البديل.. ويشمل هذا مختلف انواع الاعشاب والنباتات الطبية والتعاويذ والماء المقدس وغيرها وعن طريق الايحاء الذي يعمل على تنشيط جهاز المناعة وتعزيز قدرة هذا الجهاز على مقاومة الامراض ودحضها، ولا يشترط في المُستشفي (أي الذي يمارس الاستشفاء) أن يكون طبيبا أو حاصلاً على شهادة تدريب طبي اكاديمي ولكنه يفضل ان تكون لديه معلومات طبية عامة، ولا يسمح قانونا للمستشفي أن يمارس قدرته على الاستشفاء في مكتب او عيادة خاصة. س/ في صدد الحديث عن الإستشفاء.. هناك سؤال قريب منه، وهو معنى (التصوف) في الباراسايكولوجي، ماذا يقصد به؟ وهل له علاقة بالاستشفاء؟ يعد (التصوف) تجربة ذاتية ذوقية وفردية، وهو فلسفة الباطن، والعلم اللوني كذلك فهو موجود في كل الاديان السماوية والفلسفات القديمة، لكن ليست هناك علاقة تربطه (بالإستشفاء) لأنه قد يكون المرء متصوفا لكنه لا يمتلك قدرات الاستشفاء، وقد يمتلكها فهي ليست قاعدة، لكن موضوع (التصوف) وصياغة المصطلح (الصوفي) والتعبير عنه بلغة أدبية رائعة تأخذ لها منحى في الشعر أحيانا، والنثر أحيانا أخرى، وقد نبغ المتصوفة من المسلمين في هذا المجال. ويمكن تعريف التصوف سايكولوجياً وفلسفيا ودينيا، فمن الناحية (السايكولوجية) هو حالة نفسية يصر فيها المرء بانه على اتصال بمبدأ اسمى- وفلسفيا هو نزعة تعول على الخيال والعاطفة أكثر مما تعول على العقل والتجربة الحسية، أما دينياً فهو علم القلوب الذي يبحث في أحوال النفس الباطنة، ويسعى الى تصفية القلوب والطهر والتجرد. ويؤدي إلى الاتصال بالعالم العلوي.. ويقول الجرجاني في تعريفهِ للتصوف (أنه تصفية القلب عن مواقف البرية ومفارقة الاخلاق الطبيعية واخماد صفات البشرية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بعلوم الحقيقة). ويلتقي التصوف بالباراسايكولوجي عبر علاقة حميمة، اذ ان المعرفة التي يحصل عليها الفرد، صوفياً كان أم صاحب قدرات باراسايكولوجية تتم ليس عن طريق القنوات الحسية الخمس المعروفة، كما في الادراك فوق الحسي وانواعه الرئيسية في التخاطر والجلاء الحسي والتنبؤ بالمستقبل، اما النظريات التفسيرية لهذه الظواهر في ضوء التصوف والباراسايكولوجي فانها تختلف كثيرا إستنادا الى المنهج الفلسفي او العلمي الذي يعتمد عليه كل منهما.
س/ نعود للحديث قليلا عن الدكتور الحارث واختصاصاته المتعددة واهتماماته الكُثر، ونقول له كيف تنظم وقتك بين كل هذه الهوايات والاختصاصات؟ الا يدفعك ذلك الى التشتت بعض الشيء؟ ما الذي استطعت ادخاله من افكار مستحدثه ومعلومات واكتشافات في هذه المجالات التي شغلت اهتمامك ؟ قد يؤدي تعدد الاختصاصات والاهتمامات الى التشتت الفكري اذا كان عشوائياً واعتباطياً ولكن على العكس من ذلك قد يؤدي هذا المنهج الى عطاء متميز وإبداع خلاق في اكثر من مجال اذا ما توفرت الرغبة والأسس المعرفية الرصينة فضلا عن حسن التنظيم والإرادة القوية والتفكير العلمي المنظم والثقة المتوازنة بالنفس، لكن تبقى الحقيقة المطلقة أكبر منا ولا يمكن للباحث عنها ان يطرق سبيلاً واحدا، لكن اجتماع اكثر من وسيلة باسلوب منظم وعلمي ودقيق يمكن ان يحقق الغاية المرجوه في البحث عن الحقيقة.. ولنا في فلاسفة المسلمين الاوائل القدوة الحسنة، فقد كان الفارابي وابن رشد وابن سينا والرازي وغيرهم فلاسفة وعلماء ورجال دين في آن واحد قدموا للبشرية الكثير من علومهم ومعارفهم وفلسفاتهم، وتلك هي السيطرة الشمولية في التعامل مع الحدث، ان التخصص الواحد، رغم اهميته وفائدته، يجعل الانسان عبداً له، غارقاً فيه متجاوزا لما يحصل من تقدم وتطور في الاختصاصات الاخرى والمعارف المتنوعة حتى وان كانت لها علاقة بتخصصه الاول وهذا بطبيعة الحال يقلل من الميل بالتفكير التباعدي الذي يعد الاساس في عمليات الابداع والابتكار.
س/ لديك الكثير من الاصدارات العلمية والبحوث المنشورة او التي شاركت بها في مؤتمرات علمية او محاضرات في ندوات؟ ما هي حصيلتك الفكرية.. وما هي نتاجاتك المقبلة؟ لدي نتاجات واصدارات معروفة، أما عن خططي المستقبلية في تحديد مسيرتي العلمية، فاعتقد ان مسيرتي العلمية قد تم رسمها وتشكيلها بالطريقة التي لا مقر منها، وأني سعيد بها، ولكني أتمنى من أعماق قلبي أن تسمح لي الظروف في ان اقدم عطاءً مكتوباً أكثر وأكثر في مجال (السايكولوجي) و(الطب النفسي).
س/ ما الذي استطعت أن تحققه من مشاركاتك في المؤتمرات العلمية والندوات داخل وخارج العراق؟ وكيف وظفت هذه الخدمات.. وبأي شكل..؟ مشاركاتي فيما يخص الباراسايكولوجي عديدة، اما الاستفادة من هذه المؤتمرات فهي كثيرة جدا لاسباب عديدة اهمها هو الالتقاء بوجهات النظر العالمية المختلفة والتعرف على احداث المستجدات العلمية على مستوى البحث العلمي والمصادر والكتب والدوريات ومن ثم ايصال الصوت العراقي في هذا المجال او ذاك من خلال القاء المحاضرات او البحوث او المشاركة في اللجان او الحوارات المفتوحة.
المصدر: http://alharithmahaba.com/dialogs/d11.htm
الباراسايكولوجي يلتقي مع التصوف ويدرس اعماق النفس البشرية