لو سمحت الاوتوبيس بتاع العريش بيطلع الساعه كام هايطلع بعد ربع ساعه لوسمحت ادينى تذكره اخذت التذكره وجلست على احد مقاعد الإنتظار فى موقف الترجمان بالقاهرة ولم تكن الساعه قد بلغت 7:15 وجلست ادقق فى الوجوه التى تحيطونى ربما اجد بينهم احد رفقاء المعسكر نادى المنادى اننه حان موعد مغادررة الموقف اعطيته حقيبتى وركبت الأوتوبيس وكان لحسن حظى بجوارى شاب من شبين القناطر على ما اذكر تسلينا طول الطريق وفجأة قال لى هذه قناة السويس نظرت اليها وقد سرت فى جسدى رعشه واخذت اتخيل يوم العبور وكانت هى المرة الاولى التى ارى فيها القنال ثم قال لى ده بقى كوبرى السلام ...يااه ده عالى قوى..كنت اراه فى التليفزيون لكنى لم اكن اتخيل انه بهذا الحجم وصلت العريش ودخلت المعسكر الدولى للكشافة بالعريش التقيت بالجميع وعرفتهم بنفسى انا عبد الرحمن محمد من كشافة قنا وبعد ساعه بدأ المعسكر فاعلياته واثناء طابور العلم رأيت احد الأشخاص بدى لى ان له قصه وقصه طويله وفعلا فى ثالث ايام المعسكر وفى ختام حفلة السمر فاجأنا القائد (طرق عزيز) احنا كنا ناويين انكم تروحوا تزوروا واحد من ابطال مصر فى اثناء احتلال سيناء ولكن للأسف لم يتم لنا الأمر ولكن فاجأنا الحاج اسماعيل بقوله انا كنت معاهم وكان الحاج اسماعيل هو مدير الموقع كان رجل فى العقد الخامس من العمر وجهه اسمر بلون تراب مصر وطوله متوسط وبدأ يقص ((انا الحاج اسماعيل كنت عضو فى جبهة تحرير سيناء ودى كانت المقاومه الشعبيه هنا فى سيناء انا اتقبض عليا وانا كنت رايح انسف مطار العريش كنت انا وزملائى الاربعه مكلفين بنسف مطار العريش والذى كان تابع للإحتلال الصهيونى اعددنا معداتنا وخرجنا كنا نسييير فى ظلمة اليل الكاحل بين اشجار الزيتون ياسماعيل:ايوه يا عبدالله
محمد:ايه ياعم عبدالله هى دى اول عمليه نعملها ولا ايه ميبقاش قلبك خفيف
اسماعيل:هششش ....وطوا
نام الجميع على الارض ظهر ضوء سيارة جيب من سيارات الصهاينه وكانت احدى الدوريات المسائيةوبدأت اشعة الضوء تتلوى كالثعبان حول المجموعه والسياره تتحرك الى ان ابتعدت
اسماعيل: بس يارجاله من هنا لغاية لما نوصل مش عاوز نفس وكل واحد يخلى باله من خطوته عشان الالغام
حسين:ماتقلقش يا عم اسماعيل بإذن الله ربنا معانا
محمد:حسين الحقنى انا دايس على لغم
وقف الجميع فى اماكنهم متصلبين ثم بدأ حسين وبشئ رفيع جدا يبحث عن اللغم الى ان تأكد
حسين:يا جماعه صح ده فيه لغم
محمد:يا جماعه سيبونى هنا وخدوا المتفجرات وانا بعد ماتنفذوا العميله هافجره وربنا يسامحنى
حسين:لا اوعى المتفجرات ثقيله ولو حد اخدها منك وزنك هايخف وهانضيع كلنا
اسماعيل:حاول انت تفك اللغم وانا هاحرس المكان يلا يا محمود يلا يا على
بدا الجو ساكنا ومحمد يقف على اللغم يتصبب عرقا وحسين يزيل الرمال من حول اللغم ببطئ اسماعيل اتى يجرى(( محمد اليهود عارفين اننا هنا وجايين علينا))
محمد: انتوا اهربوا وسيبونى ..وانا هاتصرف معاهم
وفجأة اضاء المكان كله فقد كانت طلقه مضيئه كل واحد ياخد ساتر جرى افراد المجموعه واختفوا خلف الاحجار على صوت مكبر الصوت سلموا نفسكم ومحدش هايضركم سلموا نفسكم احسنلكم انتوا اكيد لسه شباب صغييرين سلموا نفسكم هاعد لغاية عشره لو محدش سلم نفسه هاضرب 1 ....2....3....4....5 يارجاله...6 ...انا هاموت هنا..7...واحنا معاك ياسماعيل...8...9...اضرب وانهالت الطلقات الناريه من كل حدب وصوب ((وكان المميز للجنود الإسرئيليين ان رشاشتهم تخرج ثلاث طلقات عاديه ثم طلقه ضوئية وهكذا دواليك فكانوا منورين المكان)) وبدأ الضرب واقترب اليهود من محمد والذى قال بصوت عالى الله اكبر فرمى شنطة المتفجرات ناحيتنا ورمى بنفسه على اليهود حدث انفجار مروع مات على اسره عدد كبير منهم فقد كانوا حوله من كل ناحيه
اسماعيل...اسماعيل ايوه يا حسين انا هاجيب المتفجرات لا .. اوعى.. مالكش دعوه انا هاتصرف غطونى
جرى حسين ناحية المتفجرات وعلت اصوات الطلقات من كل جانب وهو يجرى فى خفه الى ان وصل الى المتفجرات فتح الشنطة واخذ منها قطعتى ديناميت فانبطح واشعلهم بتعمل ايه يا حسين غطونى وجرى ناحية اليهود وهم يجروا امامه (انفجر الديناميت واستشهد ثانى بطل)
لم يبقى سوى اسماعيل فقد استشهد الباقين من حوله بطلقات اليهود فكر قليلا فقد نفذت الزخيره ماذا افعل جرى اسماعيل ناحية الديناميت واخذ الشنطه كلها وجرى ناحية اليهود وامسك بقداحته ليشعلها ولكن....................... غاب عن الوعى افاق على صوت يتكلم بالعبرية والم رهيم فى صدره بدأ يفيق فسمع حوارا يجرى بين الطبيب وشخص اخر يلبس لباس الجيش وكانا يتكلمان بحده ولكنه فهمهما فقد اراد الضابط ان ينقله الى السجن ولكن الطبيب كان يرفض (ايه ماذا إن الطبيب من عرب اسرائيل) ولكن الضابط اشار الى جنديين يقفوا خلفه فانطلقوا صوبى وحملونى الى السجن لن تتصوروا شكل السجن عباره عن غرفه متر فى متر فى متر((عباره عن مكعب )) لا تستطيع ان تنحنى حتى فيه مغلق من جميع الاتجاهات لا يدخله الهواء الا من تحت الباب ويوضع فى ذلك السجن اثنان معا لا يأكلان الا ما يبقيهما احياء اموات ييجعلهم يشعروا بالعذاب فقط اهم شئ ان يشعروا بالعذاب لقد استقيت الوانا من العذاب لا تتخيلوها طوال فترة سجنى هناك فكانت السياط تقطع اجسادنا ثم تملئ الجراح باكوام الملح فيضاعف الألم ولم نكن نشرب إلا اقذر المياه وكان الدود ينمو على سطوح الجروح فعلا انا لا اكذب كم كنا نتعذب بشده كانت ايام (ياولاد ماتفتكروش ان اليهود مش هايرجعوا تانى بس اهم حاجه تكونا ملمومين كده زى مانا شايفكم) رفع الحاج اسماعيل يديه وقال....... اللهم دم علينا نعمة التحمل فى سبيلك ........................امين
كده كفايه يلا الساعه بقت 2 باليل وانتوا هاتسافروا بكره الصبح اتمنى تيجوا تزورونا تانى فى العريش وذهب كل منا لفراشه واستيقذنا تانى يوم وكل منا اخذ حقيبته واخذنا صورا تذكارية واتجه كل منا الى محافظته فلم نكن من محفظة واحده ولكن كنا من وطن واحد بلد واحد وعلى اغلى بقعه فيه .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. منقول لك يا اجمل وطن فى العالم منى السلام[/B]
قصة(الحاج اسماعيل العرايشى), قصه حقيقيه مصاغه دراميا(اسمى معانى الوطني