و اعلموا أيضا أن كلام الله الذي هو صفة ذاته ليس حرفا ولا صوتا ولا لغة وما يجيء في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم أن الله يقول لملائكته كذا فهذا على ما يليق بالله تعالى من غير تشبيه له بخلقه
وقد ورد حديث صحيح رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا (( أي نادى بعضهم بعضا )) هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم (( أي يطوفون بالذاكرين ويدورون حولهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ))
فيسألهم ربهم و هو اعلم , ما يقول عبادي؟
قال يقولون يسبحونك و يكبرونك و يحمدونك و يمجدونك
فيقول هل رأوني؟
فيقولون لا و الله ما رأوك
فيقول كيف لو رأوني ؟
قال يقولون لو رأوك لكانوا اشد لك عبادة و اشد لك تمجيدا و أكثر تسبيحا
فيقول ماذا يسألون؟
قال يقولون يسألونك الجنة
قال يقول و هل رأوها ؟
قال يقولون لا و الله يا رب ما رأوها
قال يقول فكيف لو رأوها ؟
قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا اشد عليها حرصا و اشد لها طلبا و أعظم فيها رغبة
قال فمما يتعوذون ؟
قال يقولون يتعوذون من النار
قال فيقول و هل رأوها ؟
قال يقولون لا و الله ما رأوها
فيقول كيف لو رأوها؟
قال يقولون لو رأوها كانوا اشد منها فرارا و اشد لها مخافة
قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم
قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم انما جاء لحاجة
قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
نسال الله أن نكون من الذاكرين و أن يكرمنا ربنا عز وجل بان يكون آخر كلامنا من هذه الدنيا لا اله إلا الله محمد رسول الله
كما نسال الله أن يجعلنا ممن قال فيهم في القرءان الكريم