عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: أصول التوحيد الأحد مارس 08, 2009 2:40 pm | |
| أصول التوحيد قال الجنيد:" إن أول ما يحتاج إليه العبد من الحكمة: معرفة المصنوع صانعه، والمحدث كيف كان إحداثه؛ فيعرف صفة الخالق من المخلوق، وصفة القديم من المحدث، ويذل لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته؛ فإن من لم يعرف مالكه لم يعترف بالملك لمن استوجبه ". وقال أبو محمد الجريري، رحمه الله:" من لم يقف على علم التوحيد بشاهد من شواهده، زلت به قدم الغرور في مهواة من التلف "، يريد بذلك: أن من ركن إلى التقليد، ولم يتأمل دلائل الوحيد: سقط عن سنن النجاة، ووقع في أسر الهلاك ". وقال الجنيد:" أشرف المجالس وأعلاها: الجلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد ". وقال أبو الطيب المراغى:" للعقل دلالة، وللحكمة إشارة، وللمعرفة شهادة: فالعقل يدل، والحكمة تشير، والمعرفة تشهد: أن صفاء العبادات لا ينال إلا بصفاء التوحيد ". وسئل رُويم بن أحمد عن أول فرض افترضه الله عز وجل على خلقه؟ فقال:" المعرفة؛ لقوله جلَّ ذكره: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }، قال ابن عباس:" إلا ليعرفون " ". وسئل أبو بكر الزاهر أباذي عن المعرفة؟ فقال:" المعرفة: اسم، ومعناه: وجود تعظيمٍ في القلب، يمنعك عن التعطيل والتشبيه ". [[ روى الإمام السلمي رحمه الله في طبقات الصوفية:" أن أبا حمزة البزار قال:" من علم طريق الحق سهل عليه سلوكها، وهو الذي علمها بتعليم الله إياه، ومن علمها بالاستدلال فمرة يخطئ ومرة يصيب. ومن تبع في أثر الدليل الصادق الناصح بلغ عن قريب إلى مقصده. ولا دليل على الطريق إلى الله تعالى إلا متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحواله أفعاله وأقواله ". وأن أبا الحسن البوشنجى قال:" أول الإيمان منوط بآخره؛ ألا ترى أن عقد الإيمان: ( لا إله إلا الله )، والإسلام منوط بأداء الشريعة بالإخلاص؛ قال الله تعالى: { وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } "، وهو بمعنى ما رواه الإمام السلمي رحمه الله في طبقات الصوفية:" عن أبي الحسين:" اليقين ثمرة التوحيد؛ فمن صفا في التوحيد صفا له اليقين ". "، ولما سألنا شيخنا الإمام العارف شمس الزمان _ قدس سره _ ارتضاه وقال:" هو كذلك؛ فليس التصوف إلا تحقيق أصول الدين والتحقق منها بالاتباع، فمن ادعى التصوف وهو على غير ذلك فقد ضيع نفسه بالابتداع "انتهى ]]. وسئل الحسن المزين عن التوحيد؟ فقال:" أن توحد الله بالمعرفة، وتوحده بالعبادة، وتوحده في الرجوع إليه في كل مالك وعليك ". قال بعضهم:" أول المقامات: المعرفة، ثم اليقين، ثم التصديق، ثم الإخلاص، ثم الشهادة، ثم الطاعة، والإيمان اسم يجمع هذا كله ". أشار هذا القائل إلى أن أول الواجبات: هو المعرفة بالله سبحانه، والمعرفة لا تحصل ألا بتقديم شرائطها: وهو النظر الصائب. ثم إذا توالت الأدلة وحصل البيان: صار بتوالي الأنوار وحصول الاستبصار كالمستغني عن تأمل البرهان وهو حال اليقين. ثم تصديق الحق سبحانه فيما أخبر عند إصغائه إلى إجابة الداعي فيما يخبر من أفعاله _ سبحانه _ في المستأنف؛ لأن التصديق إنما يكون في الإخبار. ثم الإخلاص فيما يتعقبه من أداء الأوامر. ثم بعد ذلك إظهار الإجابة بجميل الشهادة. ثم أداء الطاعات: بالتوحيد فيما أمر به، والتجرد عما زجر عنه. وقال أبو محمد المرتعش:" أصول التوحيد ثلاثة أشياء: معرفة الله تعالى بالربوبية، والإقرار له بالوحدانية، ونفى الأنداد عنه جملةً ". وقف رجل على الحسين بن منصور، فقال: من الحق الذي يشيرون إليه؟ فقال:" معل الأنام ولا يعتل ". وقال أبو سعيد الخراز:" أول مقام لمن وجد علم التوحيد وتحقق بذلك: فناء ذكر الأشياء عن قلبه، وانفراده بالله عز وجل ". وقيل:" التوحيد: إسقاط الياءات، لا تقول: لي، وبي، ومني، وإليّ "، [[ وهذا تصريح بنفي الاتحاد، وما في معناه من عقائد الإلحاد "ط" ]]. قال الشبلي لرجل:" أتدري لم لا يصح توحيدك "؟ فقال: لا!! فقال:" لأنك تطلبه بك "، [[ قال شمس الزمان _ قدس سره _:" وهذا عين ما قرَّره أهل الحق في الحد بين الحاضر والغائب: بعدم قياس الغائب على الشاهد أو الحاضر والتعرف عليه بمعانيه، وذلك معنى إفراد القدم عن الحدث "انتهى وقال في كتابه كشف الزلل:" أن المؤمنين الراشدين ممتدحون بإيمانهم بالغيب الذي لا يقوم إلا على حدود بين الحاضر والغائب، مبنيَّة على حقيقة الطرفين: فإن كان الغائبُ مثلَ الحاضر كان الحدُّ: تشبيهَه به. وإن لم يكن مثلَه: امتنع تشبيهه به، وكان الحد _ الذي هو: الإيمان به، وإثباته _: نفي كل معنى من معاني الحاضر عنه. وبالتالي: العجز عن بلوغ حقيقة الغائب المنزه عن المِثل، والوقوف على إثباته. ولما نفى الله تعالى عن نفسه المماثلةَ _ التي شهد العقل باستحالتها عليه سبحانه _، كان الحد: نفي المماثلة، فتنزيهه سبحانه وتعالى عن معاني الخلق. فغاية الباحث في الإلهيات: إثبات الكمالات على معنى منزّه عن معاني الخلق، وبيان فساد نسبة معاني الخلق إلى الخالق. وأما تفسير هذه المخالفة وبيان حقيقتها فهو محل العَجز، ونهاية البحث. "انتهى ]]. وسئل الجنيد عن التوحيد؟ فقال:" إفراد الموحَّد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته ". وقال:" التوحيد: علمك وإقرارك: بأن الله فرد في أزليته، لا ثاني معه، ولا شيء يفعل فعله ". وسئل عن توحيد الخاص؟ فقال:" أن يكون العبد شبحاً بين يدي الله سبحانه، تجري عليه تصاريف تدبيره في مجاري أحكام قدرته، في لجج بحار توحيده، بالفناء عن نفسه، وعن دعوة الخلق له، وعن استجابته بحقائق وجوده، ووحدانيته في حقيقة قربه بذهاب حسه وحركته لقيام الحق سبحانه له فيما أراد منه، وهو أن يرجع آخر العبد إلى أوله، فيكون كما كان قبل أن يكون ". وقال يوسف بن الحسين:" توحيد الخاصة: أن يكون بسره ووجده وقلبه كأنه قائم بين يدي الله تعالى، تجري عليه تصاريف تدبيره وأحكام قدرته في بحار توحيده بالفناء عن نفسه وذهاب حسه، بقيام الحق سبحانه له في مراده منه، فيكون كما قيل: أن يكون في جريان حكمه سبحانه عليه ". وقال ابن عطاء:" علامة حقيقة التوحيد: نسيان التوحيد، وهو: أن يكون القائم به واحداً "، [[ بمعنى: أنه لا يبقى للإنسان شواغل عن التوحيد، فينسى المجاهدة فيه لتحققه به على الدوام "ط" روى الإمام السلمي رحمه الله في طبقات الصوفية:" أن أبا عبد الله الصبيحي سئل عن أصول الدين؟ فقال:" إثباتُ صدق الافتقار إلى الله تعالى، وُحسن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ". "انتهى ]] سمعت أبا علي الدقاق يقول في آخر عمره، وكان قد اشتدت به العلة، فقال:" من أمارات التأييد: حفظ التوحيد في أوقات الحكم "، ثم قال كالمفسر لقوله مشيراً إلى ما كان من حاله:" هو: أن يقرّضك بمقاريض القدرة في إمضاء الأحكام قطعةً قطعةً وأنت شاكر حامد ". قال الجنيد في جوابات مسائل الشاميين أيضاً:" تفرد الحق بعلم الغيوب، فعلم ما كان وما يكون وما لا يكون: أن لو كان كيف كان يكون ". قال سهل بن عبد الله:" نهايات الأولياء بدايات الأنبياء ". فإن قيل: هل يجوز تفضيل الأولياء على الأنبياء عليهم السلام؟ قيل: رتبة الأولياء: فلا تبلغ ربتةَ الأنبياء عليهم السلام: للإجماع المنعقد على ذلك. وقال الواسطي:" ما أحدث الله شيئاً أكرم من الروح ". صرَّح بأن الروح مخلوقة. قال الواسطي:" الكفر والإيمان، والدنيا الآخرة: من الله، وإلى الله، وبالله، ولله: من الله ابتداء وإنشاء، وإلى الله مرجعاً وانتهاء، وبالله بقاء وفناء، ولله ملكا وخلقاً ". قال أبو عليَّ الدقاق:" كما أن الربوبية نعت للحقَّ سبحانه لا يزول عنه، فالعبودية صفة للعبد لا تفارقه ما دام "، [[ وهذا مع ما في معناه من كلام القوم _ رضي الله تعالى عنهم _: ينبغي أن يكون الأصل الذي يُرجع إليه عند وجود الاشتباه في كلامهم المستعمل في معنى خاص ويحتمل معانٍ منكرة في أصول الدين، ويُعتبر تأويل كلامهم بما يحفظ عليهم إسلامهم فرض؛ لما أمرنا به من حسن الظن، ثم إن كان صاحب الكلام المتشابه حياً يُتبيّن منه لرفع الإشكال، أما عن نفس التصوف: فكلام الدقاق هذا _ وما في معناه مما بينه أئمة القوم _ يعبّر عنه، فمن خالفه فليس بصوفي، بل دعي. "ط" ]]. وقال رحمه الله:" العبودية أتم من العبادة؛ فأولاً: عبادة، ثم عبودية، ثم عبودة. فالعبادة للعوام من المؤمنين، والعبودية للخواص، والعبودة لخاص الخاص ". وسمعته يقول:" العبادة: لمن له علم اليقين، والعبودية: لمن له عين اليقين، والعبودة: لمن له حق اليقين ". وسمعته يقول:" العبادة: لأصحاب المجاهدات، والعبودية: لأرباب المكابدات، والعبودة: صفة أهل المشاهدات. فمن لم يدخر عنه نفسه فهو صاحب عبادة، ومن لم يضن عليه بقلبه فهو صاحب عبودية، ومن لم يبخل عليه بروحه فهو صاحب عبودة ". قال الجنيد:" التوحيد الذي انفرد به الصوفي: هو إفراد القدم عن الحدث، والخروج عن الأوطان، وقطع المحاب، وترك ما علم وجهل، وأن يكون الحق سبحانه مكان الجميع ".[right] | |
|