المرأه و مكانتها في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
سبب كتابتي لهذا الموضوع هو ما بدأ يكثر في هذا الزمن من الحديث حول حقوق المرأة وحريتها ، وأعلم ان كثيرون غيري سبقوني في الحديث عن هذا الموضوع وأعلم أن الكثير من النساء قد مللن من هذا الموضوع بسبب كثرة من يتحدث عنه ، لكن لتعلمي يا أختاه أن الموضوع كبير وليس صغير ، وأمره عظيم وخطره جسيم ، وآثاره قد يفسد المجتمع ويذهب الأخلاق والقيم ويدعو إلى الانحطاط والسفور والتكشف والشرور ، فتكثر الجرائم والمنكرات وتكثر حالات الاغتصاب ويصبح الرجل لا يأمن عل بنته وزوجته .
إليكِ يا فتاة الإسلام ، رسالة إلى أولئك الفتيات الصالحات ، القانتات التقيات ، إلى اللاتي شرفهن الله بطاعته وأذاقهن طعم محبته ، حديث إلى حفيدات خديجة وفاطمة وأخوات حفصة وعائشة ، إلى التي تركن الوقوع في المحرمات ، واتباع الشهوات ، إلى اللاتي اشتاقت نفوسهن إلى الجنات ، ويعظمن رب الأرض والسماوات ، وإلى اللاتي يفعلن الحسنات ، ويتجنبن المنكرات ، ويحببن خير البشر رسول المكرمات ، الذي جاء بآخر الرسالات .
أنتِ التي قيل عنكِ:
طالما وقفت تناجي ربها ** والليل مسدول البراقع
تصغي لنجواها السماء ** وقد جرت منها المدامع
تدعو فتحتشد الدجى ** والملائك هيمان خاشع
والعابدات الزاهدات ** جفت مراقدها المضاجع
وتخر للرحمن ساجدة ** مطهرة النوازع
ويامن قيل عنكِ وأنتِ تتنعمين في الجنة:
فأنت في الجنة قد كمل خلائقكِ وأكمل حسنك ** كالبدر ليلة الست بعد ثمان ِ
والشمس تجري في محاسن وجهكِ ** واللي تحت ذوائب الأغصان ِ
والبرق يبدو حين يبسم ثغركِ ** فيضئ سقف القصر بالجدران ِ
وتبختري في مشيك ويحق ** ذاك لمثلكِ في جنة الحيوان ِ
ووصائف من خلفك وأمامكِ ** وعلى شمائلكِ ومن أيمان ِ
لاتؤثري الأدنى على الأعلى ** فتحرمي ذا وذا ياذلة الحرمان ِ
منتكِ نفسكِ باللحاق مع القعود ** عن المسير وراحة الأبدان ِ
ولسوف تعلمي حين ينكشف الغطا ** ماذا صنعتي وكنتِ ذا إمكان ِ
فأتمنى أن تتسع صدوركن لقراءة الموضوع براحة بال وهدوء حال ، حتى تستطيعين أن تواجهي كل ما يوجه إليكِ وتقدرين على التصدي لمن ينادون بحقوق المرأة وحريتها ، فإليكِ هذا الموضوع الذي يعلم الله أني قد تعبت في جمعه وتنسيقه حتى تنتقع به المسلمات وتعلم إحداهن الآخريات اللاتي قد يغرهن ما يقال حولها فتتجه إليهم وتسلك سبلهم .
==================
حقوق المرأة والحرية وما يدعو إليه المفسدون:
تعلم النساء في هذا الزمان أن الحرب الموجهة إليها حرب ضروس ، يريدون منها استعبادها وهتك عرضها باسم الحرية والمساواة ، فما معنى الحرية التي يدعو إليها المفسدون ولماذا لا يدعون إلى تحرير العمال المظلومني والايتام المنبوذين !! لماذا يصرون على أن المرأة العفيفة التي تعيش في ظل وليها ولو مد أحد العابثين إليها بده لما عادت إليه يده ، لماذا يصرون على أن هذه المرأة تحتاج إلى تحرير ، هل إرتداء المرأة للعباءة والحجاب لتحمي نفسها من النظرات المسعورة يعد عبودية تحتاج أن تتحرر منها المرأة !! هل تخصيص أماكن معينة لعمل المرأة بعيدة عن مخالطة الرجال هو عبودية وذل للمرأة !! هل تربية المرأة لأولادها ورأفتها ببناتها وقرارها في بيتها هو عبودية تحتاج منها إلى تحرير !! ثم لماذا ، لماذا نجد أن أكثر من يتنابحون ويتصايحون ويتناعقون ويدعون إلى تحرير المرأة وتكشفها لهم ويزعمون أن حجابها قيد لابد أن تتحرر منه ، لماذا نجد أن أكثر هؤلاء والله ليسوا من العلماء ولا من المصلحين وإنما أكثرهم من الزناة وشراب الخمور وأصحاب الشهوات المسعورة فلماذا يدعوا هؤلاء إلى تحرير المرأة لماذا يستميتون لإخراج العفيفة من بيتها لماذا ؟؟ الجواب واضح ... اشتهوا أن يروها متعرية راقصة فزينوا لها الرقص فلما تعرت وتبذلت أرضوا شهواتهم منها ثم صاحوا بها وقالوا قد حررناكي !! اشتهوا أن يتمتعوا بها متى شاءوا فزينوا لها مصاحبة الرجال ومخالطتهم حتى حولوها إلى حمام متنقل يستعملونه متى شاءوا على فرشهم وفي حدائقهم وفي باراتهم وملاهيهم فلما تهتكت وتنجست صاحوا بها وقالوا قد حررناكي !!
خدعوها بقولهم حسناء ** والغواني يغرنهن الثناء
نظرة فابتسامة فسلام ** فكلام فموعد فلقاء
اشتهوا أن يروها عارية على شاطئ البحر وساقية للخمر ، وخادمة في طائرة وصديقة فاجرة ، فزينوا لها ذلك كله وأغروها بفعله فلما وقعت في مستنقع الفجور تصايحوا بينهم وقالوا هذه امراة متحررة !! فمن ماذا حرروها عجباً !! هل كانت في سجن وخرجت منه إلى الحرية !! هل الحرية في تقصير الثياب ونزع الحجاب ، أم الحرية في التسكع في الأسواق ومضاجعة الرفاق ، هل الحرية في مكالمة شاب فاجر أم الخلوة بذئب غادر ، أليست الحرية الحقيقة والسيادة النقية هي أن تكوني عفيفة مستدرة ، أبوك يرأف عليكِ وزوجكِ يحسن إليكِ وأخوكِ يحرسكي بين يديكِ وولدكِ ينطرح على قديمكِ ، هذه والله هي الكرامة العظيمة التي أرادها الله تعالى لكِ .
أدلة على اهتمام الإسلام بالمرأة:
فلقد أوصى الله بكِ انتِ أباكِ وأمكِ فقال صلى الله عليه وسلم: (( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين )) وراه مسلم وضم بين اصابعه
وأوصى الله بكِ أولادكِ فقال صلى الله عليه وسلم للرجل التي سأله: يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك )) متفق عليه
بل قد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة زوجها وذم من غاضب زوجته أو أساء إليها فعند مسلم والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في حجة الوداع فإذا بين يديه مئة ألف حاج فيهم الأسود والأبيض والكبير والصغير زالغني والفقير صاح النبي صلى الله عليه وسلم بهم وقال: ألا واستوصوا بالنساء خيرا ألا واستوصوا بالنساء خيرا ))
بل قد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في منزله فطاف ببيوته صلى الله عليه وسلم في يوم من الايام نساء كثير كلهن يشتكي من أزواجهن فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قام ثم قال للناس : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشتكين من أزواجهن ليس أولئك بخياركم
وقال صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجة والترمذي : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) .
ولا تنسين أن هناك سورة كاملـــة في القرآن العظيم باسم النســـاء .
بل قد بلغ من إكرام الدين للمرأة أنها كانت تقوم الحروب وتسحق الجماجم وتتطاير الرؤوس لأجل عرض امرأة واحدة ، وكما تعلمون أن اليهود في المدينة كان يغيضهم نزول الأمر بالحجاب وتستر المسلمات ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات فما استطاعوا ، وفي أحد الايام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع وكانت عفيفة مستترة فجلست إلى صاغ منهم فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها أو لمسها أو العبث بها كما كانوا يفعلون قبل ذلك قبل أن تكرم بالإسلام ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ويغرونها لتنزع حجابها فأبت وتمنعت فخافلها الصائغ وهي جالسة وأخذ طرف ثوبها من الأسفل وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها فلما قامت ارتفع ثوبها من ورءاها وانكشفت سوءتها فضحك اليهود منها فصاحت المسلمة العفيفة ودت والله لو أنهم قتلوها ولم يكشفوا عورتها فلما رأى ذلك رجل من المسلمين سلح سيفه ثم قتل ذلك الصائغ فتجمع اليهود على المسلم فقتلوه فلما علم الني صلى الله عليه وسلم بأن اليهود قد تعرضوا للمسلمات جاء ثم حاصرهم حت ضيق عليهم واستسلموا وانزوا عند حكمه ، فما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدبهم وينكل بهم وأن يقتلهم وأن يثأر لعرض المسلمة العفيفة قام إليه المنافق عبدالله بن ابي بن سلول فقال له أحسن إلى موالي اليهود وكما تعلمون تركهم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المنافق وقال هم لك ، لكنه أخرجهم من ديارهم وطردهم في البلاد لأنهم حاولوا أن يهتكوا عرض امرأة مسلمة واحدة.
إحصائيات:
بل انظري إلى ما يحدث في البلاد الذين يزعمون أن فيها حرية ، فقد بلغت المرأة من التكشف والسفور هناك بل والله من التفسخ والانحطاط ما ندمت عليه ، يغتصب يومياً في أمريكا 1900 فتاة ، 20% منهن يغتصبن من قبل آبائهن !! ويقتل سنويا في أمريكا مليون طفل مابين إجهاض متعمد أو قتل فور الولادة وبلغت نسبة الطلاق في أمريكا 60% من عدد الزيجات وفي بريطانيا 170 شابة تحمل سفاحاً كل أسبوع !! وغيرها الكثير من الاحصائيات التي لا يتسع المقام لذكرها .
كم من امرأة هناك والله تتمنى ما أنتِ عليه من تستر وعفاف بل إن النساء لما تكشفت هناك انتشرت الفواحش وأصبح الأب لا يأمن على ابنته والزوج لا يأمن على زوجته وكثرت السرقات وأنواع الجرائم والشيطان طالما استعمل بعض النساء لتحقيق الفساد في الأرض ومن استغواها الشيطان فأطاعته وقدمت شهواتها على مراد الله وتتبعت الموضات في اللباس والعباءة والنمص والوشم وعمليات التجميل والاغاني والأفلام والمجلات والمكالمات والصداقات وصارت هذه الشهوات أغلى عندها من اتباع الشريعة فهي عاصية ، وما خلقت النار إلا لتأديب العصاة .
============
ختاماً:
أتمنى بعد قراءة هذا الموضوع ، الذي جمعته ورتبته من محاضرة للشيخ محمد العريفي مع غضافة بعد الكلمات من عندي ، أتمنى ألا تلتفت أي امرأة لما يقال حولها ولما يوجه إليها من مصطلحات عصرية ظاهرها أنها في صالح المرأة لكن في باطنها وحقيقة أمرها أنها مصطلحات تسئ للمرأة وتجعلها ذليلة وحقيرة كما هي عندهم في دولهم .
هذا والله أجل وأكرم وأعلم ، وصلى الله وسلم على رسول الهدى ، ومعلم الورى ، الرسول المصطفى ، والهادي المجتبى ، محمدٌ خير من وطأت قدمه الثرى ، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى .
وتحياتي لكم