عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: صفات الله تعالى الأحد مارس 08, 2009 2:42 pm | |
| صفات الله تعالى قال أبو الحسن البوشنجي رحمه الله:" التوحيد: أن تعلم أنه غير مشبه للذوات، ولا منفيٍّ للصفات " .. وقال الجنيد:" أنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد، بنفي الأضداد والأنداد والأشباه، بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ". وسئل ذو النون المصري عن التوحيد؟ فقال:" أن تعلم أن قدرة الله تعالى في الأشياء بلا مزاج، وصنعه للأشياء بلا علاج، وعلةُ كلِّ شيء صنَعه، ولا علة لصُنعه، ومهما تصور في نفسك شيء فالله بخلافه "، [[ وفي رواية "ط" ]]:" .. وليس في السماوات العلا ولا في الأرضين السفلى مدبِّر غير الله، وكل ما تصوّر في خيالك فالله بخلاف ذلك "، [[ قال شمس الزمان _ قدس سره _:" ليس كما يفهم الحشوية: أنه على خلافه في المظهر!! كما يقول شيخهم _ مجدد الحشو والتشبيه وإمام كل ضال سفيه _ ابن تيمية الحراني في بعض كتبه:" ليس ككيفيته شيء "!! بل هذه الكلمة _ [[ للإمام ذي النون ]] _ على إطلاقها، وتعني: كل ما يمكن تصوره قابل للإدراك، فهو محدث؛ لأن الله تعالى يقول: { ليس كمثله شيء }، و { لا تدركه الأبصار }، فتنبه لحشو هؤلاء في هذه الكلمة الفخمة "انتهى. وروى الإمام السلمي رحمه الله في طبقات الصوفية:" عن الحسن المزين أنه قال:" اعلم أن ما خطر بقلبك، أو أمكنك الإشارة إليه، فالله تعالى بخلاف ذلك. واعلم أن أوصافه مباينة لأوصاف خلقه، باينهم بصفاته قدماً كما باينوه بصفاتهم حدثاً ". "انتهى ]]. وقال أبو علي الروذباري:" كل ما توهمه متوهم بالجهل أنه كذلك، فالعقل يدل على أنه بخلافه ". وقال أبو الحسين النوري:" التوحيد: كلُّ خاطر يشير إلى الله تعالى، بعدم مزاحمته من خواطر التشبيه ". وسئل أبو علي الروذباري عن التوحيد؟ فقال:" التوحيد: استقامة القلب بإثبات مفارقة التعطيل، وإنكار التشبيه، والتوحيد في كلمة واحدة: كل ما صوَّره الأوهام والأفكار فالله سبحانه بخلافه؛ لقوله تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ". قال أبو بكر الشبلي:" الله: هو الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف، سبحانه لا حدَّ لذاته، ولا حروف لكلامه "، " كل ما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم، محدث مصنوع مثلكم ". قال عمرو ابن عثمان المكي:" كل ما توهمه قلبك، أو رسخ في مجاري فكرتك، أو خطر في معارضات قلبك: من حسن، أو بهاء، أو أنس، أو جمال، أو ضياء، أو شبح، أو نور، أو شخص، أو خيال، فالله تعالى بعيد من ذلك؛ ألا تسمع إلى قوله تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }، وقال: { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } ". وقال الحسين بن منصور:" ألزم الكلَّ الحدث؛ لأنَّ القدم له: فالذي بالجسم ظهوره فالعرَض يلزمه، والذي بالأداة اجتماعه فقواها تمسكه، والذي يؤلِّفه وقت يفرقه وقت، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذي يظفر به الخيال فالتصوير يرتقي إليه، ومن آواه محل أدركه أين، ومن كان له جنس طالبه مكيِّف. إنه سبحانه: لا يظله فوق، ولا يقله تحت، ولا يقابله حد، ولا يزاحمه عند، ولا يأخذه خلْف، ولا يحدُّه أمام، ولم يظهره قبل، ولم يفنه بعد، ولم يجمعه كلُّ، ولم يوجده كان، ولم يفقده ليس. وصفه: لا صفة له، وفعله: لا علة له، وكونه: لا أمد له؛ تنزَّه عن أحوال خلقه، ليس له من خلقه مزاج، ولا في فعله علاج، بانيهم بقِدَمه، كما باينوه بحدوثهم. إن قلت: متى؟ فقد سبق الوقت كونه. وإن قلت: هو؟ فالهاء والواو خلْقه. وإن قلت: أين؟ فقد تقدَّم المكانَ وجودُه. فالحروف [[ وما في معناها من أمثلة الألوهية التي نزلت لتعريف العباد برب البريَّة "ط" ]]: آياته، ووجوده: إثباته، ومعرفته: توحيده، وتوحيده: تمييزه من خلقه. ما تُصوِّر في الأوهام فهو بخلافه. كيف يحلُّ به ما مِنْه بِدْأُهُ؟ أو يعود إليه ما هو أنشأه؟ لا ترمقه العيون، ولا تقابله الظنون. قربه: كرامته، وبُعده: إهانته. علوُّه: من غير توقُّل، ومجيئه: من غير تنقُّل. هو: الأول والآخر، والظاهر والباطن، والقريب والبعيد، الذي { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } "، [[ هذا كلام يكتب بالذهب .. أنظر إلى هذا التوحيد الخالص البليغ، وما سبقه وما هو آت بعده .. من النقول عن سادات السلف الصالح هؤلاء رضي الله تعالى عنهم؛ الذين ترى إمامتهم من خلال كلامهم وأحوالهم وتحققهم؛ لتعلم وتلمس كذب الحشوية وعلى رأسهم ابن تيمية الحراني وتلميذه ابن القيم الزرعي فيما زعموه من إجماعات على الجهة وغيرها من مفاسد عقيدتهم التي ينادون إليها باسم السلف وأهل السنة! وهؤلاء منهم برءاء، وسوف يعلمون. "ط" ]] .. وقال أبو عثمان المغربي يوماً لخادمه محمد بن المحبوب:" يا محمد، لو قال لك أحد: أين معبودك؟ إيش تقول "؟ قال: أقول حيث لم يزل. قال:" فإن قال: أين كان في الأزل؟ إبش تقول "؟ قال: أقول حيث هو الآن "، يعني: أنه كما كان ولا مكان، فهو الآن كما كان. قال محمد بن المحبوب:" فارتضى مني ذلك، ونزع قميصه وأعطانيه ". وقال الحسين بن منصور:" من عرف الحقيقة في التوحيد، سقط عنه: لِمَ، وكيف ". وقال الجنيد:" متى يتصل من لا شبيه له ولا نظير له بمن له شبيه ونظير؟! هيهات؛ هذا ظن عجيب، إلا بما لطف اللطيف من حيث لا درك، ولا وهّم، ولا إحاطة إلا إشارة اليقين وتحقيق الإيمان " .. وقيل ليحيى بن معاذ:" أخبرني عن الله عز وجل؟ فقال: إله واحد. فقيل له: كيف هو؟ فقال: ملك قادر. فقيل: أين هو؟ فقال: هو بالمرصاد. فقال السائل: لم أسألك عن هذا!! فقال: ما كان غير هذا كان صفةَ المخلوق، فأما صفته فما أخبرتك عنه ". ورأيت بخط الأستاذ أبي عليٍّ أنه قيل لصوفيِّ: أين الله؟ فقال:" أسحقك الله!! تطلب مع العين أين؟! وقال أبو القاسم النصراباذي:" الجنة باقية بإبقائه، وذكرُه لك، ورحمته ومحبته لك باق ببقائه، فشتان بين ما هو باق ببقائه، وبين ما هو باقٍ بإبقائه ". رحم الذي قاله الشيخ أبو القاسم النصراباذي؛ هو غاية في التحقيق: فإن أهل الحق قالوا:" صفات ذات القديم سبحانه: باقيات ببقائه تعالى "، فنبه على هذه المسألة، وبين أن الباقي باقٍ ببقائه، بخلاف ما قاله مخالفو أهل الحق فخالفوا الحق. وقال النصراباذي:" أنت متردد بين صفات الفعل وصفات الذات، وكلاهما صفته تعالى على الحقيقة، فإذا هيمَّك في مقام التفرقة قرنك بصفات فعله، وإذا بلَّغك إلى مقام الجمع قرنك بصفات ذاته ". وأبو القاسم النصراباذي: كان شيخ وقته. وسئل سهل بن عبد الله عن ذات الله عز وجل؟ فقال:" ذات الله تعالى موصوفة بالعلم، غيرُ مدركة بالإحاطة، ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا، وهي موجودة بحقائق الإيمان من غير حدِّ ولا إحاطة ولا حلول، وتراه العيون في العقبى ظاهراً في ملكه وقدرته، وقد حجب الخلق عن معرفة كنه ذاته، ودلهم عليه بآياته؛ فالقلوب تعرفه، والعقول لا تدركه، ينظر إليه المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية ". وسأل ابنُ شاهين الجنيدَ عن معنى ( مع )؟ فقال:" ( مع ) على معنيين: مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة؛ قال الله تعالى: { إنني معكما أسمع وأرى }. ومع العامة بالعلم والإحاطة؛ قال تعالى: { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } ". فقال ابن شاهين:" مثلك يصلح أن يكون دالاَّ للأمة على الله ".[right][right] | |
|