أفضل الصلوات على سيد السادات
أخرج أحمد والحكيم والترمذي في نوادر الأصول وابن منده عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيراً استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا). وأخرج الطيالسي في مسنده عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم في قبورهم، فإن كان خيراً استبشروا، وإن كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك).
وأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا عن أبي أيوب قال (تعرض أعمالكم على الموتى، فإن رأوا حسناً فرحوا واستبشروا، وإن رأوا سوءاً قالوا اللهم راجع به). وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف والحكيم والترمذي وابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن مسيرة قال: غزا أبو أيوب القسطنطينية فمر بقاص وهو يقول: إذا عمل العبد العمل في صدر النهار عرض على معارفه إذا أمسى من أهل الآخرة وإذا عمل العمل في آخر النهار عرض على معارفه إذا أصبح من أهل الآخرة فقال أبو أيوب انظر ما تقول قال والله انهم كليهما أقول فقال - أبو أيوب (اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني). عن عبادة بن الصامت وسعد بن عبادة بما عملت بعدهم، فقال القاص والله لا يكتب الله ولايته لعبد إلا ستر عوراته، وأثنى عليه بأحسن عمله. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادره من حديث عبدالغفور بن عبدالعزيز عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة، فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضاً وإشراقاً، فاتقوا الله ولا تؤذوا أمواتكم).
وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات والبيهقي في شعب الإيمان عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم).
وأخرج ابن أبي الدنيا والأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور) وأخرج ابن أبي الدنيا وابن منده وابن عساكر عن أحمد بن عبدالله بن أبي الحواري، قال حدثني أخي محمد بن عبدالله، قال دخل عباد ا لخواص على إبراهيم بن صالح الهاشمي وهو أمير فلسطين، فقال له إبراهيم عظني، فقال قد بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ما تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك. وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي الدرداء أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن يمقتني خالي عبدالله بن رواحة إذا لقيته.
وأخرج ابن المبارك والأصبهاني عن أبي الدرداء قال: إن أعمالكم تعرض على موتاكم فيسرون ويساءون ويقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملاً يخزي عبدالله بن رواحة وأخرج أيضاً ابن المبارك عن عثمان بن عبدالله بن أوس أن سعيد بن جبير قال له أستأذن على ابنة أخي وهي زوجة عثمان وهي ابن عمرو بن أوس، فاستأذن له عليها فدخل فقال كيف يفعل بك زوجك قالت إنه إليَّ لمحسن ما استطاع فقاليا عثمان أحسن إليها فإنك لا تصنع بها شيئاً إلا جاء عمرو بن أوس فقلت وهل تأتي الأموات أخبار الأحياء؟ قال نعم ما من أحد له حميم إلا فـيأتيه أقاربه فإن كان خيراً أُسر به وفرح وهنئ به وإن كان شراً ابتأس به وحزن حتى أنهم يسألونه عن الرجـل قد مات فيقال أو لم يأتكم فيـقولون لا خولف به إلى أمه الهاوية. وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق أبي بكر بن عياش عن حفار كان في بن أسد قال كنت في المقابر ليلة إذ سمعت قائلاً من قبر، يا عبدالله قال مالك يا جابر قال غداً تأتينا أمة قال وما ينفعها لا تصل إلينا إن أبي قد غضب عليها وحلف أن لا يصلي عليها فلما كان من غد جاءني رجل فقال احفر لي هنـا قبراً بين القبرين اللذين سمعت منهما الكلام فقلت اسم هذا جابر واسم هذا عبدالله قال نعم فأخبرته بما سمعت فقال نعم وقد كنت حلفت أن لا أصلي عليهما- فلأكفرن عن يميني ولأصلين عليهما- وأخرج أبو نعيم عن ابن مسعود قال صلّ من كان أبوك يصِلَهُ فإن صلة الميت في قبره أن يصل من كان أبوه يواصله، وأخرج ابن حبان عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل أخوان أبيه من بعده) وأخرج أبو داود وابن حبان عن أبي اسيد الشاعري قال: جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل بقي علي من بر والدي شيء أبرهما به بعد موتهم. قال (نعم أربع خصال بقين عليك الدعاء وانفاذ عهديهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما).