إشارات إلى الداعية
ليأس عدوك الذي لم يعرف كيف يغزوك ، و الأماني خطواتك الأولى التي سرعان ما تتركها لتخطو خطوات للأمام سعياً لما تريد ، نظرك ثاقب ، و بصرك نافذ ، و رميك سديد و صبرك أكيد ، عالية همتك ، عظيمة عزيمتك ، قوية إرادتك ،تستصغر عظائم الأمور ، كريم من أهل المكارم ، عظيم من أهل العزائم .
نعم أنت من أقصد لا غيرك أنت من أخاطب إذا ملأت قلبك إيماناً : فكراً و ذكراً ، طاعة و امتثالا ، علماً و فهماً ، و عملاً و تعليماً .
نعم أنت من أذكر ، إذا طال ارتفاع يديك للسماء وكثر ، وكانت وجهة قلبك إلى أعلى ، وجبهتك تلاصق الأرض ، لسانك لا يفتر عن ذكر الله تعالى .
أنت من أكتب إليه ، إن عرفت سنن الله في الكون فكنت في أمورك تفكر و تتأمل ، و تصدق و تستغفر ، و تصلي و تناجي و تدعو ثم تخطط و تنظم و تدبر و ترتب ، و تكتب و ترسم ، و تقرأ و تسمع ، و تسأل و تستوضح ، تنفذ بدقة ، و تعمل بإتقان عملك دؤوب متواصل ، تحتسب الأجر و تتذوق طعم الإيمان و حلاوته و تجاهد و تكابد و تسلي نفسك و تواسيها ، و تسايسها و تراضيها ، و تروح عنها و في حدود تجاريها ، تراجع دوماً مخططك و تحدد مكانك تتأمل في إنجازك و تقوم أعمالك و تطور و تبتكر ، و تغير و تجدد ، تعيش واقعك ، و تعرف بدقة مجتمعك ، ولا يخفى عليك حال المسلمين توسع مداركك و تنمي قدراتك و تصقل مواهبك ، مع ازديادك من الزاد كلما المسير زاد و مع تجديدك في حياتك ، و استفادتك من خبرات الآخرين و إفادة غيرك ، حاول يعطك الله ، و من جاهد بلّغه الله ، و عندها تكون أنت المخاطب .
طارق بن عبد الله معلا – مجلة المجتمع / 1325