عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: منبر الأسئلة المجموعة الأولى الأحد مارس 08, 2009 12:33 pm | |
| منبر الأسئلة
أحيانا تغلب محبة الله تعالى على قلب العبد فلا يشعر بالخوف . إذا غلبت المحبة على قلب العبد لايخطر على باله الخوف , ولايتفكر بالرجاء كذلك , هذا شئ آخر باتجاه الله تعالى (( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )) , هذا من الأنوار القلبية وهو نوع من التجليات .الأمان من عذاب الله من الكبائر , والقنوط كذلك . الرجاء والخوف يحصلان أحياناً ويغيبان أحيانا ً.إذا تفكر العبد في عبادته يحصل له الخوف أكثر , لأن عبادتنا كلها مغشوشة , كلها رياء , كلها عجب , كلها غفلة . وخوف العبد على تقصيره يكون من باب الخشية , كلما تذكر ذلك يستحي من الله .
كيف أزيد محبتي لله تعالى وللرسول عليه الصلاة والسلام ؟ إذا أخذت بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم يحبك الله (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) . يعني إتباعنا العرضي الفاني لرسول الله عليه الصلاة والسلام يورث محبة الله الباقية لنا . أما أسباب زيادة المحبة فهي : قراءة القرآن الكريم , والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم , يوم القيامة الرسول عليه الصلاة والسلام يعرف المؤمنين بكثرة صلاتهم عليه .
هل يزول حديث النفس بالكلية ؟ لا . لأن القلب هدف , فإذا كان خالياً من رماية النفس والشيطان فإنه يتفكر في خلق الله وفي السنوات والأرض . وأما إذا حول إلى النفس فإنه يتفكر بأمور تافهة لاتلزم له , ومع ذلك يشتغل بالوسوسة بها , والعبد لايؤاخذ بذلك لكن عليه أن لايسترسل معها .
هل كل مؤمن يجاهد نفسه يصل إلى المراتب والمقامات العالية ؟ هذا تقدير الله , إذا كتب الله له ذلك يصل إليه بإرادة الله , وأما إذا لم يصل إلى تلك المقامات والكشوفات والكرامات وهو دائماً يجاهد نفسه , فإنه يكون من المحسنين , ليس علينا أن نراقب الثمرة , بل علينا أن نأتمر بأمر الله جل و علا , وبعد ذلك إن رمانا إلى أسفل السافلين فهو عدل وإن رفعنا إلى أعلى عليين فهو فضل .
عندما نبتعد عن صحبة الصالحين تذهب بعض الفضائل منا بتأثير البيئة ؟ الدنيا ليست للرسل الكرام فقط، فهي للرسل الكرام وللكافرين وللمؤمنين وللأولياء . علينا أن نحافظ على التكاليف الشرعية . أثر البيئة معلوم، لكن كل واحد مسؤول عن نفسه لاعن غيره، وإذا كان غيره يسمع منه عليه أن ينصحه، وإلا فإنه ليس مسؤولاً .
عندما يكون عمل الإنسان بالله هل تدخل عليه النفس ؟ النفس لطيفة في جسد الإنسان توجِّه إلى القلب . القلب هدف للنفس والشيطان من جهة، وللملائكة من الله من جهة أخرى، ما يأتي من النفس و الشيطان كله شرور، وأما ما يأتي من الله تعالى بواسطة الملائكة فكله خير. المؤمن التقي - ولو لم يكن من أهل الطريق - يشعر بما يأتي إلى قلبه، فإذا كان مخالفاً للشريعة يتبرأ منه ويستعيذ بالله تعالى، وهذا هو التمييز، الذي قال الله تعالى عنه { إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا }
ماذا نقول للذي جعل نفسه وليا واصلا والذي لو نصحته بالتواضع سخر واعتبرك ما زلت لا تعرف ما يعرفه ؟ نصيحة مَن هذا وصفُه تحقيرٌ لها , لأنها توضع في غير محلها ، وعند من لا يقبلها . علينا أن نحسن الظن بالمؤمنين جميعاً ،ولا نشتغل بهم ، لأن اشتغالنا بهم يمنعنا من اشتغالنا بأنفسنا ، وهو الذي عليه مدار نجاتنا .
إنني أغضب بسرعة و لأتفه الأشياء فما الحل ؟ الغضب صفة ضرورية للإنسان ، تمكِّنه من الدفاع عن دينه وعرضه ، ولهذا خلقها الله فينا . لكن الخطأ أن نستعملها في ما غير ما خُلقت له ، فنغضب لحظوظ أنفسنا ولأسباب تافهة . وعلاج ذلك قوله تعالى : { والكاظمين الغيظ ... } ، فإنه عزَّ وجل لم يطالبنا بإزالة هذا الوصف ، وإنما طلب منا أن نكظمه ونكتمه إذا كان لغير الأسباب التي خلق من أجلها ، وهذا يحتاج إلى تكلف وتدريب ومجاهدة للنفس ، وثمرةُ ذلك : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } . ومما يساعد على ذلك : ماورد في السنة المشرفة ، من أن الغضب من الشيطان ، والشيطان خُلق من النار ،وإنما تُطفأ النار بالماء ، فمن غضب فليتوضأ . وقد ورد دعاء للاستعانة على هذا الأمر ، وهو : ( اللهم اغفر لي ذنبي ، وأذهِب غيظ قلبي ، وأجِرني من الشيطان ) .
يقول البعض : في الزمان الماضي كان هناك أولياء ، ولكن في هذا الزمان أين الأولياء ؟ هذا القول يَحْجُرُ على قدرة الله تعالى ؛ فقدرةُ الله تعالى شاملة لجميع الأزمنة ، لا يقيِّدها شيء ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أمتي كالمطر لا أدري الخير في أولهم أو آخرهم )) كلُّ واحد من المسلمين الذين انتموا إلى الطرق عليه ـ بعد الاعتقاد الصحيح ـ أن يتمسك بالشريعة والسنة النبوية مع الإخلاص ، وأن تكون السنة النبوية عنده أهم من أوراده ووصايا شيخه ؛ وإذا ثبَتَ هذا فكُلُّ مريدٍ تكون له خصوصيَّةٌ ؛ فمنهم من ينتقل بسرعة من الخطرات والأحوال ويصل إلى الوسط فيكون مستريحاً بعبادته لله تعالى ، ومنهم من تكون تربيته غير ذلك ، لكنَّ بعض المريدين لا يفهمون هذا الأمر فينظرون إلى المنتهى وهم مبتدِئون ، ويتفَكَّرون : لِمَ لا يحصل لنا هكذا ؟ ويبقى فكرهم محصوراً في ذلك . بعدما يتوجّه المريد الصادق إلى سيره وسلوكه ، فالصحبة ( المجالسة ) تكمِّل له ذلك بشرط التسليم والانقياد . ومن حصل له ذلك يكفيه زيارة واحدة لشيخه كل سنة أو كل ثلاث سنوات أو أكثر . فالمبتدِئ ليس له حق أن ينظر إلى المنتهَى ، بل عليه أن يقعد مكانه حتى ينقلَه ربُّه أو ينقلَه شيخُه بالنصيحة بتوفيق الله تعالى .
عند الحضور هل للعقل مداخلةٌ بالقلب ؟ للعقل حَدٌّ مُعيَّن ، لكنَّ القلبَ والروحَ ليس لهما حدود ، وهما وراء العقل ؛ فالذي يصل إليه القلب لا يصل إليه العقل ، لأنّ العقل محجوب بالطبيعة البشرية ، فقد يُنكِر ما كان مخالفاً لهذه الطبيعة ، أو يقول : إني لا أعلم ؛ وبذلك يبقى العقل هناك معزولاً ، أما القلب والروح فيمكن أن يذهبا إلى ما فوق سبع سماوات بلحظة واحدة . فعقل العقلاء من أهل الدين يقول : أنا لست أهلاً لهذا ، لكنّه لا يُنكر ؛ أما عقل من لا يعرف نفسه فإنه يُنكر . مَن أسندَ عقلَه إلى الشريعة فهو عاقل ، ومن أسندَ عقلَه إلى نفسه فليس بعاقل . فالعقل عقلان : عقل المَعاد وعقل المَعاش ؛ صاحب عقل المعاد تَرى سيرتَه شرعيةً ، فعقلُه يخلِّصه من عذاب الله . أما صاحب عقل المعاش فسيرتُه ليست شرعيةً ، وعقلُه لا يخلِّصه من عذاب الله ، لكنْ يمكن أن يعفو الله عنه برحمته سبحانه وتعالى .
هل يتولَّد الحضور مع الله من كثرة الذكر ؟ نعم . الحضور مع الله آلَتُهُ ـ بعدَ تركِ المعاصي والحفاظِ على حدود الله والتمسكِ بالشريعةِ والسنةِ النبوية ـ ركنٌ من أركان الطريـق ، هو الذكر . فمَن أَحَبَّ شيئاً أكثر ذِكرَه عليكم أن تجرِّبوا حالَكم ، فمَن يذكر كثيراً يغيَّر حالُه كما تُغيَّر أوراقُ الأشجار . ولكنكم لا تتَفَكَّرون في أحوالكم ، بل تشتغلون بالأكل غير العادل والفلوسِ والدنيا والخلقِ وبأمور تافهةٍ لا نفعَ بها . لا بدَّ للإنسان من أن يحاسب نفسه مساء كل يوم على ما صدر منه من التقصيرات من جهتين جهة ظاهرية : مثلاً يقول : إني خدَعْتُ فلاناً أو كسرْتُ قلب فلان أو أخذْتُ مال فلان… وجهة باطنية : مثلاً يقول : إني بالقلب نقَدْتُ على فلان … وهذا النقدُ إذا كان لأجل الدين فليس مذموماً ، أما إذا كان لأجل النفس فهو مذموم .
كيف أصل إلى الله ؟ بالتّمسّك بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ليس إلا هذا . حافظ على صلواتك الخمس ، لكن صلاة الخاشعين ، هذه مهمة ، يعني حاول حتى تكون صلاتك صلاة الخاشعين . قال الله تعالى : ] قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [ [ المؤمنون / 1 ـ 2 ] ، ولا تسرف في الإنفاق والأكل واللباس ، ولا تتطاول بلسانك على الغير ولا تغتَبْ أحداً . فبالتّمسّك بالكتاب والسنّة يكون العبد من أهل الاستقامة ، ثم بكثرة الذكر يترقى في ظل معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كيف يمكن التخلّص من ملاحظة الخلق ؟ اذكر كثيراً واقرأ القرآن وعاملِ النّاسَ كما تحب أن يعاملوك وتعلّق بالله وفوِّض أمر الخلق إلى الخالق وظُنَّ بالناس خيراً ، فأنت مأمور بحسن الظن . ( إذا شئت أن تحيا سعيداً فظنَّ بالنّاس خيراً ) .
على الإنسان أن يشتغل بما يتعلّق به لا بما يتعلّق بالآخرين . مثلاً : الأمرُ بالمعروف والنَّهيُ عن المنكر لا بدَّ منه لكلِّ مؤمن ، وبما أنّ طبقاتِ النّاس وأرواحَهم ونفوسَهم وعقولَهم مختلفةٌ فمنهم من يقبل النصيحة ومنهم من لا يقبل ، فعلى النّاصح أن لا ينـزعج من عدم القبول . هذا الانزعاج ليس حقّه لأنّه انزعاج لنفسه . فوظيفته أن يعظهم بالموعظة الحسنة ، والقَبولُ أمْرُهُ إلى الله تعالى . رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وظيفتُه التبليغ والتذكير والتبشير والإنذار ؛ فهو ليس مسؤولاً عن عدمِ قبول أبي جهل منه ، وهو لم ينـزعج من ذلك . فعلى الإنسان أن يقول لله ، ويبلِّغ لله ، وينصح لله ، فإذا قُبِلَ منه فهذا هداية من الله ، وإلا فعدم الهداية من الله أيضاً . لا يَخرج الإنسان عن فِخاخ النفس ، فعليه أن يحوِّل أخلاقه إلى أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
ما هو الأفضل في الصّلاة ، استشعارُ عظمة الله سبحانه وتعالى أمِ التفكّرُ بأن الله تعالى يراني ؟ كلاهما جيّد . كما آمنّا بوجود الله ووحدانيّته ، كذلك آمنّا بصفاته جلّ وعلا . اعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك ، هذا مقام أعلى .
إزالة الخواطر هل تكون بذكر ( لا إله إلا الله ) أم بذكر لفظ الجلالة ( الله ) ؟ الكلمة الطيبة ( لا إله إلا الله ) تُزيل الأغيار من القلب ، والصلواتُ على الرسول عليه الصلاة والسلام تنوِّر القلب ، فإذا تنوَّر القلب بعد إزالة الأغيار يحصل الحضور ، وإذا حصل الحضور والخشية في الصلاة أو في الذكر لا تأتي الوساوس إلا قليلاً ، وإن جاءت فالإنسان يُحِسُّ بها ، حينذاك عليه أن يَرجع ويوجِّه قلبه إلى لمذكور إذا كان في حالة الذكر ، وإلى الله إذا كان في الصلاة . ولا يحصل هذا إلا بالمجاهدة أو السلوك على يَدِ مَنْ وَصَلَ وفَهِمَ ورَجَع وأُذِن ، أو بمصاحبة أرواح الأولياء الكمَّل المتقدمين المتوفَّين ، وهذا يحصل بعناية الله جل وعلا .
قلوب المريدين تنفعل لسرِّ الإذن الذي يحمله الشيخ المربي . فما هي حقيقة هذا السرّ ؟ لا يمكن أن يعبَّر عن حقيقة هذا السرّ ؛ فهو عبارة عن معانٍ بدون ألفاظ . لكنَّنا نُقِـرُّ بوجوده كما نقـرُّ بوجود شعاع الضـوء ـ مثلاً ـ مع أننا لا نستطيع أن نأخذه بيدنا . فالأسرار الإلهيّة تأتي بواسطة الرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم إلى المأذون بقدر ما يحتاج إليه ؛ فإذا كان المريد صادقاً يعطيه ربُّه ما يحتاج إليه أيضاً بواسطة ذلك الإذن .
مَن هم الراسخون في العلم ؟ الراسخون في العلم هم المستنبِطون معاني القرآن بما يوافق الكتاب والسنـة وأقوال الصحابة والتابعين والمجتهدين ؛ فليس لكلّ واحد أن يستنبط الأحكام والعلوم من القرآن . فما خرَّبَ بيوتَنا إلا الأهواءُ .
ما هو دور النّظر في الاستفادة من الشيخ المربي ؟ النّظر بدون عمل ( فاضي ) ؛ فالذي ينظر دون أن يعمل كمَن ينظر إلى سبّاح ماهر يسبح في البحر ـ وهو لا يعرف السّباحة ـ هل يصبح سبّاحاً بهذّا النّظر ؟ لا . فإذا لم توجد لوازم النّظر فالنّظر لا يُفيد . علينا أن نراعي حقوق ربِّ النّظر .[right] | |
|