غرائب الأسئلة
غرائب الأسئلة
(املئوا فاه جوهرا)
أرسل ملك الروم إلى عبد الله يطلب منه عالما من علمائهم يسأله عن مسائل فأرسل له الشعبي، فلما وصل إلى ملك الروم سأله عن أشياء منها:
أنه قال له: بلغنا أن الملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون،أيمكن مخلوق لا يغفل؟
فقال الشعبي: مثلهم كمثل النفس يصعد وينزل وأنت تتكلم وتأكل وتشرب.
قال: صدقت ، فقال له: وبلغنا أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون كيف ذلك؟
قال: نعم كالجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ، ولو تغوط داخل المشيمة لاحترق.
قال: صدقت ، قال: وبلغنا أن نعيم الجنة لا ينقص بالإنفاق كيف ذلك؟
قال: نعم كالسراج تقتبس منه جميع المصابيح ولا ينقص نوره.
قال : صدقت ،فأنعم عليه وكتب إلى الخليفة معه عجبت منكم كيف لا تجعلون رسولكم خليفة ؟
فلما قرأ عبد الملك بن مروان ما كتب ملك الروم .
قال: يا شعبي انظر ما قال عنك.
قال: يا أمير المؤمنين مارآك ولو رآك لاستصغر مني ما استكبر ، ولا ستحقر مني ما استعظم.
فقال: لله درك كم عطاءك؟ قال : ألفين، ثم سكت الملك لحظة ، وقال: كم عطاؤك؟
قال: ألفان ، قال له: لم قلت أولا ألفين؟
قال: لما لحن أمير المؤمنين تابعته في اللحن ، ثم لما أعرب تابعته في الإعراب ولا يحسن أن أعرب وقد لحن أمير المؤمنين، فأعجبه ذلك ، وقال: املئوا فاه جوهرا فملئوه.
فقال الشعبي: هذا يدخر ، ولا ينفق ، فأمر له بثلاثين ألف درهم وثياب فاخرة ، فأخذها ، وانصرف
التوقيع
اللهم رب الناس أذهب الباس عنى وأشف أنت الشافى
اللهم أرحم ضعفى وأغفر ذنبى وأرضى عنى وأختم بالباقيات الصالحات أعمالنا