الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)} سورة إبراهيم. و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و سلم تسليماً كثيراً ، القائل في حديثه المشهور عن أبي هريرة رضي الله عنه {الكلمة الطيبة صدقة} يعني من قال كلمة طيبة كان كمن تصدق من ماله.
أما بعد ، فإن ديننا هو دين الذي رفع من قيمة الحكمة و الحكماء فقال القرآن الكريم عنهم : بسم الله الرحمن الرحيم {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (269) سورة البقرة. و قال أيضاً سبحانه و تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم {وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} من الآية (113) سورة النساء. و هو الدين اللذي ذم التفاهة و التافهين ، فيقول الله سبحانه و تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان. (لهو الحديث يعني الكلام أو الإعلام السطحي أو الأبله اللذي يسطح العقول و يتفهها و يلهيها عن الحق و الله العالم بمعاني آياته).
و عليه فإننا ننشد أن يكون هذا المنتدى ملتقى محبي الحكمة و الكلام الطيب مما قل و دل. رزقنا الله عز و جل الحكمة و إياكم و وفقنا جميعاً إلى ما فيه الخير إنه على كل شيء قدير.