الدليل على جواز التبرك بالشَعَر الخاص بالرسول
الحمد لله الذي جمع القلوب على حب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى إخوانه الأنبياء وعلى ءاله وأصحابه وأزواجه وأتباعه الى يوم الجزاء.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما (( أن سيدنا أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا حلق شَعَرَه في حجة الوداع أمر الحلاق أبا طلحة الأنصاري بتقسيم شَعَرَه الشريف بين الصحابة فصار هذا يأخذ شعرة والاخر يأخذ شعرتين وهكذا )) .
وهذه نقاط رئيسية نقف عندها ونحن نقرأ هذه الرواية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أولا_الحديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما ايضا
ثانيا_ تقسيم الشعر بين الناس كان بطلبٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا_الشعر لا يأكل ولا يزرع في الحقل بحسب العادة وإنما الوارد في الأثر أنه يدفن في التراب.
رابعا_ الرسول عليه السلام هو الذي أرشد الصحابة الى ترك عادات الجاهلية القبيحة وهو الذي علمهم أنّ الله هو الذي يُعَظم التعظيم المُطلق وأنّ الأنبياء عباد لله ومع ذلك كله أمر بتوزيع شَعَره على الصحابة وحاشى أن يكون فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوثنية.
خامسا_ الرسول عليه السلام ما كان يستغفر لأبيه وأمه مع أنهما مؤمنان خشية أن يستغفر الصحابه لآبائهم المشركين الذين ماتوا على الكفر ومع ذلك لم يرى الرسول في توزيع شعره على الصحابة باباً أو ذريعة أو مقدمة ليشركوا ويعبدوه.
سادسا_الرسول هو أعلم الناس بالدين وهو أشد الناس عداءا للشيطان وبطلب توزيع شعره على الناس لم يفتح مجالا للشيطان ليوسوس للناس بعبادته وتأليهه والعياذ بالله .
سابعا_ الحكمة من توزيع شعره عليه السلام بين الصحابة أن يكون هذا الشعر بقية منه باقية بين المسلمين وبركة مستمرة الى يوم القيامة.
فهاهم الصحابة يحتفظون بشعره الشريف عليه السلام، فهذا يضعه في قلنسوته بركة في جهاده، وذاك يضعه في ثيابه، والآخر في قارورة عنده ، والرابع يكتحل به عند مرضه، والخامس يُبرّك به عياله والاخير يريها من لم يرى رسول الله عليه الصلاة والسلام .
واستمر المؤمنون من أيام الصحابة الى يومنا هذا يتبركون بآثاره الشريفة عليه السلام وبشعره الشريف خصوصا ، مدركين قيمة ومعنى أن يطلب عليه السلام توزيع شعره بين الناس، فالمسلمون في مصر وسوريا ولبنان والعراق وتركيا وغيرها من بلاد الله تعوّدوا أن يتبركوا بشعر رسول الله عليه السلام عند نزول البلاء ولأجل التداوي والتبرك ونحو ذلك، وامّة محمد لا تجتمع على ضلالة والحمد لله على ذلك .
وبعد ذلك كله لا يُلتفت الى محروم من البركة يُحَرِّم التبرك بشعر رسول الله ، فالمسلمون في كل الدنيا يعبدون الله وحده ويحبون رسوله العطوف ويتشوقون لرؤيته ويتبركون بشعره الطاهر المبارك طلبا للمنافع التي يخلقها الله إكراما لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم .
اللهم ارزقنا رؤيته في المنام هذه الليلة وفي كل ليلة