عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: مَبَادِئ التَّصَوّف الإسْلامِي الجزء الثانى الأحد مارس 08, 2009 4:10 pm | |
| مَبَادِئ التَّصَوّف الإسْلامِي قال الشيخ إبراهيم بن الحاج عبد الله: التصوف: له حد، وموضوع .. الخ 1/ أما حده: فكما قال زروق رضي الله عنه: قد حدّ التصوف ورسم وفسّرَ بوجوه تبلغ الألفين، ترجع كلها إلى: صدق التوجه إلى الله تعالى، وإنما هي وجوه فيه، والله أعلم .. 2/ وأما موضوعه: فهو الذات العلية؛ لأنه يبحث عنها باعتبار معرفتها، إما بالبرهان، أو بالشهود والعيان، فالأول للطالبين، والثاني للواصلين. وقيل: موضوعه: النفوس والقلوب والأرواح؛ لأنه يبحث عن تصفيتها وتهذيبها، وهو قريب من الأول؛ لأن من عَرَف نفسَه فقد عرف ربَّه. 3/ وأما واضعه: فهو النبي صلى الله عليه وسلم، علّمه الله له بالوحي والإلهام، فنزل جبريل عليه السلام أولا بالشريعة، فلما تقرّرت نزل ثانيا بالحقيقة، فخص بها بعضاً دون بعض .. 4/ وأما اسمه: فعلم التصوف، واختلفوا في اشتقاقه، وأصح قول فيه أنه مشتق من الصفاء .. 5/ وأما استمداده: فهو مستمد من الكتاب والسنة وإلهامات الصالحين وفتوحات العارفين .. 6/ وأما حكم الشارع فيه: فقال الغزالي: إنه فرض عين؛ إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقال الشاذلي: من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر. 7/ وأما تصور مسائله: فهي معرفة اصطلاحاته، والكلمات التي تداولت بين القوم، كالإخلاص، والصدق، والتوكل، والزهد، والورع، والرضا، والتسليم، والمحبة، والفناء، والبقاء، وكالذات، والصفات، والقدرة، والحكمة، والروحانية، والبشرية، وكمعرفة حقيقة الحال، والوارد، والمقام، وغير ذلك. 8/ وأما فضيلته: فقد تقدم أن موضوعه الذات العلية، وهي أفضل على الإطلاق؛ إذ هو دالّ بأوله على خشية الله، وبوسطه خلى معاملته، وبآخره على معرفته والانقطاع إليه .. 9/ وأما نسبته من العلوم: فهو كلي لها، وشرط فيها؛ إذ لا علم ولا عمل إلا بصدق التوجه إلى الله تعالى. فالإخلاص شرط في الجميع، هذا باعتبار الصحة الشرعية والجزاء والثواب، وأما باعتبار الوجود الخارجي: فالعلوم توجد في الخارج بدون التصوف، لكنها ناقصة أو ساقطة، ولذلك قال السيوطي: نسبة التصوف من العلوم: كعلم البيان مع النحو، يعني كمال فيها، ومحسن لها. وقال الشيخ زروق رضي الله عنه: نسبة التصوف من الدين نسبة الروح من الجسد؛ لأنه مقام الإحسان الذي فسّره رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: { أن تعبد الله كأنك تراه } الحديث، إذ لا معنى له سوى ذلك .. 10/ وأما فائدته: فتهذيب القلوب، ومعرفة علام الغيوب. أو تقول: ثمرته: صفاء النفوس، وسلامة الصدور، وحسن الخلق مع كل مخلوق. "انتهى[right] | |
|