مسؤولية الوالدين في تربية الأولاد
مسؤولية الوالدين في تربية الأولاد
إن مسؤولة الوالدين تجاه أولادهما ، كثيرة ومتعددة ، ولعل أهم هذه المسؤوليات مسؤولية التربية والتأديب .
قال تعالى : (يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقوده الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (التحريم :6) .
وقد سأل عمر رضي الله عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) لما نزلت هذه الآية ، فقال يا رسول الله نقي أنفسنا ، فكيف نقي أهلينا ؟ فقال (صلى الله عليه وسلم) : "تنهوهم عما نهاكم الله ، وتأمروهم بما أمركم الله".
ولذلك قال العلماء : (ذلك حق على الإنسان في نفسه ، وولده ، وأهله ، فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير ، وما لا يستغنى عنه من الأدب) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لأن أدب الرجل ولده خيرٌ من أن يتصدق بصاعٍ" .
وقال (صلى الله عليه وسلم) أيضاً : "ما نحل والدٌ والداً أفضل من أدب حسنٍ" . وفي رواية الطبراني "ما ورث والدٌ والداً ..." .
ولما سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن حق الولد على والده ، قال : "أن يحسن أسمه ، ويحسن أدبه" .
ولاشك في أن للعادات والمفاهيم التي ينشأ عليها الإنسان ويكتسبها في صغره من أهله ، الأثر الكبير في رسم سلوكه ، وتكوين شخصيته عندما يكبر . ولذلك كان على الوالدين أن يحرصا أشد الحرص على اكتساب الولد لكل خلق حميد ، وكل ما ينفعه في دنياه و أخرته .
وكثير هم الأولياء الذين يسمعون جاهدين ، ويكدون في الحياة ، ليل نهار ، لتأمين المتطلبات المادية لأولادهم ، وهم يحسبون أن واجبهم ينتهي عند ذلك ، لا يتعداه ، والأمر خلف ذلك ، فإن الأب الذي يقضي أغلب وقته خارج بيته بعيد عن أسرته ، ولا يتسنى له مراقبة سلوك أولاده وتوجيهم ، سوف يندم أشد الندم عندما يكبر أولاده ، ولا يرتضي منهم خلقاً من أخلاقهم ، ويحاول إصلاح فسادهم ، فلا يجدي فعله شيئاً ، لان من شب على شيء شاب عليه ، ومن نشأ على عادةٍ أصبح من الصعب جداً تغير هذه العادة في سلوكه .
وكذلك فإن الأم الغافلة عن أبنائها ، والمشغولة عنهم بأعمال البيت ، أو بالزيارات خارجه تقصر تقصيراً كبيراً في حق أولادها ، وتضيع الكثير من الخير عليهم ، ولا تؤدي المهمة الأساس المطلوبة منها في الحياة ، وهي تنشئة الجيل ، وبناء مستقبل الأمة ، ولذلك حرص الإسلام على أن تلتزم المرأة بيتها في أغلب أوقاتها حتى تستطيع رعاية أمور زوجها وأولادها .
وأنا نرى اليوم حرص على توريث الولد الذهب والمال ، أكثر من توريثهم الأدب والخلق ، وهم يحسبون أن في المال ضمان سعادتهم ونجاحهم !!
يقول الإمام علي المدني (رضي الله عنه ) : (توريث الأولاد الأدب خيرٌ لهم من توريث المال ، الأدب يكسبهم المال والجاه والمحبة من الإخوان ، ويجمع بين خيري الدنيا والآخرة) .
مع تحياااااااااااااات